تفتقر اليمن إلى التخطيط الاستراتيجي للتعامل مع الكوارث وخاصة تلك الناتجه عن التغيرات المناخية ولعل كوارث السيول التي تجتاح بعض مناطق اليمن يثبت سوء إدارة الأزمات بل وانعدام الاستراتيجيات للتعامل مع الكوارث ومواجهتها والتخفيف من آثارها الكارثية اذا مازالت العشوائية في إدارة مياه العواصف والسيول. طاغية ولا توجد هيئة مركزية في اليمن لتنسيق التنبؤات بهطول الأمطار وغيرها من التنبؤات بأحوال الطقس. وبالكاد توجد أنظمة إنذار مبكر وتخطيط الاستجابة للطوارئ كما هو الحال في سائلة مدينة صنعاء الامر الذي اسهم كثيرا في تفادي الكثير من الحوادث التي تسببها السيول المتدفقة في ممر السائله الأمر الذي يستدعي تطبيق هذا الإجراء في المدن الاخرى التي تنعدم فيها تلك الإجراءات وتفتقر إلى الدراية بهذه الكوارث والاستعداد لمواجهتها والتقليل من آثارها الكارثية ففي كل موسم أمطار تطالعنا وسائل الإعلام والاتصال بمجموعة من كوارث السيول التي يروح ضحيتها عشرات المواطنين
هناك جهود مبذوله في بناء المعرفة المحلية بتصميم بنية تحتية قادرة على تحمل تغير المناخ، بما في ذلك الأساليب الجديدة لإدارة مياه الأمطار، والتنوع البيولوجي في المناطق الحضرية، وتشجيع الاندماج في الحياة الاجتماعية في الأماكن العامة المفتوحة لكنها تبقى غير كافية معرفية فقط وليست عملية وغير مزودة بالأجهزة والمعدات والمتطلبات التي تحتاجها البلاد في مواجهة الكوارث وكيفية التعاطي وادراتها والتقليل من آثارها
مايزال تحسين تخطيط عملية التكيف في اليمن في بداياته حيث لانوجد حتى اليوم بنية تحتية في المدن الحضرية وعواصم المدن اليمنية بهدف جعلها قادرة على الصمود في وجه السيول والفيضانات المفاجئة
كما أن عملية التكيف تحتاج الي موازنات كبيرة ناهيك عن ان موضوع التكيف مازالت خارج دائرة الاهتمام
تقول الدراسات بأن المجتمعات الأكثر عرضة لتغير المناخ هي الأقل قدرة على التكيف لأنها فقيرة او تنتمي إلى البلدان النامية التي تكافح بالفعل من أجل إيجاد موارد كافية لتلبية الأساسيات مثل الرعاية الصحية والتعليم. قد تصل تكاليف التكيف التقديرية في البلدان النامية إلى 300 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2030. وفي الوقت الحالي، تُنفَق نسبة تقدر بـ 21 في المائة فقط من التمويل المتعلق بالمناخ الذي تقدمه البلدان الأكثر ثراء لمساعدة الدول النامية في التكيف والقدرة على الصمود، أي حوالي 16.8 مليار دولار .
وفي الاخير يبقى التكيف مع التغيرات المناخية في اليمن شبه منعدم وذلك لاسباب عدة منها انعدام الوعي بأهمية التكيف والجدوى منه وافتقار المدن اليمنية إلى البنى التحتية التي تمكنها من القدرة علي الصمود ومواجهة الكوارث وتكاليف التكيف العالية التي اتفقت الدول الغنية علي تقديم الدعم للدول الفقيرة والنامية ويبقى التعاطي اليمني مع موضوع التكيف يشوبه
الكثير من القصور رغم أن الدول الغنية التزمت بتقديم الدعم للدول التي انخرطت في التكيف وهو ما حقق استفادة كثيرة من التكيف مع التغيرات المناخية سواء التي سببتها الطبيعة او تلك التي اسهم في وجودها البشر ..
إضافة تعليق