لم تكن تعلم هيفاء بخطورة وضعها الصحي لان اخوها وزوجها اخفيا عنها حقيفة المرض الذي اصيبت به فجاءه ودون سابق انذار لكن البحث عن سرير في قسم سرطان الدم في احد المستشفيات الحكومية بصنعاء ومشقة الحصول على سرير شاغر للرقود جعلها تدرك حقيقة مرضها اكثر من شهر وشقيقها يتوسل القائمين على هذا القسم لاستقبال شقيقتة التي بحاجة ماسة للرقود في قسم اللوكيميا وتلقي العلاج الكيماوي ولكن دون جدوي فالقسم ملئ بالمرضى ويضج بالمصابين بسرطان الدم وبعدد يفوق اكثر بكثير طاقته الاستعابيه لذا اضطر مسؤل القسم وبحرقة شديدة ان يمنحه كما يمنحه غيره الكثيرين موعدا طويلا
موعد قد يآتي ربما بعد ان يفارق المصاب حياته ويغادر الدنيا بلارجعه...
ان عدم توفير علاج السرطان سيتسبب في خسارة العديد من الأرواح بسبب هذا المرض الخبيث والذي لايفرق بين غني اوفقير طفل او مسن رجل او امراة سليم او مريض فهو لايعرف الفوارق الطبقية ولا السياسية ولاحتي المذهبية والطائفية الكل عنده هدف والجميع فريسه.
نتابع بوجع شديد حديث الإحصائيات الرسمية الصادرة عن المركز الوطني لعلاج الأورام. ووزارة الصحة العامة والسكان ومنطمة الصحة العالمية ويتجلي امامنا حجم الكارثة التي تشهدها اليمن وخاصة مع الزيادة الكبيرة والمرعبه في اعداد المصابين بالسرطان في اليمن وهو امر مقلق ولايجب السكوت عنه مطلقا ولكم ان تتخيلوا حجم الكارثة من خلال هذه الارقام .
في العام 2005 وعند افتتاحه استقبال المركز الوطني لعلاج الاورام نحو 11 ألف إصابة بالسرطان، وسجل العام 2006 نحو 13269 إصابة، ليرتفع عددهم في العام 2007 الى 19 ألف، وسجل العام 2011 نحو 22 ألفاً، وفي العام 2016 قفز عدد المصابين الى 25 ألف حالة، وفي العام 2017 تم تسجيل أكثر من 30 ألف حالة، بفارق 8 آلاف حالة إصابة في الأعوام الثلاثة الأولى للحرب والتي فاقمت معاناة مرضۑ السرطان في اليمن نتيجة ارتفاع تكاليف اسعارها ومنع الحصار المفروض على البلاد دخول أكثر من 362 صنفاً من الأدوية مثل اليود المُشِع والأجهزة المتخصصة للعلاج بالإشعاع والرنين المغناطيسي وغيرها من الادوية التي كانت تعين مرضى السرطان في معركتهم المصيرية مع هذا الداء الخبيث الذي لايعد حكما بالاعدام وانما قدرا وابتلاء .
وبحسب حديث وزارة الصحة العامة والسكان بحكومة الإنقاذ في تقرير لها نشر في الخامس من فبراير 2021 تم تسجيل 71 ألف إصابة خلال سنوات الحرب المشؤمه وتم رصد 9 آلاف إصابة سنوياً الى قائمة المنكوبين بالسرطان، والمحزن في حديثها ان بين تلك الاحصائية 15 % أطفال في عمر الزهور
وفي سبتمبر 2020 تحدثت منظمة الصحة العالمية عن تشخيص 11 ألف حالة إصابة جديدة بالسرطان كل عام في هذا البلد المنكوب وهذا يؤشر الي ان اليمن ستسجل حتي العام 2025 خمسة وخمسين الف اصابة جديدة بالسرطان وبالتالي سوف تزداد معها تكاليف العلاج الباهضه التي تكلف البلاد مبالغ خيالية قد تفوق 12 مليون دولار سنويا .
وبالنظر الي خارطة الاصابة بالامراض السرطانبة نلاحظ توزع نِسب معدلات الإصابة المنتشرة في اليمن بحسب منظمة الصحة العالمية، ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة الثورة اليمنية بتاريخ 20 ديسمبر 2020 على النحو التالي:
- سرطانات الجهاز الهضمي، 8.13 %.
- سرطان الفم واللثة، 7.10 %، تحتل الحديدة المرتبة الأولى في عدد الإصابات بهذا النوع من السرطانات.
- سرطان الغدد اللمفاوية، 5.10 %.
- سرطان الثدي، 4.10 %، ويمثل سرطان الثدي 25 % من أنواع السرطانات التي تصيب نساء اليمن.
- سرطان الدم، 9.8 %...
هذه الارقام التي رصدتها الجهات المختصة هي التي وصلت الي المركز الوطني لعلاج الاورام وهناك الكثير من الارقام لم تتمكن من الوصول نتيجة الظروف المعيشية الصعبه وانقطاع المرتبات وارتفاع تكاليف السفر التي عجز المرضى عن توفيرها فالسرطان يعتبر ضيفا ثقيلا للفقراء والفئات الضعفية في مجتمعنا لذا يضطر الكثير من المرضى في بلادنا الي القبول به والعيش معه مكرها وبناره يستجيرون من رمضاء الحاجة والفقر والعوز وقلة ذات الحال..
ومن يتمكنون من الوصول الي مركز الاورام لعلاج السرطان والذي يعد المركز الوحيد في اليمن غالبية هؤلاء وللاسف الشديد لم يحصلوا على العلاج بشكل مناسب فقط 40 % من المرضي كانوا الاكثر حظا من غيرهم
لم يكن حال مرضي السرطان في اليمن افضل في اعوام ماقبل الحرب علي اليمن كما ساءت احوالهم خلال سنوات الحرب وتفاقمت معاناتهم واصبحوا فريسة سهلة للموت المحقق نتيجة النقص الحاد في الأدوية الخاصة بمعالجة الأمراض السرطانية، وانعدامها بشكل كامل من الأسواق ولم يتبقَّ سوى نوع واحد من أصل 50 نوعاً، ونضوب المصادر المُشِعّة التي تُستخدم في وحدة العلاج بالإشعاع وتوقف بعض الاجهزة في المركز الوطني لعلاج الاورام عن العمل ووسط زيادة كبيرة في اعداد الوافدين اليه ومن كافة المناطق اليمنية ناهيك عن توقف البرنامج الوطني للإمداد الدوائي والمركز الوطني لعلاج الأورام بصنعاء عن توزيع الأدوية المجانية للمرضى، بعدما اعلن إفلاسه، وفقاً لصحيفة الثورة اليمنية في تقرير لها بتاريخ 2 ديسمبر 2020، بسبب توقف الدعم المقدم للبرنامج والمركز والعجز عن توفير النفقات التشغيلية والذي بدء منذ العام 2018
ازداد الوضع سوء واصبح حال مرضى السرطان في اليمن مآساويا بكل ماتعنية الكلمة وبمرور الايام اصبح مرضى السرطان في اليمن ضحايا في دهالير الحرب.. ومغيبون عن اجندات واهتمام الساسه وصناع القرار الذين خذلوا مرضى السرطان وتركوهم وحيدين في معركتهم يواجهون هذا الداء الخبيث رغم انهم يدركون جيدا ان مرض السرطان ليس منهم ببعيد ..
في الاخير اجزم انه لا يمكم اعتبار السرطان حكما بالاعدام، لكنه في اليمن قد يصبح كذلك خاصة بعدما يصبح الموت مصير الالاف من مرضي السرطان في اليمن إن لم يتوفر العلاج بسبب نقص او انقطاع التمويل والدعم اللازم
او بسبب الحصار ومنع وصول الادوية اللازمة لانقاذ حياتهم وتخفيض اسعارها او بسبب عدم قدرتهم علي التنقل داخل البلاد طلبا للعلاج اوبسبب اغلاق المطارات ومنعهم من السفر لخارج البلاد او غيرها من الاسباب التي تفاقم من اوجاعهم وتضاعف من معاناتهم والامهم وتزيد من اناتهم ...
وختاما هذه دعوة لي ولكم ان نكون معهم في معركتهم الكبيرة وحربهم مع السرطان وبآذن الله لن نتكرهم بمفردهم يواجهون قسوة السرطان سنكون سندا لهم وعونا لهم وبتعاون الجميع سنشعرهم بدفئ التكافل والتراحم المجتمعي ونسآل الله تعالي لهم الشفاء والعافيه ودام الجميع بسلامة الله وحفظه وعافيته وستره والله المستعان...
إضافة تعليق