ما اذهلني في قصة الطفل المغربي ريان الاحساس العالي من قبل الحكومة المغربية واندفاعها المدهش وحشدها للجهود وتسخير كافة الامكانيات من اجل انقاذ حياة الطفل ريان وهذا يدل دلالة قاطعه علي اهمية وقدسية المواطن عند الدوله مهما كان عمره ولونه وشكله بعيدا عن الانتماء او اللهجه والحزبية اوالمناطقية او اي مفردة من مفردات التمييز والعنصرية والتفرقة القبيحه الجوفاء المقيته التي جرمها وحرمها ديننا الاسلامي الحنيف ونهانا عنها رسولنا وقدوتنا محمد صلي الله عليه وسلم تسليما كثيرا
بدون شك ان تعاطي الدولة المغربية والشارع المغربي مع ريان واستماتتهم لانقاذ حياتة كانت محط احترام وتقدير الجميع .
هذه جانب والجانب الاخر والمهم هو الحشد الاعلامي الغير معهود والذي اثبت قدرة الاعلام المغربي ونجاحه المتميز في لفت الانظار وتوجيه الراي العام نحو قضية انقاذ حياة الطفل ريان وشد انظار العالم لمتابعه كافة مراحل عملية الانقاذ والاهم من ذلك توحيد مشاعر العالم وتحفيزها للتعاطف مع الطفل ريان واسرته لدرجة جعلت العالم يتوجه بالدعاء والتضرع. الى الله عزوجل من اجل فك كربة الطفل ريان في حين عجز الاعلام اليمني عن ابراز معاناة اطفال اليمن الذين كانوا علي مدار سبع سنوات هدفا لصواريخ الطائرات والغارات الجوية والمدافع والدبابات والقذائف والالغام والمتفجرات وظلوا اياما وشهورا وسنوات كثيرة تحت ركام الحرب وبين الانقاض يصرخون ولا مجيب ولامنقذ ولايوجد حتي ادني تعاطف.
سبع سنوات استشهد فيها الكثير من اطفال اليمن وتشردوا وباتوا في غيابة الحرب وغياهب الوجع والحسرة ولاحياة لمن تنادي .
سبع سنوات و مايزال اطفال اليمن يقبعون في جحيم المعاناة وقبح ووحشية الحرب التي دفعوا فاتورتها الباهضة واصبحوا عرضة للامراض الفتاكة كسوء التغذية والسرطان والفشل الكلوي والثلاسيميا والكوليرا وغيرها وامسوا يقتاتون الجوع والفقر والعوز ويعيشون مرارة التشرد والنزوح وقسوة الايام والليالي القاتمة الزاخرة بالبوس والشقاء والحرمان يفترشون الارض ويلتحفون السماء ..
سبع سنوات واطفال اليمن محاصرون بين المدن والمناطق والقري خاصة بعدما تقطعت بهم السبل وعجزوا عن السفر بحثا عن العلاج داخل البلاد وخارجها ولامجيب فالطرق مقطوعه والمطارات والموانۑ مغلقة والبلاد محاصرة برا وبحرا وجوا..
وحدهم اطفال اليمن في غيابة الحرب .
لادوا۽ ولاغذا۽ ولاامان ولاسفر وَلُااحلام وَاصّبّحُوَا يَدِفَْعوَنَ فَاتْوَرَةِ حُرَبّ لُانَاقًةِ لُُهمٌ فَيَُها وَلُاجْمٌلُ ..
مات ريان واوجع موته كافة القلوب وفي مقدمتها قلوب اليمنيين المثقلة بالوجع والانينن.
وفي الاخير اتمني ان يستشعر العالم معاناة اطفال اليمن وان يتوحدوا لانقاذهم واخراجهم من غيابة الحرب???
إضافة تعليق