يحتفي العالم اليوم بالخامس عشر من أكتوبر , يوم العصا البيضاء ، وإن كانت عالميته أتت بناءً على اتفاق بين المجلس العالمي للمكفوفين ، وهيئة الأمم المتحدة في ضوء توصية اجتماع المسئولين الفخريين للمكفوفين الذي عقد في فبراير 1980 بباريس ، دون الموافقة علية من الجمعية العامة للأمم المتحدة ، الاتفاق الذي أقر استمرار العمل بالاحتفال بهذا اليوم ليكون تذكيراً بالمكفوفين وبث التوعية في أوساط المجتمع ، فتم اختيار يوم الخامس عشر من أكتوبر من كل عام لتكون العصا البيضاء الرمز العالمي للكفيف ، بعدها أعلن عن قيام الاتحاد العالمي للمكفوفين (WBU) بدلاً من المجلس العالمي في عام 1984م والذي يمثل 253 مليون شخص من المكفوفين وضعاف البصر من جميع إنحاء العالم , يتألف الأعضاء من منظمات تخدم وتدافع عنهم في أكثر من 190 دولة.
ومع تشكل هذا الكيان الكبير والمناصر لقضايا الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر، لم يتم إدراج هذا اليوم ضمن الأيام الدولية التي تنادي به الأمم المتحدة ، رغم النضال الدؤوب من قبل أعضاء ومناصري الاتحاد العالمي للمكفوفين (WBU) ، ومطالباته المستمرة في اعتماد هذا اليوم يوماً عالمياً ضمن الأيام الدولية، فقد ظل الاحتفال طيلة أربعة عقود من الزمن , بناءً على قرار اتحاد المكفوفين العالمي ، ليلقى تجاوب ومناصرة من كافة منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة وفي مقدمتهم المكفوفين , وعلى الرغم من اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الرابع من يناير يوما عالميا للغة بريل والذي تقرر الاحتفال به ابتداء من عام 2019م من باب أهمية إذكاء الوعي بأهمية لغة بريل بوصفها وسيلة تواصل وحق من حقوق الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر .
مع هذه الخطوة التي قد تبدو إرضاء لمكفوفي العالم وتطبيبا لخواطرهم، كون أن لغة التواصل ذات أهمية وأولوية، ولا يمكن الاستغناء عنها أو إيجاد البدائل لها، مع ذلك ظل يوم الخامس عشر من أكتوبر يوما ينادي به اتحاد المكفوفين العالمي (WBU) يوما للعصا البيضاء، والهدف من ذلك ليست العصا، إنما هو التذكير بمن يحملون تلك العصا ومالهم من حقوق.
ويؤكد بيان الاتحاد العالمي للمكفوفين (WBU) الذي أطلقه في الاحتفال بيوم سلامة العصا البيضاء 15 أكتوبر 2020م العام الماضي .
وهو اليوم الذي يٌذكر العالم بأهمية العصا البيضاء كأداة للعيش المستقل للأشخاص المكفوفين وضعاف البصر ، بينما يتصارع العالم مع تأثير (COVID-19) قال البيان " ننتهز هذه الفرصة لتذكير صانعي القانون والسياسة وجميع أصحاب المصلحة المعنيين، لضمان أن تصميم أو إعادة تصميم البنية التحتية المناسبة يلتزم ببروتوكولات (COVID-19) ، وأن التصميم العام يتم اعتباره وتوعية الجميع ، من الضروري لنا جميعاً أن نتكيف مع " الوضع الطبيعي الجديد " وعند القيام بذلك ، يجب ألا نتخلف عن الركب ، في سعينا لإدارة (COVID-19) وتأثيره ، يجب على الدول الأطراف ألا تنسى التزاماتها المنصوص عليها في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (UNCRPD) ، وبشكل أكثر تحديدًا ، المادة (9) التي تتطلب من الدول تحديد وإزالة العقبات والحواجز والتأكد من أن الأشخاص ذوي الإعاقة يمكنهم الوصول إلى بيئتهم ووسائل النقل والمرافق العامة ، والمادة (19) التي تنص على أن الأشخاص ذوي الإعاقة يجب أن يكونوا قادرين على العيش بشكل مستقل ، ليتم دمجهم في المجتمع بالإضافة إلى الهدف (11) من أهداف التنمية المستدامة (SDGs) التي تؤكد على أهمية جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة وآمنة للجميع. من الضروري أن تسعى البلدان جاهدة لتحقيق هذا الهدف حيث سيؤدي الوصول الشامل إلى القضاء على بعض التحديات التي يواجهها حالياً مستخدمو العصا البيضاء المكفوفون وضعاف البصر".
ومن هنا : فإننا لا ننسى أن نذكر أيضا كل صانعي القرار في بلادنا وفي المقدمة منظمات الأشخاص المكفوفين ، أن هذه المناسبة ليست من باب التذكير فقط مع من يدعوا إليها ، ولكن لنقف أمام أنفسنا جلياً ، ونعمل على تقييم واقع الحال لدينا وما وصلنا إليه من أجل تعزيز وحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة " المكفوفين وضعاف البصر" في التنقل بحرية ، هذا الحق الذي ينبغي الحفاظ عليه ، وضمان تعديل البيئة المحيطة سواء في المرافق العامة أو المباني الخاصة ، وتطوير الخدمات المقدمة لهم ، والمزيد من المكتسبات التي تضمن لهم الحق في التعليم والتأهيل ، بالإضافة إلى زيادة الوعي المجتمعي بخصوصية إفراد هذه الفئة وكيفية التعامل معها .