طه العامري
في الوقت الذي قررت فيه صنعاء وقيادتها الوطنية والقومية مواجهة الغطرسة الإمبريالية الصهيونية ومساندة اشقائنا في فلسطين الذين يواجهون حرب إبادة جماعية استنكرتها دولة جنوب أفريقيا وسعت الي جرجرة الكيان الصهيوني الي محكمة العدل الدولية في بادرة هي الأولى من نوعها يتعرض لها الكيان الصهيوني اللقيط، وفيما تنتفض شعوب العالم ضد هذه المجازر وتعبر عن تضامنها مع اشقائنا في فلسطين، تنير أصوات النشاز من أبواق المرتزقة تصفق وترحب بالعدوان الأمريكي _البريطاني بل وتوحي لمرتزقتها في رصد تحركات قواتنا المسلحة ولجاننا الشعبية وتدون التقارير الخيانية التي نتابع بعضها وقد تحولت إلى مواد اخبارية عبر شاشات الفضائيات الإخبارية، وهذا الموقف المخزي والمذل لحكومة المرتزقة ليس جديدا عليهم فمن ذهب واستنجد بالعدوان الخارجي ضد أبناء وطنه وعمل مع قوي العدوان على تدمير قدرات بلاده وقتل أبناء شعبه وأحكام الحصار عليهم برا وجوا وبحرا، من فعل هذا لا يستبعد منه أن يفعل أكثر من ذلك وان يصطف الي جانب العدو ويتلذذ ويرحب بعدوانه على أبناء وطنه وعلى مقدرات شعبه، وهو سلوك نؤكد انه ليس غريبا على من إرتهن للشيطان وجعل نفسه في خدمة أعداء وطنه وأمته، َهي محاولة بائيسة لن تثني قيادتنا على مواقفها الوطنية والقومية، ولن تقف مثل هذه السلوكيات الخيانية والتأمرية من قبل المرتزقة أمام واجبنا الوطني والقومي والأخلاقي في نصوة اشقائنا قس فلسطين، بل إننا نتحسر على هذا المدى والانحطاط الذي بلغته قوي الأرتزاق والعمالة في ارتهانها وتبعيتها بعد أن فقدت كل قيمها وأخلاقياتها الوطنية والدينية الأخلاقية والإنسانية والحضارية وتجردت من هويتها مقابل تحقيق مصالحها الذاتية الرخيصة التي لا تساوي ثمن أبتذالها..!
لقد كنا نتمنى على حكومة المرتزقة وابواقها وهم طبعا أعجز من تسجيل موقف وطني وقومي وانساني نصرة لاشقائنا في فلسطين، كنا نأمل منهم ان يصمتوا من باب احترام بقايا ذات ولكنهم للأسف تجردوا من كل مقومات الحياء، وعلى قاعدة إذا لم تستحي فافعل ما شئت، فقد راح هؤلاء يدينون العمليات العسكرية لقواتنا المسلحة في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن ومضيق باب المندب، وهم بمواقفهم هذه يتصورون انهم سيرضون أسيادهم في دول العدوان، وأنهم سيحافضون على علاقتهم المحرمة بهم علهم يعيدوهم للواجهة ذات يوم وهذه مجرد أحلام يُمنْي بها المرتزقة أنفسهم لأن شعبنا قد لفضهم كما تلفظ البحار (الجثث) من أعماقها..؟!
أن شعبنا الذي تجري بعروقه دماء الوطنية والعروبة والإسلام لن تثنيه عن مواقفه غطرسة قوي الاستعمار والغطرسة والهيمنة، وان اتكالنا على الله كفيلا بأن ينصرنا على هذه القوى مهما كانت قوتها، لأن الحق فوق القوة وموقف بلادنا هو موقف حق ومشروع، تحتمه علينا قيمنا الوطنية والقومية والدينية والإنسانية والحضارية وهي قيم قطعا لا يعرفها الخونة والمرتزقة والعملاء الذين يبيعون كرامتهم مقابل مصالح دنيوية زائلة أو مغانم لا ترتقي شرفا مع حجم التنازلات المهينة التي يقدمها هؤلاء المرتزقة إلى أسيادهم.
أن موقف صنعاء هو موقف مشرف يعكس رغبة وإرادة أبناء الشعب اليمني من صعده للمهرة ومن سقطري الي كمران، وان أبواق الأرتزاق لا يعبرون الا عن مصالحهم وعن أنفسهم الإمارة بالسوء والمريضة التي أمتهنت الارتهان والتبعية ولم تعرف يوما معنى الكرامة والسيادة الوطنية.
أن حكومة المرتزقة ليس جديدا عليها هذه المواقف المخزية بل قد ادمنت عليها وليس متوقع منها ان تبدي موقفا غير هذا وهذا ما توقعناه منذ بداية المواجهة بالبحر الأحمر بين قواتنا المسلحة والقوى الإمبريالية التي قدمت للبحرين الأحمر والعربي كي تدافع عن المصالح الصهيونية وتساعد هذا الكيان في الإيغال بارتكاب جرائمه ضد اشقائنا في فلسطين، والطبيعي أن تنظم حكومة المرتزقة لاسيادها ومن يرعاها ويمولها وياخذها بمثابة حربة يغرزها بخاصرة الوطن والشعب في اليمن، ومع ذلك هيهات فمن عجز طيلة عقد من الزمن أن يحقق أهدافه من أين له أن يحقق أهدافه الأخرى في البحر وفي معركة مشروعه لليمن وأحرارها الذين فرضوا معادلاتهم الصعبة والتي اجبرت أمريكا وبريطانيا أن تأتي بعدوانها ولم تكلف اذنابها لأنهما يدركان أن هولاء الاذناب ليسوا الا مجرد واجهات ديكورية وابواق مرجفة مهمتهم تنحصر ب(القوادة) على وطنهم وشعبهم، وهذا لن يتحقق وسوف يفرض شعبنا خياراته وسيندم الخونة والعملاء قريبا ولكن حيث لا ينفع الندم.
إضافة تعليق