رغم مرور السنوات والاعوام وتغير الظروف المعيشية وتبدل الاحوال الاقتصادية الان ليلة المعراج مازالت حاضرة في وجدان وذاكرة ابناء مدينة حيس بمحافظة الحديدة الذين مازالواحريصين علي الاحتفاء بهذه الليلة المباركة المباركة أحياء لذكرى الإسراء والمعراج علي صاحبها أفضل الصلاة وازكى التسليم.
في ليلة السابع والعشرين من رجب يحتفل أبناء مدينة حيس بالإسراء والمعراج علي صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم ويلبسون الجديد ويقيمون الموائد والولائم ويفرح الأطفال وتفتح المبارز لاستقبال ضيوف المدينة الذين يتوافدون إليها للاحتفاء بهذة الليلة العظيمة ويحيون فيها ذكرى هذه الليلة المباركة ولعل من اهم الأسر التي كانت تسهم في إنجاح فعاليات المعراج أسرة آل معيمرة وال حمنه وال باجل وال قاره وال المغرسي وال سليم وال مطلب واسرة الخماشي والعلوي وبنوسليم اسرة الوحيدي وال بعكر والحضارم اسرة الاهدل في المحل والجبيلي وغيرها من الاسر التي لايتسع المجال لذكرها وليعذرني من نسيهتم..
حينما كنت صغيرا وبحكم عمل والدي في( المقوات)سوق القات بمدينة حيس كنت اذهب الي مبرز ال معيمرة وأراقب بمتعة الاطفال وفرحتهم عملية الاعداد والتحضير والتجهيز وتزيين المبرز
(مكان المخصص لاجتماع الناس لتناول القات) كانت عملية التزيين بسيطة ومن أوراق الشجر وثمار النخيل والموز حيث يتم تعليقها في الأسقف داخل المبرز وخارجه
في النهار تبدء عملية التجهيز لتكون جاهزة لاستقبال جموع الضيوف الذين يتوافدون الي مدينة حيس أفراد وجماعات ومن كافة المناطق والقري والمدن
كان للحاج المرحوم يحي طالب معيمرة
امين عام المجلس المحلي بالمدينة وغيره من اعلام المدينة دورا مهما في إقامة وإنجاح فعاليات المعراج وتحويلها لمهرجان شعبي وكرنفالي متميز يرسم جميع أبناء المدينة ملامحه ويسعد به الجميع ويسمح للأطفال بالخروج واللعب ليلا.وتعم البهجة كافة أرجاء المدينة
بعد تناول وجبة العشاء التي تقام في ألكثير من البيوت وتحرص معظم الأسر علي إقامتها حتي اليوم يذهب الجميع الي المبارز ( جمع مبرز) التي تختلف فيها اشكال الاحتفاء لكنها تجمع علي الذكر والصلاة علي صاحب الإسراء والمعراج وقصائد المديح التي تتناول عظمة حادثة الإسراء والمعراج والأناشيد الدينية ولقد كان مبرز ال بعكر متميزا حيث يانس الجميع في تلك اليلة المباركة بوجود الأديب والشاعر والمفكر المرحوم عبدالرحمن بعكر أحد اعلام حيس البارزة وكان المبرز ومايزال مقصدا للشعراء والأدباء من أبناء مدينة حيس الذين يقصدونه للاحتفاء بالإسراء والمعراج ليتشاركوا الابتهاج والذكر العاطر.
في هذه الليلة ينقلب ليل المدينة الي نهار وتستمر الحركة فيها حتي الصباح ويخرج الجميع بعد صلاة الفجر الي منظقة خارج المدينة تسمى التصبيحه وهي عبارة عن مضمار طويل يتم فيها سباق الخيول علي انغام الطبول والأهازيج الشعبية والرقصات الشعبية من قبل عدد من فرق الرقص الشعبي التي تأتي من المناطق المجاورة ويجتمع الناس حولها لمشاهدة مجموعة من الرقصات الشعبية أبرزها رقصه امحقفه باللهجه الشعبية التي كان من احد مؤديها المرحوم محمد علي سعد واخوانه واخرون
تنطلق التصبيحه التي اشتق اسمها من الصباح باستعراض مميز يقوم به الفرسان من ابناء مديتة حيس وماجاورها وأبرزهم الفارس المرحوم عوض دره الذي كان يجول وبصول مرتديا سيفه ولباسه التقليدي المتميز لتصبح صورته حاضرة وبقوة في ذاكرة أبناء المدينة ....
ومع انتهاء السباق وإعلان الفارس الفائز في التصبيحه تنتهي فعاليات الاحتفاء بليلة المعراج ويعود الجميع الي منازلهم بعد ليلة شهدت خلالها المدينة حركة تجارية واقتصادية كبيرة وحراكا فلكلوريا شعبيا متميز ا وفريد وزاخر بالفرح والبهجه .والسرور .......
إضافة تعليق