تعيش مدينة الهلالية في شرق ولاية الجزيرة بالسودان حالة إنسانية وصحية كارثية جراء الحصار الذي تفرضه قوات "الدعم السريع" على المدينة منذ عدة أيام.
الأوضاع في المدينة تزداد سوءًا، مع تزايد أعداد الوفيات التي يُسجل بعضها كل نصف ساعة بسبب التسمم الغذائي، كما تتزايد حالات القتل والدمار.
**تسمم غذائي ومذبحة جماعية**
أفادت منصة "مؤتمر الجزيرة" أن قوات "الدعم السريع" قامت بطحن قمح مسموم يحتوي على أسمدة وتوزيعه على السكان المحاصرين، ما أدى إلى وفاة ما يقارب 97 شخصًا.
كما أكدت المنصة مقتل أكثر من 13 شخصًا برصاص قوات الدعم السريع، إضافة إلى تدمير أكثر من 10 آبار مياه وتدمير شبكة الكهرباء بشكل كامل، مما جعل سكان المدينة يعانون من الظلام الدامس والعطش.
الأمين العام للمنصة، المبر محمود، وصف ما يحدث في الهلالية بأنه "إبادة جماعية" وفقًا للقانون الدولي الإنساني، مشيرًا إلى تدمير مستشفى المدينة ونهب عشرات الصيدليات من قبل القوات المحاصِرة.
كما أضاف أن "الدعم السريع" يمنع الكوادر الطبية من تقديم الإسعافات للمصابين، ويهددهم بالقتل إذا خالفوا تعليماتهم.
**معاناة المدنيين والتهجير القسري**
أفاد شهود عيان بأن "الدعم السريع" يمنع المدنيين من العودة إلى منازلهم في الهلالية، حيث يجبرهم على الاحتجاز في أماكن ضيقة، مثل المساجد والمصليات.
وفي ظل غياب الدعم الإنساني، يعيش أكثر من 30 ألف شخص في ظروف مأساوية، بالإضافة إلى آلاف النازحين الذين يسعون للفرار من المنطقة.
من جانب آخر، تتحدث تقارير عن فرض رسوم مرتفعة قدرها مليون جنيه (حوالي 500 دولار) على المدنيين الراغبين في مغادرة الهلالية إلى مناطق أخرى، ما يعكس محاولات "الدعم السريع" لاستغلال الوضع الإنساني لصالحها.
**مناشدة دولية لفتح جسر إنساني**
طالبت المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة بفتح جسر إنساني لإيصال المساعدات إلى المدينة، في ظل حصار خانق وتهديد حياة الآلاف من المدنيين. وفي هذا السياق، انتقدت الخارجية السودانية التصعيد المستمر لقوات الدعم السريع، مشيرة إلى أن هذه الممارسات تهدف إلى استدعاء تدخل دولي تحت ذريعة "حماية المدنيين" لتبرير احتلال الأراضي السودانية.
**الوضع يتفاقم في مناطق أخرى**
بحسب منصة "مؤتمر الجزيرة"، فإن الحصار امتد ليشمل العديد من القرى المجاورة، حيث تم تهجير نحو 400 ألف شخص من شرق الجزيرة، من بينهم نحو 115 قرية تم تهجيرها جزئيًا.
كما سجلت تقارير عن حالات إصابة بالكوليرا بين النازحين الذين يفرون إلى مناطق أخرى مثل البطانة وحلفا.
هذه الأوضاع تبرز حجم الكارثة الإنسانية التي يشهدها السودان نتيجة استمرار الهجمات على المدنيين، وهو ما يتطلب تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي لوضع حد لهذه الانتهاكات وحماية المدنيين.