السيدة الأولى! والسادات المساد!، وسياسية النشل الأعظم!!!؟؟؟
فيصل ردمان السدعي
باحث اجتماعي
لقد كانت ثورة 23 يوليو 1953م، بزعامة المفكر الفذ، والنابغة الحر، جمال عبد الناصر؛ التي قهرت أشد طغاة العالم، وأبشعهم عنفاً، من كافة الدول الاستعمارية الأوربية، ألا وهي بريطانيا، وفرنسا. لقد كان التخطيط العبقري لحركة الضباط الأحرار..، قد أعاق كافة المحاولات الرامية لإجهاض الثورة قبل ولادتها، وقد علِمت المخابرات البريطانية، والبيت العالي بميلاد الحركة، وأهدافها أثناء النشوء، إلا أنها لم تجد سبيلاً لإجهاد هذه الحركة، أو قمعها. فقد أحاطها الزعيم جمال عبد الناصر، بالسرية، والغموض، حتى بدا الشك لدى أجهزة المخابرات البريطانية، بأن معظم الضباط المصريين، قد أصبحوا أعضاء في هذه الحركة..، لذلك فكرت هذه القوى بزرع أداة دخيلة على التنظيم، والتخطيط، للانقلاب على الحركة، لاستراتيجية النفس الطويل، بعد انتصارها، وقد حرصت المخابرات البريطانية على اختيار لصين بارعين في التمثيل، والأداء تجتمع بهما كافة الصفات الانتهازية، وتنعدم أخلاقهم من كافة القيم، ولن تجد أفضل من محمد أنور السادات، وجيهان السادات، لتجمع بينهما عبر طبيب الملك فاروق، وتكليفهما بهذه المهمة، ألا وهي نشل الثورة!، وسرقتها على نار هادئة!، ولم يكتفي هاذان المعتوهان بسرقة الثورة، بل قاما بسرقة أهم الآثار ، والتحف الفنية، والأثرية، وبيعها في الأسواق الأوربية!. لقد كشف مؤلف السيدة الأولى لكاتبه عبد الله إمام بعنوان: "جيهان سيدة مصر الأولى والاخيرة"؛ عن مدى حجم المؤامرات التي لم يذكرها مباشرة، لكنها تتضح جلياً للقارئ ما بين سطور الكلمات.
لقد استطاع السادات أن يؤدي دور البطل الشعبي، والمناضل الجسور، والخادم المخلص للثورة. ساعدته على اكتساب الثقة، وكسب المودة عقيلته، جيهان، من أبٍ تركي، وأمٍ اِنجليزية. وهي تماماً، المفوضية الأولى لحماية الاتفاقية البريطانية/ التركية، بعد هزيمة تركيا في الحرب العالمية الثانية، ونقل مستعمراتها تحت الوصاية البريطانية، مقابل تقسيم الثروات، والحفاظ على المستعمرات من أطماع المنافس، ومن حركات التحرر الشعبي. لقد ظل الدور مُتقناً حتى رحيل الزعيم جمال عبد الناصر، ووضع الدسيسة!، السادات، على رأس الحكم!، ليسقط اللص قناعه الزائف!، ويكشر بأنيابه المسعورة!، ليعض الحركة الثورية في صميم كبدها!؟، بكل وقاحة، وبمنتهى الدناءة!؟.
وفي لحظة تبدلت سيرة المدعو عن زعيم الثورة جمال عبد الناصر، والذي سمى نجله الوحيد باسمه، والذي خاطب نجله قائلاً: "إنه عمك جمال أعز أصدقاء أبيك، ورفيق درب كفاحه، إنه عمك جمال يا جمال، العقل النابض للثورة، الذي استطاع أن يقهر أقوى قوتين عظمتين في العالم، إنه الزعيم الحر، والمناضل الجسور، جمال عبد الناصر، إنه الأب الروحي، لمصر، وكل المصريين، وللأحرار على أرجاء المعمورة".
كل تلك الكلمات تغيرت في لحظه، وصار حديثه عن جمال عبد الناصر بأنه: "رجل مريض نفسي، ومنطوي، ولم يكن له أي صديق، وكانت علاقته به علاقة سطحية، إذ أن جمال لا يمكن أن يكون له صديق، فقد كان مرض الشك يهيمن على سلوكه، ويجعل كل من يرتبط به علاقة عمل أو صداقة؛ عدو لدود، سواء من قادات الثورة، أو من جماهير الشعب!!!؟؟؟". متناسياً أنه لم يحصل على أصوات الشعب، وتأييده، وترشيحه له للرئاسة، إلا بعد أن أقسم أنه، سيمضي على درب الزعيم جمال عبد الناصر، ولن يحيدد عنه لحظة. وتحول هذا الثوري المندس إلى برجوازي!، يتسول العمالة!،،، ويمارس الخيانة!..، ليرد كل من صفعتهم الثورة، من عملاء!، وأجراء، ووكلاء الاستعمار الاحتكاريين!، وقواهم التنفيذية!، إلى رأس السلطة!..، معتقلاً كل الثوار الأحرار!!!؟؟؟، مستفرداً الحكم له!، ولساداته الغرب!، ليصبح القرار السياسي، بيد السفير البريطاني!، ونظيره الأمريكي!، وجيهان سمسارةٌ لبيع، وشراء آراضي، وثروات، المصريين..، بمنتهى الخساسة!.
لم يترك هذا المنبوذ مؤسسة من مؤسسات الدولة، إلا وعاث فيها فساداً!، هو وأشقاؤه!، وأشقاء زوجته!، وأبنائهم!، حسب ما أوضحته القضايا المرفوعة إلى المحاكم!..، لم يبيع مصر فحسب!، بل باع أيضاً فلذة كبده من أبناء زوجته المصرية الفلاحة!؛ التي تركها، ورحل دون أن يورثها مليم واحد!، حتى أنه استكثر عليها أرضها الموروثة لها من أبيها، ليبيعها بطريقة النصب!، ويشتري لجيهان فلتها الراقية!.
إن هذا المنحل، لم يورث شيء لأبنائه من صلبه، ولا لشعبه، ووطنه..، لقد باع للشيطان نفسه مجاناً، مخلفاً ثروة طائلة لأكلوبية الشيطان!، وأولادها من إبليس!.
جميع الحقائق تشير إلى حقيقة واحدة، على أن هذا اللص، وعقيلته، قد دسا على الزعيم جمال عبد الناصر، وقادة حركته الأحرار؛ بهدف الانقلاب على الثورة، واستعادة الهيمنة البريطانية للقرار السياسي!!!؟؟؟.
إن مثل هذه الحادثة المشئومة!؛ يجب أن تتعلم منها حركات التحرر العربي، وتأخذ العبر، لتلافي الأخطاء، وحماية ثوراتهم من الوقوع في شرك المندسين!، والمختلسين!، وسماسرة الشعوب!.
إن التملق، والنفاق، هو طريق الشيطان؛ للتربع على عرش قلوب المستهدفين!..، مستغلاً الغرور!، والرغبة!، التي تتملك بالإنسان، عند بلوغه قمة النجاح!!!؟؟؟.
والله من وراء القصد.
السيادة؛ للوطن ـ الحرية؛ للشعب ـ العدالة، والكرامة؛ للإنسان.
إضافة تعليق