كلما قرأت هذه العبارة ( التربية و التعليم ) خُيِّل إليَّ أن كلا من ( التربية ) و ( التعليم ) صديقان متآلفان يعيشان في منزل واحد ويأكلان من طعام واحد و يشربان من ماء واحد ، ويتنفسان هواء واحدا ، إلى غير ذلك من الأمور المشتركة بينهما . و بحكم هذه الحياة المشتركة بينهما يخدم أحدهما الآخر ويتعاونان ويتبادلان المنافع .
لكنهما - مع ذلك كله - كيانان مختلفان لكل واحد منهما وجوده المستقل و صورته المميزة و لا يمكن أن ينصهرا في بوتقة واحدة ليشكلا كيانا واحدا .
لذلك يجد الناظر في مُخرجات التعليم - عبر مراحله المختلفة - أن التأثير الفعلي للتربية والتعليم في شخصية الطالب تربيةً و تعليماً لم يوتِ ثماره على النحو المطلوب ؛ حيث تجد ضعفا واضحا في المستوى العلمي ، وفقرا بيِّنا في المستوى التربوي . وهو - في تصوري - أمر خطير يستدعي إعادة النظر في العلاقة القائمة بين ( التربية ) و ( التعليم ) . و الصورة التي أقترحها لهذه العلاقة هي ( التربية بالتعليم ) و أعني بذلك جعل التعليم في خدمة التربية بغية الحصول على مُخرجات يكون الطالب فيها ذا شخصية إنسانية متميزة ، هي نتاج طبيعي للتربية العلمية التي شكلتها العلوم و المعارف التي تلقاها في أثناء دراسته . شخصية تتحلى بالتربية الحسنة ، وتتسلح بالعلم المثمر .
إضافة تعليق