يحتفل العالم يومنا هذا الجمعه باليوم العالمي للغات الإشارة والذي يصادف ال 23 من شهر سبتمبر من كل عام حيث يعد اليوم العالمي للغات الإشارة فرصة فريدة لدعم وحماية الهوية اللغوية والتنوع الثقافي لجميع الصم ومستخدمي لغة الإشارة من غير الصم . في هذا العام 2022م ، حمل الشعار الذي أعلنه الاتحاد العالمي للصم ، "لغات الاشارة توحدنا " .
وتنتشر الجمعيات العاملة مع الصم في اغلب محافظات الجمهورية وهذه الجمعيات تعنى وبشكل أساسي بتمكين وتأهيل الصم ، وتتراوح احصائية الإعاقة السمعية في اليمن ما بين 300 الى 500 الف اصم تقريباً، بحسب إحصاءات الاتحاد العالمي للصم، من اصل 3.500.000 شخص ذا إعاقة وهي النسبة التقديرية لإحصائية الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن بالاعتماد الى تقديرات وثائق الأمم المتحدة (UN) وكذا تعريفات منظمة الصحة العالمية (WHO) وهو تقدير نسبة الأشخاص ذوي الإعاقة بما يساوي 10-15% تقريباً من السكان في العالم .
ومن خلال أنتشار هذه الجمعيات استطاعت تقديم مختلف الخدمات لهذه الشريحة ، ومن الضروري لها من أجل تقديم خدماتها أجادة لغة الإشارة للتواصل بمن حولها ، فكان لزاماً على هذه الجمعيات إيجاد كادر من البشر تتوفر فيهم مجموعة من المهارات ، كأن يكون هؤلاء الأشخاص صبورين و مثقفين لديهم الحس الإدراكي والبصري ومن ثم عليهم بعد التدريب على لغة الإشارة وانخراطهم في عملية الترجمة عليهم أن يكونوا ممارسين للغة الإشارة متابعين لما هو جديد في هذا المجال يتحلون بالسرعة في الإرسال وكذا الاستقبال (إرسال الإشارة للفئة وكذا استقبالها) .
فكان الهم لجمعيات الصم العمل على نشر لغة الإشارة وتعليمها للصم وكذا الوسطاء الراغبين بتعلمها من خلال إقامة العديد من الدورات التدريبية المستمرة , وإنتاج القاموس الاشاري اليمني بواسطة جهود خبراء لغة الإشارة المحليين والذي ما يزال يفتقر الى التطوير والتحديث والمواكبة ، الكثير يعلم مدى الصعوبة التي يواجهها الأشخاص الصم أثناء معاملاتهم الشخصية أو الرسمية لعدم القدرة علي الفهم والتواصل من الأطراف الأخرى وتكمن المشكلة أحيانا في عدم توفر هؤلاء المترجمين من اجل الذهاب مع الشخص الأصم لمساعدته فيما يحتاج اليه ، فالقصور ما يزال هو الطاغي على هذا الجانب ولابد ان يتجه الجميع الى ما يجب عمله من اجل انتشار لغة الإشارة في المجتمع .
استغرب كثيراً عند سماعي ان هناك كثيراً من الأسر التي لديها أبناء صٌم بأنها لا تفقه شي في لغة الإشارة إذ من الأحرى أن تتفقه هذه الأسر بأسرار لغة الإشارة. وتتحمل وسائل الأعلام المرئية دور أساسي لا يمكن ان يغفل وتقويم ذلك القصور الواضح للعيان ويعزى ذلك لعدم وجود برامج توعية وثقافية وكذا تربوية خاصة بالصم حيث تقتصر عملية الترجمة في التلفزيون الرسمي وقنواته على نشرات الأخبار المحلية رغم وجود إدارة تضم أكثر من موظف (مترجمين للغة الإشارة ) ومع ذلك تبقى المعلومات صعبة المنال فلماذا لا تقوم الإدارة المعنية بواجبها المناط بها وإيجاد الدعم اللازم لها للمشاركة في ترجمة البرامج التي تبث في القناة ، لنقول الأهم منها أكانت ثقافية أو حوارية أو رياضية وإعداد برامج تلفزيونية توعوية بلغة الإشارة وتدريسها للمجتمع من خلال برامج تعليمية وبالتالي تعميمها على المجتمع لتكون ضمن الثقافة المجتمعية .
مذكراً في ختام مقالتي هذه الى ما أكدت عليه اتفاقية الأمم المتحدة (الاتفاقية الدولية لحماية وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ) من اهتماماً خاصاً بالأشخاص الصّم ولغاتهم الإشارية ، من خلال المادة 2 الخاصة بالتعاريف ، والمادة 9 الخاصة بإتاحة الوصول ، والمادة 21 حول حرية الرأي والتعبير ، والمادة 24 الخاصة بالتعليم ، والمادة 30 حول المشاركة في الحياة الثقافية والترفيه ، على الاعتراف بلغة الإشارة، واستخدامها، واحترام ثقافة الأشخاص الصّم وخصوصيتهم، والحق في الحصول على الترجمة الإشارية، واستخدام ثنائية اللغة في تعليمهم .
أن التأكيد على استعمال لغة الإشارة في وسائل الإعلام المرئي هو ضمان حق الأشخاص الصم في الحصول على المعلومات والمعارف بل من الأهم أن ألا تكون الترجمة مقتصرة فقط على الأخبار المحلية فهناك برامج يكون ذوي الإعاقة السمعية في أمس الحاجة إليها ومعرفة ما يدور فيها أتمنى أن يؤخذ ذلك كله بعين الاعتبار ونعمل جميعا على ما يخدم قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة.