هائل الصرمي هائل الصرمي
قال : فقلت
وددتُ لو تُسرق أفكاري كلها وأشعاري وتنسب لغيري؛ لكنت بها أفرح من غزال نجت ، وعاثرة غدت ، ومن راكد جرى نبعه، وجامد تحركت أردانه واشتدت أركانه. وإن شاء الله يكون تقاسم غيري لإنتاجي ونسْبُه إليهم أحب إليّ من نسْبِه إلي مع بلوغه الآفاق وتجاوز السبع الطباق تأثيراً ونفعاً وقبولاً وجودة ، ومع لمعان سمتي وتواضع اسمي ورسمي جمالا وتأثيراً وحضوة وحضوراً. نخشى أن ندعي الآن ولا نكون في دعوانا، بل ربما يتخلل دعوانا إدعاء ؛ فاسمُ غيري قد يزينه فيحظى، واسمي قد يعثره فيبور.وإن الإخفاء خير من الإعلاء وإلا فالتمني مغشوش أو مخلوط بما خالطه مما يخدش صفاءه ونقاءه. ولولا لوم الآخرين لمن حجب اسمه عن نتاجه بأنه غير واثق من نفسه لحجبته .. ولولا ذلك لأدام ارتداء منهج التواري .. لذلك نخلص بالقول بأن فكرة الغير ولو غيرت فيها لا تذيِّل اسمك عليها .. خصوصاً إن كنت كاتباً ومبتكراً ، ودعك ممن يقول من غير عشرين في المئة في الشيء استحق أن ينسبه لنفسه؛ هذه مقولة ما أنزل الله بها من سلطان، وهي مقولة قد تدعو للسرقة الفكرية والأدبية من حيث تشعر ولا تشعر. وإن جاز لك التغيير فلا يجوز لك التذييل على فكرة بدأها غيرك. إن كنت كاتبا فلا تذيِّل ؛ لأن الكاتب قد عرف أنه سيضع اسمه إن كان من نتاجه وإن كان لغيره فلن يضع ليُعلم أنها ليست له .. لنتعلم هذا المنهج فإن رسخ فيك فإنك لن تغار إذا اقتسم الناس أفكارك ونسبوها لأنفسهم، ولن تلهث خلف من يغمزك في أفكارك وأنت واثق بنفسك وبأفكارك لتبرر له ؛ لأنك محدد معالم سيرك ولن تلتفت لمن يروم بك الأذى ضغينة أو سياسة أو حسدا.. واهرع الى مقولة الشافعي الذي رسخ هذا المنهج , لكن هيهات أن نكون مثله أو تكون أو أن نقترب إلا أن يشاء الله ونسأله أن يشاء .. فإن صدقنا وقلنا بمقولته؛ فإنما يكون ذلك لخمول أفكارنا مما يجعلنا نتمنى ونحسب أننا نحسن صنعاً ، وربما لو كانت أفكارنا تجوب الأفاق لتغيرنا، ولقلنا كما قلت أنت سنقاتل على إثباتها لأنفسنا قتالاً شديدا. و كل شيء متاح في زمن التقلبات .. فالنفس جبلت على حب بنية أفكارها والفرح بإنتاجها والتباهي بنسبتها إليها ، فكن من نفسك لنفسك واعضاً ومربياً ولا تقطع في أمر حتى تجرب نفسك فيه فالتجربة خير برهان. رزقنا الله وإياك والمسلمين الإخلاص، ورزق الله من يغار خشية لربه وبصيرة في نظره حتى يرى الحق حقاً والباطل باطلاً، و لن ينقص ولن يصاب و هو لم يغمط محق ولم يبخس مبدع وإنما يحصل النقص لدى القادر بالتعدي ،. ومن هنا تصدق المخاوف حيناً وتند حيناً فإن قدرت على البعض ؟؟ أصابك البعض ، وعلاج ذلك الإحسان ولو مع المتعدّي ناهيك عن سواه. وكلما استعليت وقيت وكلما دهست وقعت حينا ونجوت حيناً، ومن تظن زكاتها تنقلب رأسا وتنقلب عقباً كل بحسبه .. وحتى ذلك الحين من الاعتبار وفي كل وقت وحين إلى المنتهى والأبد ..
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص