لفت انتباهي خبر تناقلته وسائل الاعلام حول قيام اللجنة الدولية للصليب الاحمر بتوزيع قوارب وشباك صيد لمائة من صيادي محافظة عدن ووهي مبادرة رائعة لما تحمله من اهداف نبيلة كونها تركز على دعم شريحه الصيادين في اليمن لكن هذا الخبر جعلني استحضر واقع مريرا ومليئ بالبوس والحسرة والوجع والمعاناة يعيشه صيادوا الحديدة الذين اضحوا على ارصفة البطالة والجوع وباتوا بين مطرقة الاستهداف من البوارج والطائرات وبين سندان العجز عن ممارسة مهنتهم الاساسية التي يقتاتون منها هم واطفالهم الذين اضحوا لايجدون ما يسد جوعهم ..
سجلت الاعوام الثلاثة الماضية وتحديدا منذوا بداية الحرب المشؤمة على اليمن الكثير من المجازر البشعة التي راح ضحيتها عشرات الصيادين من ابناء الحديدة الابرياء .و اختلطت زرقة البحر بدمائهم الزكية في اكثر من موقع وجزيرة على امتداد البحر الاحمر وعلى الرغم من ان القاتل معروف لكنها تسجل ضد مجهول لذا عزف الكثيرون من صيادي الحديدة عن ركوب البحر ليس خوفا من مخاطر الابحار ولكن من قسوة بعض البشر الذين فاقوا بوحشيتهم وحوش وحيتان البحر.
البعض منهم ترك مهنة الصيد وراح يبحث عن غيرها من المهن البعض الاخر انتقل الي العمل برفقة صيادي المحافظات الجنوبية والغالبية منهم التحق بركب البطالة ومكث على رصيفها المؤلم تاركا خلفه اسرة واطفالا لايملكون قوت اياهم التي اصبحت كئيبة وزاخرة بالبؤس والعوز ..
كان البحر ومازال كريما في عطائه ودودا في هيجانه وبين احضانه عاش صيادوا الحديدة والبحر الاحمر عامه لسنوات طويلة .يأخذون منه رزقهم الحلال وبين ثناياه يرسمون اروع القصص التي نسجتها رحالاتهم اليومية لسبر اغواره وركوب امواجه طلبا للرزق تملؤهم السعادة وتغمر قلوبهم المحبة والطمأنيه والقناعة بما رزقهم الله ..
مرة اخرى اثمن عاليا مبادرة الصليب الاحمر لدعم شريحة الصيادين واتمنى ان تنظر الصليب الاحمر الدولية وكل المنظمات بعين الانسانية والرحمة لصيادي الحديدة الذين تقطعت بهم السبل في البحر والبر .....
إضافة تعليق