كشف رئيس بعثة جامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة، السفير ماجد عبد الفتاح، عن خلفيات قبول الدول العربية ببيان صحفي صادر عن مجلس الأمن بدلاً من السعي لاستصدار قرار ملزم ضد إسرائيل، عقب الهجوم الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة الأسبوع الماضي.

وأوضح عبد الفتاح أن الموقف العربي كان يتجه بقوة نحو الدفع بقرار ملزم يدين العدوان الإسرائيلي، إلا أن تدخل الولايات المتحدة بصفتها عضواً دائماً قادراً على استخدام حق النقض (الفيتو)، دفع الدول العربية إلى القبول ببيان صحفي تمت صياغته بتوافق بين أعضاء المجلس.

وكان مجلس الأمن قد أصدر الخميس بياناً أدان فيه الهجوم على الدوحة، دون الإشارة صراحةً إلى إسرائيل، وحظي البيان بموافقة الأعضاء الخمسة عشر.

وأشار عبد الفتاح إلى أن اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لـ"إعلان نيويورك" حول حل الدولتين يمثل خطوة مهمة تلت المقرر الإجرائي الصادر في 5 سبتمبر بشأن استمرار عقد المؤتمر الدولي لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وأضاف أن الجمعية العامة ستعقد جلسة رفيعة المستوى يوم 22 سبتمبر، بحضور رؤساء دول وحكومات، لإعلان قرارات الاعتراف بدولة فلسطين، متوقعاً أن تنضم ما بين 9 إلى 10 دول جديدة إلى قائمة المعترفين رسمياً. واعتبر أن مواقف بعض الدول الممتنعة أو الرافضة لم تكن مفاجئة نتيجة اصطفافها مع الموقف الأمريكي، مشيراً في الوقت ذاته إلى حالات استغراب محدودة مثل موقف الكاميرون.

ولفت إلى أن إعلان نيويورك أسهم في تشجيع دول أخرى على دراسة الاعتراف بفلسطين قبل موعد الجلسة المرتقبة، خاصة بعد قرار واشنطن عدم منح تأشيرات للرئيس الفلسطيني محمود عباس والوفد المرافق له، وهو ما قوبل باستنكار واسع ودفع بعض العواصم إلى التفكير في الاعتراف كرد فعل سياسي.

وبيّن عبد الفتاح أن التصويت على إعلان نيويورك، الذي حظي بتأييد 142 دولة مقابل رفض 10 وامتناع 12، لا يعني رفضاً من باقي الدول، موضحاً أن 26 دولة لم تشارك في التصويت، بينها دول من أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا، إضافة إلى العراق وتونس وإيران.

واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة، الإعلان بأغلبية ساحقة، رغم معارضة الولايات المتحدة وإسرائيل، في خطوة اعتُبرت دفعة جديدة للمسار الدبلوماسي نحو إقامة الدولة الفلسطينية.