2016/12/26
شراكة بالنفاس ..خصومة بالدرص!!
علي عبد الملك الشيباني غريب حال ماكان يعرف باللقاء المشترك . هل تذكرون هذا المكون السياسي الذي ضم يوما ما عددا من الاحزاب ذات التوجهات العقائدية المختلفة ؟! . اظنه مازال حاضرا في اذهانكم. حين اعلن عن تشكيله انذاك رحب الشارع السياسي بهذه الخطوة الجباره معتبرا اياها تجربة فريدة ان تلتقي هذه المنتناقضات العقائدية في شكل سياسي واحد , ليس على مستوى اليمن فحسب بل وعلى مستوى الوطن العربي بشكل عام. لكن يافرحة ماتمت كما يقال , حيث بداءت " اليمننة " تعكس تفاصيلها , وبرزت حقيقة ان "المجتمع المتخلف لاينتج الا كل ماهو متخلف " بالتعبير عن نفسها بشكل واضح وجلي , بما في ذلك على مسار طليعة المجتمع المفترض بها قيادة التغيير والتعبير عن احلام الناس. بالنفاس كنا نشاهد تكتل المشترك وهو يعقد اللقاءات ويصدر البيانات وتاكيده المستمر على وحدة الصف وبلوغ الهدف , حرصه ايضا على عقد اللقاءت الصحفية المشتركة , الابتسامات المتبادلة وايثارهم لبعض امام عدسات التصوير. "بالدرص " كان الامر يختلف كليا وتظهر صورة معاكسة تماما للاولى..... كيف ؟! في كل منعطف وامام كل حدث , وبدلا من ان يتعاظم التلاحم وتتجذر العلاقة ويتوحد الموقف كان يحدث العكس , مزيدا من التباعد والاختلاف والصراع والذي ماكان يقود عادة الى نهايات مخجلة لدرجة كنا نتساءل معها : ماهو اذا مبرر بقاء هذا الشكل السياسي طالما لايترجم اهدافه ولا ينتج ثمار مضمونه ووجوده ؟! في الانتخابات البرلمانية كان يبداء الخلاف مبكرا بالتعبير عن نفسه حول مسالة عدد المقاعد لكل حزب , وينتهي الحوار بذهاب كل منهم بقائمة مرشحين خاصه به بدلا عن خوض الانتخابات بقائمة موحدة , والنتيجة كالعادة الحصول على عدد محدود ومتواضع من المقاعد لايليق بكل منهم. في ثورة 2011 وبدلا من استيعاب سمو وحجم التحول والارتقاء لعظمته , على العكس كان الخلاف هو من في حجمه , كان ذلك باديا في الساحات وصولا به حد العراك والتخوين المتبادل. وها نحن مازلنا على العهد باقون وعلى درب الخلاف سائرون في تعاطين مع القضايا العامةا , بما في ذلك مع ظرف ومعطى استثنائي لم نعشه من قبل ويهدد حاضر ومستقبل الامة والبلد بشكل مخيف. ها نحن نشكك في بعضن كالعادة , نحمل خطابا اعلاميا وسياسيا منفلتا وغير مسؤل. نختلف حد الاستهتار بدماء الشباب وارواحهم. ونقوم بكل مالايليق بنا ويخدش توجهاتنا ويسيء لتضحياتنا ومشاريعنا الوطنية التي قضى الكثير تحت راياتها وافاقها ومساراتها الانسانية. بات الطرف الاخر يستفيد من كل هذا السخف , وبه غدونا نقدم خدمات مجانية لم نكن نتوقع السقوط فيها من منطلق استشعارنا المفترض بهول وفداحة مانمر به والبلد من حالة عامة كم نخشى تداعيات وماءلاتها الخطيره. ازاء هذا الوضع نحمل قيادات احزاب المشترك - وان بنسب متفاوتة - كامل المسؤلية الوطنية والاخلاقية والتاريخية تجاه مايجري ويحدث من صراعات وتباينات غير مقبولة , باتت ترمي بظلالها المباشر على علاقات قوى المقاومة واحباط عزيمة الشارع. وفي الاخير اعاقة تحقيق الغايات النبيلة المرجوة من كل هذه التضحيات , والمتمثلة باءستعادة الدولة وتحقيق مخرجات الحوار , واعادة قطار العملية السياسية الى مسارها الصحيح.... والله المستعان.
تم طباعة هذه الخبر من موقع السلام نيوز www.yen-news.com - رابط الخبر: http://alsalam-news.com/news670.html