بيان صادر عن القيادات القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي بشأن سوريا

صدر بيان عن القيادات القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي في عدد من الأقطار العربية بشأن التطورات في الجمهورية العربية السورية.

وقال البيان "تابعنا بقلق بالغ التطورات الخطيرة التي شهدها القطر العربي السوري والتي فاقمت المخاطر التي تهدد وحدته وسيادته واسـتقلاله وأمن شعبه، وهي مخاطر تخدم المشاريع والمخططات الصهيونية التي أقدم كيان الاحتلال الصهيوني على تنفيذها من خلال توغل قواته في عمق الأراضي العربية السورية والتهام عشرات الكيلومترات وصولاً إلى تخوم ريف دمشق، ومن خلال تدمير مقدرات المؤسسة العسكرية السورية التي تعد ملكاً للشعب السوري، و غير ذلك من الجرائم التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وسيادة الدول المستقلة.

وتابع البيان "لقد شكل حزب البعث العربي الاشتراكي منذ تأسيسه وحتى اليوم سداً منيعاً أمام المشاريع والمخططات الصهيونية و الاستعمارية، وسخر كل إمكانياته لدعم القضية الفلسطينية باعتبارها قضيته المركزية الأولى وبادر إلى احتضان مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية، ودعم نضال الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال، كما كانت سورية أثناء حكمه الحامل السياسي للمشروع النهضوي العربي و العمق الاستراتيجي لمشروع المقاومة، إذ لا نجهل أن الدولة السورية بقيادة الحزب استطاعت أن تحقق الاكتفاء الذاتي وتأسيس منظومة تعليمية وصحية رائدة، وقاعدة صناعية حديثة واسعة تشمل كل المجالات وبناء اقتصاد واعد لخدمة الشعب السوري معتمداً على تحقيق مبدأ الاكتفاء الذاتي، و هذا ما جعلها هدفاً للتآمر الأمريكي الصهيوني الرجعي بعد أن فشلت كل محاولاته إخراجها من حلف المقاومة بكل وسائل الترغيب تارة والترهيب تارة أخرى.

 واوضح البيان "وانطلاقاً من هذا يمكن فهم الأسباب الحقيقية لما حدث في سورية مؤخراً، والرد بسهولة على كل الادعاءات المختلقة والسخيفة التي تتناقلها وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي المغرضة.. وإزاء هذه التطورات المتسارعة في سورية وما أظهرته من مؤشرات قوية على ضلوع أعداء الدولة الوطنية في عملية اسقاط نظامها وتدمير مقدراتها العسكرية، واحتلال المزيد من أراضيها والتهيئة لنشر الفوضى والفتنة الداخلية فإننا نؤكد على ما يلي:

- تثمين ما جاء في بيان القيادة المركزية للحزب في سورية من تأكيد على أن محاولة الاستفراد بالقرار والعمل على إقصاء القوى السياسية، وانتهاج سياسة الانتقام وتصفية الحسابات وإلغاء الآخر ومصادرة التاريخ النضالي للحزب وتجاهل حجمه وشعبيته الجماهيرية والخضوع للمشاريع الغربية والصهيونية لن تقود إلا إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار ولن تفضي إلى حل سلمي وبناء دولة ذات سيادة.

– دعم عملية سياسية شاملة في سورية بمشاركة كل القوى السياسية الوطنية وفق مصالحة وطنية حقيقية لصون وحدة الشعب، وعدم تجاهل حجم وتأثير حزب البعث، بما يمثله من دور وطني وقومي تاريخي وثقل اجتماعي وسياسي وفكري وثقافي في الواقع الشعبي والوطني السوري، وما يملكه من رصيد وطني ومسيرة نضالية وخبرة تنظيمية تمثل في مجموعها شوكة ميزان استقرار وأمن و عيش مشترك.

– أن ما يمثله وجود الجبهة الوطنية التقدمية من أهمية كبيرة باعتبارها ائتلافاً سياسياً يضم مجموعة من الأحزاب الوطنية والقومية، لتهيئة قاعدة للحوار السياسي وآلية للتنسيق والعمل في إطار جامع يشمل جميع القوى السياسية، مشددين على أهمية دور الجبهة في هذه المرحلة الحساسة، لأجل وضع اللبنات الأولى لسورية الحديثة، مع الترحيب بكل الدعوات للحوار الوطني والذي يجب ان يكون حواراً شاملاً يضم كل أطياف الشعب السوري وشرائحه بما في ذلك الأحزاب والقوى السياسية المنضوية في إطار الجبهة الوطنية التقدمية، مؤكدين في هذا الصدد أن أنظار العالم سوف تتجه نحو دعم وتأييد الحوار الوطني السوري كمدخل لسوريا الحديثة الحاضنة لكل أبنائها، وإننا في خضم هذه الظروف الاستثنائية نهيب بأبناء الشعب السوري جميعاً أن يجعلوا المصلحة الوطنية فوق كل المصالح الضيقة.

– نؤكد قبل كل ذلك وبعده أننا سنقف الى جانب سوريا وشعبها العظيم وسنظل نتابع ونرصد التطورات والأحداث كافة، وسنقف أمام التحديات بكل مسؤولية، من منطلق إيماننا بالواجب القومي والإنساني والأخلاقي تجاه سوريا التي تمثل قلب العروبة وقلعة الصمود.

– ندعو كل الاحزاب العربية و الاحرار والمناضلين الوطنيين والقوميين العرب إلى الاستنفار والقيام بالواجب الوطني والقومي من خلال مساندة رفاق درب النضال في سورية والتأكيد على ضرورة الحوار وإشراك جميع السوريين في بناء وإدارة وحاضر و مستقبل سورية السياسي.

– ندعو الدول العربية والإسلامية كافة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة الأمم المتحدة، وكل مؤسسات المجتمع الدولي إلى تقديم العون والإسناد لإشراك جميع الاحزاب المدنية في استحقاقات المرحلة الراهنة وتحقيق تطلعات الشعب السوري في إقامة دولة مدنية ديمقراطية لكل السوريين بما يضمن إعادة الأمن والاستقرار والسلام إلى سورية بكل ترابها الوطني وانتماءات شعبها، كما نعول على موقف قوي فاعل بشأن سورية للتكتلات الإقليمية والعالمية الجديدة وفي مقدمتها دول منظمة شنغهاي والبريكس، لما مثلته سورية بدورها من تبنيها لقضايا أمتها وحملها لمشروع إصلاح النظام الدولي ونضالها الدؤوب من أجل نظام عالمي جديد وعادل.

– وأخيراً إننا في خضم هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها سورية و إيمانا منا بحق الشعب السوري بكل أطيافه ومكوناته في رسم مستقبله بعيداً عن كل التدخلات و الاملاءات الخارجية ندعو الجميع إلى احترام إرادة أبناء سورية وحقهم في تحديد خارطة الطريق الكفيلة بإيصالهم إلى النظام السياسي الذي يختارونه جميعا بإرادتهم الحرة وانطلاقا من مصالحهم الوطنية العليا التي تعود لهم أيضا دون غيرهم مهمة تحديدها، ونحن واثقون من أن هذا الشعب قادر على النهوض والبناء، و جعل ما يتميز به من تعدد إثني وطائفي ومذهبي مصدراً للتنوع والغنى الثقافي و محركا للتطور الاجتماعي وتجذير الوحدة الوطنية.

لقد كانت سورية على الدوام عنوان العروبة وكذلك ستبقى هذا ما تؤكده حقائق التاريخ القديم والحديث والمعاصر، ووقوفنا الآن معها ومع شعبها العظيم هو إدراك منا لهذه الحقيقة التي تقول باختصار إنه لا مستقبل للعرب بدون سورية العربية رائدة النضال القومي العربي وقلعته، كما تؤكد أنه مهما كان حجم و شكل التغيير السياسي الذي يحدث فيها فإنها ستبقى محكومة بحقائق التاريخ والجغرافيا و بمفاعيل الهوية الحضارية والانتماء الثقافي أي بالعروبة وما تختزنه من قدرات وطنية على مواجهة الهيمنة والاستعمار، ومن هنا أيضاً إيماننا بأن البعث كأهم حامل من حوامل العروبة السياسية لن ينتهي في سورية التي تأسس فيها وناضل في سبيل استقلالها وحكمها قرابة سبعة عقود، وهي مدة طويلة تحتاج قراءة موضوعية متأنية للحكم على أداء البعث فيها، لكننا نستطيع القول رغم اعترافنا بالكثير من الاخطاء والسلبيات أن البعث هو الذي بنى سورية الدولة المدنية الوطنية الحديثة، وأن مناضليه المخلصين على امتداد الساحة السورية على أهبة الاستعداد للمشاركة في بناء هذه الدولة المنشودة مجدداً.

 

صادر عن: القيادات القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي في عدد من الأقطار العربية بشأن التطورات في الجمهورية العربية السورية

 

١- القيادة القطرية اليمنية

 

٢- القيادة القطرية الأردنية

 

٣- القيادة القطرية العراقية

 

٤- القيادة القطرية التونسية

 

٥- القيادة القطرية السودانية

 

٦- القيادة القطرية الفلسطينية

 

٧- القيادة القطرية الموريتانية

 

تاريخ: 27/ 12/ 2024م.

 

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص