خالد العكبري: قصة عصامية ريفي نهض بالمدينة

من وادي شهوره في ريف المكلا النائي الهادىء يمَّمَ الدكتور خالد العكبري وجهَهُ شطر عاصمة حضرموت المدينة الصاخبة بأصوات المكائن،والآلات،والتحدي. وخلال مشوار عمره القصير الحافل ،استطاع أن يُسمِّر قدميهِ على تراب المدينة لكأنَّهُ يُخبِّر العابرين أنْه قد حان الوقت الذي يعرف العامة قصة نجاح شاب إستطاع بجدارة أن يعبر الطريق الوعرخطوةً تلوَ خطوة.

لا يخفى عليكم أن كاتب السطور لفي حيرةٍ من أمره، على غير العادة رأى الحروف تتصارع فيما بينها، أيُّهن يحظى بشرف الكتابة عن خالد العكبري،فثمةَ حيرةَ تحيط به، ليس يدري عن أي شيء يكتب! أيكتب عن شخص خالد الإنسان؟ أم عن خالد الرجل الكفؤ ذو الحنكة الإدارية؟ ومهما يكن من أمر، لا بد أن يتجشَّم الكاتب ويتحلى ببعض من الشجاعة،فلا شك أن سجايا خالد العكبري كثيرة، وخصاله الحميدة أكبر من أن يحيط بها كتاب، ولكن ما ضرَّ لو كتب عن بعضها، وحسبهُ من القلادة ما أحاط بالعنق!

يخامرني شك أن ثمة بشر سيقولون أن كاتب السطور متملقاً في كلماته ، ويحاول تطبيع علاقته بالمدير في زمن يحفل بتطبيع العلاقات! ولكن لا يهم ذلك إطلاقاً، فمن تسوَّرتْ على قلبه الظنون، لستُ أطلب منه سوى المضي قدماً إلى منطقة "خلف" بمدينة المكلا، هناك حيث تلوح في الأفق الخزانات الشاهقة التي سعى إلى إنشائها وقد تأتى له ذلك في وقت قياسي، وبإمكانيات شبه شحيحة، ولأنَّ البشر ليسو على محمل واحد، قد نجد من لا يرى في تشييد الخزانات أي إنجاز يذكر! وأمثال هولاء ليس بمقدوري أن أعدد له "لستة" من الإنجازات، يكفي أن يجيل بطرفه نحو مبنى شركة النفط بساحل حضرموت ليرى - بأم عينيه- مبنًى بدا للناظرين كتحفةٍ هندسية تشهد على مرحلة من مراحل النمو والتقدم.

يقولون أن أعظم الإنجازات يتجلَّى في الاستقرار التمويني والنأي بالمواطن عن أزمات المشتقات النفطية، وأحسب أن هذا ضرب من الصواب لا نوعاً من المبالغة في الإطراء، ولكن ليت شعري لو يعلمون أن ثمة إنجاز يكاد يكون أكثر عظمة من هذا، ذلك أن أعظم ما قدمه هو تغيير الصورة الذهنية المرسومة عن الإنسان البدوي، فقد أتى على المدينة حينٌ من الدهر عرفوا فيه البدوي كائناً عبثياً لا دراية له بعلم، ولا عهد له بتقدم، أَمَا وقد تبوَّأ الدكتور خالد مقعده في إدارة شركة النفط بساحل حضرموت فإن الأمر ما لبث أن اختلف، والصورة القادمة ما برحت تؤول إلى ضياء.

حقيقٌ إن الحديث عنه يطول ويطول، ألا ليت شعري لو يتسع المقام لأشرح سجاياه وخصاله الكريمة، ولكن هيهات! لهذا لا يسعني إلا أن أقول بأن المناصب هي من تتشرف بأمثاله لا هو الذي يتشرف بها، وليعذرني الشاعر البحتري إذ أتصرف في بيته الشهير وأقول لأبي سلمان: "لو أنَّ مخلوقاً تكلَّفَ فوق ما في وسعهِ لسعى إليكَ المنصِبُ".

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص