القول السديد فيه صلاح الدنيا والدين قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما}. ما هو القول السديد الذي جاء به الأمر مهدداً بعدم صلاح الأعمال في الدارين إلا به، وجاء هذا الأمر بعد الأمر بالتقوى فهو شرط لصالح الأعمال ومغفرة الذنوب والحصول على الفوز العظيم، و لأن الامتثال هو عين الطاعة لله ورسوله وعدم الامتثال في تحري القول السديد معصية لله ولرسوله فما هو القول السديد كي نتبعه ونتحراه؟. هو القول الصادق. القول العدل. القول الحق الموضوعي المبني على علم وتحرٍّ وحقائق علمية لا تخمين فيها وأدلة شرعية وعقليه ومنطقية لا غلوفيها ولا افتراء ولا تعدي !! القول السديد لا مجال فيه لحظ النفس وطمعها لا مجال فيه للعناد والمناكفات . لا مجال فيه للكذب والتدليس والتشكيك والطعن والتجريح والاتهام بغير بينة. فكل ما يحرف القول السديد عن سداده وعدالته يكون معصية وكلما يؤدي إليه يكون طاعة بنص الآية {ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً }. فلا مجال للقول بغير علم ولا دليل ولا حجة منطقية ولذلك جاء النهي بالتهديد والوعيد للقول المبني على الجهل. قال تعالى :{ولا تقفُ ماليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا}. أي ستسأل عن كل قول قلته وجانب الحق والصواب والسداد. وجا الأمر به في مواطن كثيرة في القرآن وبصيغ. مختلفه فالقول السديد هو الكلمة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء وعدم السداد في القول هي الكلمة الخبيثة التي تجتث من فوق الارض كما تجتث الشجرة الخبيثة فلا صلاح للأعمال معها مطلقاً بل هي مفسده لها ولكل شيء..كذلك جاء الأمر مباشرا ليدل ويعرف بمعنى السداد قال تعالي (وإذا قلتم فاعدلوا ) فالقول السديد هو القول العدل . وأي بعد عن العدل في القول يعد جهل فالتعويم والتهويم والمغالاة والكذب والتزوير والتحريف والمبالغة وغمط الناس والظلم يعد منافياً للسداد والتحر للقول السديد هو البعد عن هذه المواطن..فمن أراد أن تصلح أعماله سواء دنيوية أو أخروية، وتغفر ذنوبه ويفوز فوزاً عظيما ؛ فعليه بالقول السديد قول العدل؛ قول الصدق؛ قول الحق؛ القول المتجرد للانصاف فقط متجرد من الأنا وحظ النفس والدنيا وأطماعها لله وحده وللحق وحده المبني على علم ودليل لا على تحليل وحظوظ نفسية وأطماع دنيوية ورؤى سطحية . اللهم سدد أقوالنا وصوب أعمالنا وحسّن عواقبنا واكفنا ما لا يرضينا ولا يرضيك عنا. آمين