في إنجاز غير مسبوق، تمكن عبدالحفيظ الحاج الصبري، الناشط السياسي والمهاجر اليمني المقيم في فنلندا، من حصد مقعدين في الانتخابات المحلية التي جرت يوم 13 أبريل 2025، ليصبح أول مرشح عربي يفوز بعضوية كلٍّ من المجلس البلدي والإقليمي في إقليم "بايات" الفنلندي.
عبدالحفيظ، البالغ من العمر 52 عاماً والمنحدر من محافظة تعز اليمنية، وصل إلى فنلندا أواخر عام 2015 هارباً من الحرب، برفقة أسرته. بدأ مشواره في البلد الجديد بخوض برنامج التوطين الرسمي الذي يفرض على اللاجئين تعلّم اللغة والتأقلم مع المجتمع المحلي.
بعد استكمال البرنامج، واصل دراسته في مجال الإمداد واللوجستيات، وأسس لاحقاً شركته الخاصة للنقل، قبل أن يُفتح له باب العمل السياسي عبر الحزب الديمقراطي الاشتراكي الفنلندي، حيث لفت الأنظار بجهوده المجتمعية.
خاض الصبري أولى تجاربه الانتخابية في 2021، محققاً فوزاً بعضوية المجلس الإقليمي. أما في الانتخابات الأخيرة، فتفوق على 77 مرشحاً فنلندياً، ليحجز لنفسه مقعدين في آنٍ واحد.
ويُعد فوزه انتصاراً رمزيًا للمجتمعات العربية والإسلامية، لا سيما في ظل تراجع تمثيل الجاليات الأخرى.
"بذلنا جهداً مكثفاً خلال شهرين من الحملة، وانفتحنا على كل شرائح المجتمع الفنلندي، وكان النجاح ثمرة التواصل والمثابرة"، قال الصبري، مشيراً إلى أن الغالبية العظمى من مؤيديه كانوا من المهاجرين.
يتولى المجلسان الإقليمي والبلدي في فنلندا مسؤوليات استراتيجية في مجالات الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية. ويرى الصبري أن تمثيله في هذه المجالس يمنحه فرصة حقيقية لعرض قضايا واحتياجات المهاجرين أمام صناع القرار، مؤكداً أن دوره سيكون بمثابة "حلقة وصل بين الجاليات والسلطات".
اختتم الصبري حديثه بتوجيه رسالة للمهاجرين الجدد، دعاهم فيها إلى اغتنام السنوات الأولى في فنلندا للتعلّم والاندماج: "الدولة تمنحك كل الأدوات، لكن عليك أن تستخدمها بذكاء. اللغة هي المفتاح، والاندماج هو الطريق إلى النجاح".
قصة عبدالحفيظ الحاج الصبري تعكس قدرة اللاجئين على تجاوز الصعاب، وتحويل محنة الغربة إلى منصة للتمكين والتمثيل، في تجربة تلهم آلاف المهاجرين العرب في أوروبا.