لجميع في هذا الكون شموس ،ولكن شتان بين شمس الكون ،وشمس الروح ،وشمس قامت تظللني من الشمس. شمس الكون تتجدد ولا تتبدد ولها وعد محدد ،وهي بهذا تنير ولا تستنير ،وتشرق وتغرب في كل يوم عسير ويسير،وثمة لها مصير . في حين شمس الروح ،لها شعاع يطير ،وهواء عبق مثير، وترتوي بالإيمان والاستغفار الغفير ،واتصالها بالله كثير ،فإن أطعمتها وأسقيتها الحلال فقد أشفيتها الغليل ،وربطها بجنة عرضها السموات والأرض وهمها تنجو من الجحيم ،وترضي رب كريم ،وتطمح للنظر لرب العرش العظيم. أما شمس الأنثى ،فهي إما حية تسعى، وإما سعادة فلا تشقى ،وكنز لا يفنى،ونعيم ولباس ومأوى. وطريقك إلى جنة الفردوس في السموات العلى، فإن كانت أما فنعم الأم والجنة لك إن أرضيتها، وإن كانت أختا فهي رحم وصلة وقرابة وبالبر إتوصى بها، أما إن كانت بنتا فتلك مصيبة، أو شفيعة أو وديعة يتلاعب النذول ،والحقراء وأبناء السوق بمشاعرها ،وتستغل بطيبتها فما تلبث أن تستجيب ،وتعكر صفوها وحياتها ،وخاسرة في دنياها وآخرتها، وثمة العكس، وإن كانت زوجة ،فهي طامة كبرى ، إما حياة وسعادة لا تنسى ،وإما شقاء وتعاسة وانتكاسة ومرض السكر والضغط والجلطات والموت آخرها، وفي جميع الحالات الإسلام حفظ لها كرامتها وحقوقها ،رفقا بالقوارير.