سر لا تعرفه عن مسيرة المطرب أبوبكر سالم

غادر الفنان السعودي، من أصول حضرمية، أبوبكر سالم صاحب "الحنجرة الذهبية" بعد مسيرة فنية طويلة، دخل خلالها معظم بيوت العالم العربي.

أبوبكر سالم ولد يوم 17 مارس 1939، بمدينة تريم في حضرموت، وعاش متنقلا بين عدن وبيروت ومدن أخرى، قبل أن يقرر الاستقرار في العاصمة السعودية الرياض.

وتقول تقارير إعلامية إنه سمي أبوبكر سالم تيمنا بجده العلامة أبوبكر بن شهاب، الذي يعد من أبرز علماء حضرموت.

ويعتبر سالم "فنانا شاملا"، إذ يجمع بين الكثير من الصفات، حيث يغني ويلحن ويوزع الموسيقى ويكتب الشعر.

وشكّل الفنان الراحل أبوبكر سالم مدرسة فنية متكاملة ما بين اللحن والكلمة والأداء، وكثيرة هي الأغاني الطربية التي وصلت إلى العالم العربي وأداها الفنانون في محافل مختلفة، بعد أن خرجت من مصنع الفنان الكبير الراحل.

وتميز سالم طوال مشواره بحفاظه على هويته الغنائية وقربه من الجمهور دون أن تأخذه الموجات الفنية المتقلبة كغيره من فناني جيله، لذا يعد من القلة في العالم العربي التي لم تُخضع أصواتها للتجارب تحت أي ظرف من الظروف.

وسُئل الفنان الكبير ذات يوم عن ذلك وتحديداً أثناء ظهوره عام 1997 في برنامج (خليك بالبيت) على قناة (المستقبل) اللبنانية عن ندرة قبوله لأي لحن يقدم له من الفنانين الآخرين، فأجاب: "ليس ذلك اقتصارا على أن أغني ما ألحنه فقط، بالعكس هناك  فطاحل من الملحنين ولهم معرفة فنية، ولي أصدقاء كثر، ولكن أحب الالتقاء والانصهار في اللحن والكلمة وتوظيف الأغنية"، مبيناً أن "بعض الملحنين يغيب عن باله المعنى، ويصب ذهنه كله في حكاية الاستعراض الموسيقي"، على حد وصفه.

وتابع الفنان الكبير: "شعبنا السهل الممتنع، وأقرب لنا، ويحب السهالة الممتنعة في حياتنا والبساطة، فلقيت إنه إذا كان هناك كلاسيكية وتمطيط لحني طويل يهرب منه المتلقي، بحيث إنه يقرب للكلمة ويقرب للشعر الغنائي أكثر مما يقرب للموسيقى".

وأوضح سالم في سياق حديثه الذي مضى عليه أكثر من 17 عاماً أن الأوركسترا لا تزال حديثة في عمرها الذي لم يتجاوز 40 عاماً، لذا كان يفضل الحفاظ على جمله البسيطة، ويرى أن المتلقين يحبون هذه الألوان واصفاً الأمر بأنه ليس من باب الغرور أو التمنّع.

وتميز الفنان أبوبكر بثقافة عالية اكتسبها خلال تجربته الفنية الطويلة انعكست على أعماله الموسيقية.

ويملك الراحل صوتا عذبا، كما أنه يتقن بحرفية عالية كل الطبقات بين القرار والجواب، وهو الأمر الذي جعله يؤدي ألوان غنائية مختلفة.

وقدم سالم عددا كبيرا من الأغاني التي لقيت أصداء في كل الدول العربية، نذكر من بينها: قال المعنى لمه، ومسكين ياناس، وياليل هل أشكو، ووامغرد، وبات ساجي الطرف، ومجروح..

 

وحصل صاحب الحنجرة الذهبية على العديد من الأوسمة والجوائز، من بينها الكاسيت الذهبي التي تقدمها شركة توزيع ألمانية، وجائزة منظمة (اليونسكو) كثاني أحسن صوت في العالم، ووسام الثقافة عام 2003، وتذكار صنعاء عاصمة الثقافة العربية..

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص