أيوب التميمي أيوب التميمي
عالم ما وراء.. الفقر !!
"أجمل ما في الفقر أنه لا يجلب لك أصدقاء المصلحة.." قرأت هذا العبارة على حالة أحد الاصدقاء وبصراحة  واستفزني مطلعه: “أجمل ما في الفقر.." وهل في الفقر صورة جماليه  ؟! يهيأ لي أحيانا أن الذين يتشدقوا به و يجمّلون هذا القبيح، المشوه الملعون لم يعاشروه.. ولم يحسو به ..هو  نوع من التضامن المجاني الذي لا يحيط بالقضية.. أو المدفوع ثمنه لتغييب الوعي وتوارث هذا الذميم! يقلبون المفاهيم.. فتصبح الطيبة والشرف سمة الفقراء.. والقناعة كنز لا يفنى! وأكثر أهل الجنة من الفقراء! عملية تسويقية لسلعة دنيه من تاجر دين باع الله ورسوله ،من أجل الإبتعاد من هذا الغول "الفقر" وخطيب الجمعه ، والمسؤول اللص ،والتاجر الجشع كل هؤلاء يسوقون لنا السلعة ذاتها ، منذ نعومة أظفارنا حتى لا نطرح السؤال.. ولنعرف حجم النعمة التي كنا نرفل فيها ونتمنى دوامها.. نعمة دونها الجنه حيث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر! هذا "النعمة " المسمومة، كانت تتجسد في خيالي  غولا  يكَشرُ عن أنيابه.. غير عابه بطموح طفولتنا .. إنه نفس الغول الذي كانت جدتتي .تقص علينا عن سعيد الجان ورشيشة الرمان و  الغول الباطش.. الشرير.. ذو القوى الخارقة.. المستعصي على الموت والفناء! كل أموال الدنيا وسخ.. وسخ.. وسخ! فتصبح جل الكلمات التي يتفوه به المسوقين خاوية من كل معانيها وتصبح ، أعمدة النور التي ليس لها نصيب من اسمها محطمة ،ويلف الظلام الشوارع والحارات عد ذالك الضوء أمام منازلهم الذي تتراقص حوله الأطياف.. وحكايات الرعب! فهؤلاء يخافوا علينا من النور الذي قد يفتح أعيننا على حقائق يشفقون علينا منها! فمرحبا بالظلام في مجتمع القاع!! وتأتي المصيبة ، حين يتزوج الفقر بالجهل ،فأهلا بأخلاق الزحام! يصير الكلام.. صراخا! واختلاف وجهات النظر.. اشتباكا! والتلصص عبر النوافذ المغلقة.. هواية! والعنف.. شجاعة! والاحتيال.. رجولة! فنعطيهم بذلك غطاء شرعيا لزيادة عزلنا.. وتكسير المزيد من أعمدة النور! كل شيء مرسوم لنا سلفا.. لا يجب أن نخرج عنه أو نتعداه! نتوارث القرية والحارة والوظيفة أبا عن جد.. ونتعلم كيف نعشقها، تماما كما أوصانا الآباء! نفس الوظائف والأعمال والمشاكل.. والمساجد التي تبشر الصابرين! والقناعة حكمة تتوارثها الأجيال.. وتتناصح بها في إخلاص! لِمَ لَمْ نكن نتناصح بالطموح وكسر القيد.. ومعانقة القمة حيث الهواء أنقى والمساحة أوسع؟ لماذا استسلمنا للانكسارات ووظائف العبيد.. ولماذا توارثنا أفكارا ومفاهيما كبلتنا.. وجذبتنا كالذباب نحو القاع؟ تحية لكل فقير كسر القاعدة.. وتمرد على قيود أفكار متوارثة.. وتطلع إلى القمة.. ونجح! تحية لكل من علم أطفاله كيف يحلمون ويحققون.. حتى حين البداية من الصفر!
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص