اقة الزوجية ما تأثير الإهمال العاطفي على الحياة الزوجية؟
تأثير الإهمال العاطفي على الحياة الزوجية كيف أتعامل مع إهمال زوجي؟ "زوجي يهملني" عبارة تتردد كثيرًا على لسان عدد كبير من الزوجات، وعادةً ما يواجهها المحيطون لهن باستنكار وعبارات استهجان، مثل "يسيب اللي وراه ويفضالك"، بل قد يصل الأمر ببعضهم إلى إخبار الزوجة بأن ما دام الزوج يتكفل بمصروفات المنزل، فهو يقوم بواجبه على أكمل وجه، وهي موروثات أثرت في مفاهيم عديد من النساء، فأصبحت الزوجة تشغل نفسها بأعمال المنزل والأولاد، حتى لا تشعر بإهمال زوجها لها، وهو أمر عواقبه كبيرة، فمع الوقت تتراكم المشاعر السلبية داخلها حتى تفقد مشاعرها تجاه زوجها، وتصبح علاقتها به خالية من أي شغف، وقد تلجأ لطلب الطلاق. لذا سنشرح لكِ عزيزتي خطورة التجاهل، وتأثير الإهمال العاطفي على الحياة الزوجية، ونقدم لكِ بعض النصائح للتعامل مع إهمال زوجك العاطفي.
الإهمال العاطفي على الحياة الزوجية بقدر ما يلقي الكثيرون الضوء على الإساءات الجسدية التي تحدث في كثير من الزيجات، تظل الإساءات العاطفية أكثر قسوة، وتترك أثرها في النفس لفترة طويلة، وقد لا تزول على الإطلاق، فإذا لم يستطع الزوج أن يحتوي مشاعر زوجته أو يستمع لها أو يشاركها تفاصيل يومها، فقد يحدث شرخ كبير في العلاقة بين الزوجين، ما قد يؤدي في النهاية لانهيار الحياة الزوجية، وفيما يلي سنوضح كيف يمكن أن يؤثر الإهمال العاطفي في الزوجة والحياة الزوجية بشكل عام:
الشعور بفقدان الثقة بالنفس: أول شيء يتبادر إلى ذهن الزوجة مع إهمال زوجها لها، أن هناك ما يعيبها، أو أنها غير قادرة على جذبه للحديث، الأمر الذي يشعرها بأنها غير كافية أو يفقدها الثقة بنفسها، ما يضعها تحت ضغط كبير، فتتجه لمحاولات مستمرة للفت انتباهه إليها بشدة، وهو ما يستشعره، وقد يواجهه بمزيد من الإهمال والنفور، أو تنغلق على ذاتها، وتهمل في نفسها، لأنها تشعر بأنه لا جدوى من المحاولة، وفي الحالتين سيؤثر الوضع سلبًا في الحياة الزوجية. جلد الذات: شعور مترتب على ما ذكرناه سابقًا، إذ تحس الزوجة بأنها السبب في إهمال زوجها لها، وتبدأ في جلد ذاتها بطرق قد تكون عنيفة في بعض الأحيان، وتتطور لأمراض نفسية، ما يؤثر في تعاملها مع زوجها وأطفالها أيضًا.
العصبية: رغبة الزوجة الملحة في الشعور بالاهتمام التي قد تبديها لزوجها من وقتٍ لآخر، قد تُشعر الزوج بالضغط، ما يجعله يتصرف بعصبية ويفتعل المشاجرات هروبًا من إلحاح الزوجة، أو يتأخر في العودة للمنزل، وشعور الزوجة بالإهمال قد يجعلها هي الأخرى متحفزة دائمًا، وتبدي ردود فعل عصبية على كل من في البيت، الأمر الذي يزيد من حدة الخلافات، ويسبب الشجار الدائم.
التباعد بين الزوجين: بعد مواجهة الزوجة المتكررة لزوجها بشعورها بالإهمال، وعدم وجود استجابة من قبل الزوج، تبدأ مرحلة التباعد بينهما، وهي المرحلة التي تشعر فيها الزوجة بأنه لا جدوى من طلب الاهتمام، ويشعر فيها الزوج بالضغط من إلحاحها، فيبدأ كلاهما في الابتعاد، وينغلق كل منهما على نفسه، وينشغل بعالمه، وتتحول العلاقة الزوجية لشراكة سكن خالية من العواطف والشغف.
فتور العلاقة الحميمة: بعد الابتعاد العاطفي، يبدأ الابتعاد الجسدي، وتفتر العلاقة الحميمة، ويعزف عنها الزوج، وقد يطلب العلاقة، ولكن تشعر الزوجة بالنفور منها وترفضها، لأنه يهملها عاطفيًّا ويطالب بحقوقه الجسدية فقط، وقد يتطور الأمر إلى كرهها لذاتها وجسدها، لأن تشعر حينها بأن أهميتها اقتصرت فقط على إشباع رغبات زوجها الجسدية. عدم رغبة الزوجين في الوجود بالمنزل: بعد كل المراحل السابقة، تبدأ مرحلة الهروب، فيشعر الزوجان بعدم الرغبة في الوجود بالمنزل، فيتأخر الزوج، أو يكثر من الخروج مع أصدقائه، أو ينام لفترات طويلة، أو يوجد بجسده فقط وينشغل بأمور أخرى كالهاتف وغيره، أما الزوجة فتحاول هي الأخرى الهروب، ولكن لأنها ملزمة بالوجود مع الأولاد، فتبدأ بالهروب داخلها، وتكون موجودة لكن دون مشاركة فعلية منها، وقد تلجأ للألعاب والهاتف، وغيرها من الأمور التي تشغل تفكيرها ولو لوقت قصير عن شعورها بالإهمال.
الانفصال والخرس الزوجي: من مراحل الإهمال العاطفي المتقدمة التي لا يبدي فيها الزوجان أي رغبة في إصلاح الأمور، بل على العكس، يحدث صمت تام، وتقتصر حياتهما على تناول الطعام في صمت، أو مشاهدة التلفاز، وقد ينفصلان حتى في أثناء النوم، فتشارك الزوجة أطفالها الفراش، وينام الزوج بمفرده في غرفة النوم، وقد يستمر هذا الحال لسنوات، وعادةً ما ينتهي إما بالطلاق، أو دخول الزوج في علاقة ثانية، أو تستمر الحياة على هذا المنوال، وتحاول الزوجة إهمال رغباتها الشخصية، من أجل الحفاظ على الصورة الاجتماعية ومشاعر الأولاد.
الطلاق: الأهمال العاطفي من أهم أسباب حدوث الطلاق، وبعد أن يمر الزوجان بكل المراحل السابقة، فقد ينتهي به بالطبع، خاصةً مع شعور الزوجة بأنها مستهلكة في علاقة تشعر فيها بالرفض والإهمال، ومع الضغوط الحياتية الأخرى، يصبح الطلاق الحل المثالي في نظر الزوجين للخلاص من هذه العلاقة.
تعرفي فيما يلي إلى بعض النصائح التي تساعد على التعامل مع إهمال زوجك لكِ، وكيفية جذبه لكِ مرة أخرى. كيف أتعامل مع إهمال زوجي؟ الإهمال العاطفي ليس بالأمر البسيط الذي يجب التغافل عنه من أجل الحفاظ على المنزل، فهو نوع من الإساءات العاطفية التي يجب التعامل بحرص شديد معها، حتى لا تكون السبب في نهاية العلاقة الزوجية، أو الضغط على الزوجة وإشعارها بأنها غير كافية، لذا وإذا كنتِ تشعرين بأن زوجك يهملك عاطفيًّا، فربما تساعدك النصائح التالية على جذبه لكِ، وحصولك على الاهتمام الذي تستحقينه:
لا تظهري بدور الضحية: رغم أن الإهمال العاطفي إساءة لكِ، لكن لا تحاولي عزيزتي الظهور بدور الضحية للحصول على الاهتمام، فهذه الطريقة خاطئة، وعادةً ما تأتي بنتائج عكسية، وقد تجعل زوجك يتخذ وضعًا دفاعيًّا، بدلًا من الرغبة في علاج المشكلة، لذا وحتى إذا كنتِ تشعرين بالأذى النفسي أو الضرر، فلا تحاول أن تعيشي هذا الدور.
تحدثي مع زوجك: تغاضي عما يُنشر حاليًا على صفحات التواصل وأن "الاهتمام ما بيتطلبش" لأن ضغوط الحياة والعمل قد تجعل الاهتمام العاطفي يسقط سهوًا من أولويات زوجك، ولا يعني هذا أنه يتعمد إهمالك، فكثير من الإحصاءات تشير إلى أن نسبة كبيرة من الأزواج يهملون زوجاتهم دون قصد، وأنهم لا يدركون ذلك، بل يقعون في دائرة الضغوط والروتين، فيصبح الذهاب للمنزل بعد يوم طويل من العمل، والجلوس في صمت، أقصى طموح لهم، لذا يساعد الحديث مع زوجك وإخباره باحتياجاتك العاطفية ورغبتك في التواصل معه على لفت انتباهه إلى أنكِ تشعرين بالإهمال.
اختاري الوقت المناسب: لا تطلبي الاهتمام في وقت يشعر فيه زوجك بالضغط، ولا تتوقعي وقتها أنه سيستجيب لكِ، والأفضل عند التحدث معه أو عند رغبتك في أن تحكي له تفاصيل يومك ومشاعرك، أن تنتظري بعد عودته من العمل بفترة، حتى يستطيع أن يتخلص من ضغوط يومه، وخصصي ولو نصف ساعة يوميًّا للتحدث معًا، على أن يكون هناك تواصل بصري، وربما بعض التواصل الجسدي لمزيد من الحميمية، وأن يكون الاهتمام متبادلًا بينكما بأن تسمحي له بالتحدث هو الآخر. تخلصي من لصوص الوقت: ما الأشياء التي يقضي فيها زوجك يومه بعيدًا عنك؟ الهاتف أو الحاسوب أو التلفاز أو خروجات الأصدقاء، وغيرها من لصوص الوقت والاهتمام، حاولي أن تساعدي زوجك على موازنة أموره، فليس المقصود أن تحرميه من اهتماماته أو الأشياء التي تسعده، ولكن أنتِ أيضًا لكِ حقوق، لذا أخبريه بضرورة أن يوازن بينك وبين اهتمامته، وحاولي تخصيص وقت بلا هواتف أو تلفاز أو أي شيء آخر، لتتحدثا فيه معًا بمفردكما.
كوني صبورة: لن يُحل الأمر بين ليلة وضحاها، فقد يتحول الإهمال لطبع لدى زوجك، ما يحتاج منكِ لأن تكوني صبورة، خاصةً إذا كان الزوج يتمتع بصفات جيدة أخرى، فلا بأس من بعض الصبر ما دام أبدى رغبته في التغير والمحاولة، لذا كوني صبورة ولا تجعلي رغبتك في الشعور بالاهتمام، تدفعك للإلحاح وإشعار الزوج الدائم بالتقصير.
لا تلعبي دور المنقذ دائمًا: شعور زوجك بأنكِ قادرة على تحمل كل الأمور بمفردك، من أهم الأسباب التي تجعله لا يرغب في تقديم المساعدة، أو يهمل طلباتك، فهو يعرف أن مع الوقت ستنجزين مهامك، لذا لا تقومي بدور المنقذ دائمًا واعتمدي عليه في الأشياء التي تعجزين عن القيام بها، واطلبي منه الدعم حتى يشعر بأنكِ تحتاجين لوجوده، وبالتالي يهتم برغباتك.
ابحثي عن اهتمامات مشتركة: قد يعزف زوجك عن سماعك أو التحدث معكِ، لأنه يعلم أن معظم الأحاديث تدور حول الأشياء نفسها التي لا تجذب اهتمامه، وبالطبع لا يعني هذا عدم مشاركته إياكِ تفاصيل يومك حتى ولو كانت بسيطة، ولكن حاولي من وقتٍ لآخر تغيير المواضيع التي تتحدثي فيها، وابحثي عن أمور تثير اهتمامه وتجذبه للحديث، مثل التحدث عن الهدف الذي أحرزه لاعبه المفضل، أو أداء دور الممثل المفضل له في الفيلم الأخير وهكذا، ابحثي عن أرض مشتركة، ولا تجعلي حديثك دائمًا عبارة عن شكوى من المسؤوليات والمنزل، فهذا الأمر ينفر زوجك من الحديث معكِ.. علمي زوجك كيفية التحدث برومانسية: الكلمة التي تعبر عن المحبة والمودة من شأنها أن تروي أي امرأة وتجعلها تزهر، وللأسف فإن معظم الأزواج لا يتقنون فن التعامل الرومانسي، ولا يبدون اهتمامهم بما ترتديه الزوجة أو تسريحة شعرها الجديدة، ولا يحرصون على توجيه كلمة شكر وتقدير بعد تقديم الطعام، الأمر الذي يشعركِ عزيزتي بأن مجهودك غير مقدر، وأن ما تقومين به على مدار اليوم يضيع هباءً، علمي زوجك كيفية التحدث ولا بأس من أن تطلبي التقدير حتى يعتاد على ذلك.