كتب /سهيل التالبي
عندما تشاهد رجل شرطة يقوم بتغيير إطار سيارة مواطن أو يقدم له المساعدة في حال تعطل سيارته في أي شارع ويتعامل مع السائق وكأنه صديقه الذي تمنى أن يكون معه في مثل هذا الموقف، فتأكد انك في صنعاء ولست في دولة اسكندنافية كالسويد.
هكذا يمكننا وصف ما فوجئنا بمشاهدته في شوارع صنعاء وتناقلت وسائل التواصل الإجتماعي صورا توثق هذا العمل وتتداول مشاهدا غير مسبوقة في أي بلد عربي، أبطالها رجال شرطة من "وحدة الضبط المروري" التي وإن بدا لنا من الاسم انها "وحدة ضبط" إلا إن ما تقدمه وما تتضمنه استراتيجية عملها يحمل الكثير من المعاني الانسانية، التي تجعل من الطريق والشارع العام صورة تعكس الكثير من القيم والاخلاقيات التي تعمق في نفوس المواطنين مفهوم النظام والقانون.
لكن وفي الوقت الذي قوبل به عمل "وحدة الضبط المروري" بإرتياح وترحيب من المواطنين ذهبت وسائل إعلام دول العدوان لشن حملة ضدها لدرجة انها قالت إن الهدف من عمل هذه الوحدة هو ارهاب المواطنين وقدمت من المزاعم ما يؤكد أن عدوانها الممزوج بالحقد يستهدف كل جميل في بلادنا وتريد لنا أن نغرق في الفوضى والانفلات، كما فعلت وكما هو الحال في المحافظات الجنوبية المحتلة.
ما تقوم به "وحدة الضبط المروري" اليوم يأتي تتويجا لما حققته الإدارة العامة لشرطة المرور من انجازات ونجاحات غير مسبوقة استطاع خلال فترة وجيزة توثيق الروابط بين شرطة المرور والمواطنين، من خلال استحداث وسائل راقية ومفاهيم جديدة لعمل رجل المرور وتعزيز الوعي المروري، ابتداءً بـ"حملة الإحسان" التي تم تنفيذها خلال شهر رمضان وانتهاءً بإنزال "وحدة الضبط المروري" التي تعمل اليوم في شوارع صنعاء ومازال التحديث والابداع مستمر
ما يجدر الاشارة إليه هو أن عمل "وحدة الضبط المروري" لا يتوقف عند حدود ضبط المخالفات المرورية وتنظيم حركة السير والتوعية المرورية فقط، بل إنها تقوم بضبط مخالفات رجال المرور أنفسهم وحثهم على تطوير اساليب أدائهم لوظيفتهم والتعامل مع السائقين والمارة بأسلوب راقي تتجسد من خلاله مفاهيم النظام والقانون.
وكانت الإدارة العامة للمرور، دشنت العمل الفعلي في وحدة الضبط المروري والتي تم استحداثها مؤخرا ، والتي تم تأهيلها بشكل نوعي، وتزويدها بتجهيزات وامكانيات عالية ومتطورة ، لضبط السيارات المخالفة، وتحقيق حركة مرورية حضارية منظمة وانسيابية، واحترام قواعد السير والأنظمة المرورية من قبل سائقي المركبات ومستخدمي الطريق.