النظام الآلي في صندوق رعاية وتأهيل المعاقين: "خطوة نحو تحسين الخدمات والدعم"

في خطوة نوعية نحو تعزيز فعالية خدمات الدعم والرعاية للأشخاص ذوي الإعاقة، أطلق صندوق رعاية وتأهيل المعاقين في اليمن نظاماً آلياً جديداً يهدف إلى تحسين إدارة البيانات والخدمات المقدمة. يأتي هذا التطور كجزء من جهود الحكومة اليمنية لتعزيز الشفافية والكفاءة في تقديم الدعم للأفراد ذوي الإعاقة. 

يهدف النظام الآلي إلى تحسين إدارة المعلومات المتعلقة بالأشخاص ذوي الإعاقة عبر قاعدة بيانات مركزية. يتيح النظام تسجيل معلومات دقيقة وشاملة تشمل البيانات الشخصية، نوع الإعاقة، والخدمات التي يتلقونها. تسهم هذه الخطوة في تسهيل الوصول إلى المساعدات وتجنب التكرار أو الاحتيال، مما يعزز فعالية توزيع الموارد بشكل عادل. كما يساعد النظام في تحسين الشفافية من خلال تقديم معلومات دقيقة وموثوقة عن توزيع المساعدات والخدمات، ويعزز من كفاءة العمل عبر تسريع إجراءات تقديم الطلبات والمساعدات، مما يوفر الوقت والجهد للمستفيدين والعاملين على حد سواء. يوفر النظام آلية فعالة للتواصل مع المستفيدين حول الخدمات المقدمة والتحديثات المتعلقة بالدعم، مما يعزز فعالية الدعم ويساعد في بناء علاقة أكثر شفافية بين الصندوق والمستفيدين. 

يتميز النظام بقدرته على تقديم تقارير وتحليلات حول استخدام الموارد وتأثير الخدمات المقدمة. تساعد هذه التقارير في اتخاذ قرارات مستنيرة وتحسين الاستراتيجيات المستقبلية. كما يعمل النظام على التكامل مع الأنظمة الحكومية الأخرى لتحسين التنسيق وتبادل البيانات، مما يسهم في تقديم خدمات متكاملة وفعالة. من المتوقع أن يسهم النظام في تحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال توفير خدمات ودعم أكثر فعالية، ويعزز من الشفافية والمساءلة في إدارة المساعدات والخدمات، مما ينعكس إيجابياً على المجتمع ككل. 

ويمثل النظام الآلي في صندوق رعاية وتأهيل المعاقين خطوة هامة نحو تعزيز فعالية الدعم والرعاية للأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن. من خلال تحسين إدارة البيانات وتقديم الخدمات، يعزز النظام من الشفافية والكفاءة، ويعكس التزام الحكومة بتحقيق التنمية الشاملة والمتكافئة لجميع أفراد المجتمع. يشار إلى أن النظام الإلكتروني الذي سيتم العمل وفقه في الصندوق عبارة عن نظام آلي متكامل (ERP) يلبي كافة الاحتياجات للبناء التنظيمي والمؤسسي للصندوق.

نظام ERP يقدم أفضل الحلول التكنولوجية لتحسين أداء الصندوق: 

يفسر المهندس محمد الشامي، المدير التنفيذي لشركة "يمن دوت نت" لأنظمة وتفنية المعلومات  المصممة للنظام، أن نظام ERP هو أداة حيوية تساعد على تنسيق العمليات اليومية وتوفير البيانات والمعلومات بشكل شامل، مما يسهل اتخاذ القرارات الاستراتيجية. ويهدف هذا النظام إلى إدارة العمليات وتعزيز الكفاءة. بفضل هذا النظام، يمكننا الآن متابعة احتياجات المعاقين بشكل أفضل، وإدارة الموارد بكفاءة أعلى، وضمان تقديم خدمات عالية الجودة. ويهدف هذا النظام إلى تحسين الكفاءة والإنتاجية واتخاذ القرارات الدقيقة من خلال توفير مجموعة كاملة من البيانات الموحدة. 

يضيف الشامي أن نظام ERP له العديد من المزايا، وأهم هذه المزايا هو توفير قاعدة بيانات متكاملة تسهل الوصول إلى المعلومات وتسهم في تحسين اتخاذ القرارات بشكل أفضل، بالإضافة إلى ربط مختلف الإدارات والأقسام والفروع مما يزيد من تنسيق العمل وتحسين تداول المعلومات بينها. مؤكداً أن النظام الإلكتروني هو الحل الأمثل للصندوق ليتمكن من تقديم الخدمات للأشخاص ذوي الإعاقة، حيث إن معظم عمليات الصندوق المختلفة من البداية إلى النهاية كانت تعتمد على العمل اليدوي، مما جعلها عملية شاقة وتستهلك الكثير من الوقت والجهد وتسبب في فقدان المعاملات وعدم الشفافية في تقديم الخدمات للأشخاص ذوي الإعاقة. فيما سيقوم النظام الإلكتروني بحل كافة الإشكاليات التي ترافق العمل اليدوي، الأمر الذي سينعكس بشكل إيجابي على كافة الخدمات التي يقدمها الصندوق لذوي الإعاقة.

النظام الآلي في مرحلته الأخيرة واستعدادات إطلاق البوابة الإلكترونية:  

تجري حالياً عملية تطوير وملاحظات وتعديلات على النظام بشكل يومي من قبل مختصي إدارة نظم وتقنية المعلومات، وهي الإدارة المعنية بذلك. أسامة زيد المنصور، مدير نظم وتقنية المعلومات بصندوق رعاية وتأهيل المعاقين، يتحدث عن أهمية النظام الذي عمل على تنظيم وترتيب وتسهيل الإجراءات ودقة عملية الرقابة والمراجعة واهتمام القيادة بهذا الجانب، وهي مشاريع تصب في نفس هدف مكافحة الفساد والتقليل من الأخطاء. 

يقول المنصور: "كانت هناك معاناة كبيرة قبل وجود النظام، منها ضياع المعاملات وعشوائية في سير خط المعاملات. جاء النظام لحل تلك المعاناة من خلال توحيد البيانات وتوزيع الصلاحيات بشكل صحيح بين الموظفين، وهي من أهم النقاط التي أوجدها النظام."

عن مراحل تكوين النظام والمكونات، يوضح المنصور أنه تم إنجاز ثلاث مراحل من أصل أربع: الأولى تجميع البيانات والتحليل، الثانية تصميم وتشغيل النظام، الثالثة النظام المالي والمحاسبي وتتبع المعاملات. تبقى المرحلة الرابعة والأخيرة، التي تركز على المشاريع والبوابة الإلكترونية، والتي نحن على وشك الانتهاء منها. ستعمل البوابة الإلكترونية كحلقة وصل بين الصندوق والجهات الخارجية، من خلال تحقيق التواصل وتبادل البيانات بما في ذلك استلام طلبات الأشخاص ذوي الإعاقة. بعدها سيتم الربط مع الفروع وتنزيل النظام فيها.

ختاما يمثل النظام الآلي الجديد في صندوق رعاية وتأهيل المعاقين نقلة نوعية نحو تحسين جودة الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن. من خلال تعزيز الشفافية، الكفاءة، وتنظيم البيانات، يساهم النظام في تيسير تقديم المساعدات وتطويرها. مع قرب إطلاق البوابة الإلكترونية، يتوقع أن يحدث النظام تأثيراً إيجابياً ملموساً في تحسين حياة المستفيدين. إن هذا التقدم يعكس التزام الحكومة والشركاء بتقديم دعم شامل وفعّال، ويعزز من تحقيق التنمية المتكافئة والمستدامة في المجتمع.

نتطلع إلى رؤية نتائج ملموسة لهذا النظام في تعزيز الرعاية والخدمات المقدمة، ونأمل أن يكون هذا التطور خطوة أساسية نحو تحقيق أهداف التنمية الشاملة وتحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص