فهيم القدسي فهيم القدسي
اليوم الدولي للغات الإشارة.. هوية لغوية وتنوع ثقافي يجمع الصم حول العالم

يعد اليوم الدولي للغات الإشارة الموافق 23 سبتمبر من كل عام محطة عالمية لإبراز أهمية لغات الإشارة في دعم وحماية الهوية اللغوية والتنوع الثقافي لمجتمعات الصم ومستخدميها حول العالم.
وقد وقع الاختيار على هذا التاريخ لأنه يصادف ذكرى إنشاء الاتحاد العالمي للصم عام 1951، باعتباره ميلادا لمنظمة دعوية جعلت من أبرز أهدافها حماية لغات الإشارة وثقافة الصم، بوصفها متطلبات أساسية لضمان الإعمال الكامل لحقوق الإنسان لفئة الصم.
وفي كل عام  يجدد العالم التأكيد على الدور الموحد الذي تلعبه لغات الإشارة وعلى الجهود المشتركة التي تبذلها مجتمعات الصم والحكومات ومنظمات المجتمع المدني لتعزيز الاعتراف بلغات الإشارة الوطنية باعتبارها جزءا أصيلا من المشهد اللغوي النابض بالحياة في بلدانهم.
ووفقا لإحصاءات الاتحاد العالمي للصم هناك نحو 70 مليون أصم حول العالم يعيش 80% منهم في الدول النامية ويستخدمون أكثر من 300 لغة إشارة.
 ورغم تنوعها تعد لغات الإشارة لغات طبيعية متكاملة تختلف هيكليا عن اللغات المنطوقة لكنها تتعايش معها جنبا إلى جنب كما توجد لغة إشارة دولية مبسطة تستخدم في اللقاءات الدولية والأنشطة الاجتماعية لكنها لا تغني عن لغات الإشارة الطبيعية ذات العمق والتنوع.
وقد أكدت اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة على ضرورة الاعتراف بلغات الإشارة وتعزيز استخدامها، مساوية إياها باللغات المنطوقة وملزمة الدول الأطراف بتيسير تعليمها وتطويرها باعتبارها حقًا أصيلًا للصم وجزءً من هويتهم.
وأحتفل باليوم الدولي للغات الإشارة لأول مرة في عام 2018 ضمن فعاليات الأسبوع الدولي للصم فيما يعود تاريخ الاحتفاء بأول أسبوع دولي للصم إلى سبتمبر عام 1958 وهو تقليد تطور لاحقا إلى حركة عالمية تهدف إلى توحيد الصم وتسليط الضوء على قضاياهم والتحديات التي يواجهونها يوميا.
وفي قرارها باعتماد 23 سبتمبر يوما دوليا للغات الإشارة شددت الجمعية العامة للأمم المتحدة على أهمية تمكين الصم من الحصول على التعليم الجيد بلغة الإشارة منذ وقت مبكر باعتباره ركيزة أساسية لنموهم واندماجهم، وضمانًا لتفعيل مبدأ: "لا غنى عن رأينا في أي شأن يخصنا".
      

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص