تحتفل بلادنا هذه الأيام بالعيد السابع والعشرين لتحقيق الوحدة اليمنية المباركة التي حققت لليمنيين قوة والفة ومحبه ...حققت لهم الكثير من المكاسب السياسية والاقتصادية والوجدانيه.. .

لم يكن  العام 90 بالحدث العادي - بل كان أكبر حدث تشهده اليمن عبر التاريخ ..ومن أجل تلك اللحظة التاريخية قدم اليمنيون في الشمال والجنوب تضحيات كبيره ، وتجاوزوا مراحل وصعوبات جمه. مروا  بمحطات عديدة ، ومفاوضات مستمرة في الداخل والخارج ، من اجل الوصول للثاني والعشرين من مايو..1990 ......... .

لذلك ليس من السهل والهين  التفريط بهذ المنجز العظيم الذي زغرد وفرح من اجله شعب اليمن شمالا وجنوبا من خلال الاحتفالات والتاييدات والافراح والاهازيج. ..فأختلط الشعبان بكل الفئات والمكونات. .وتعانق الشعبان وتوحدت الأجيال ، ونهض الشطران.  اقتصاديا وسياسيا وانسانيا....ولا يستطيع احد ان ينكر بعض الممارسات الخاطئة من قبل بعض المتنفذين  والتي رافقت مداميك العملية الوحدويه  فأساءت للمشروع برمته ، لكنها لا تعطي المبرر لهدم المعبد بالكامل والتفريط بالتضحيات الجسام والمصير المطلوب.

لذلك فإن هذه الوحدة المباركة ظلت تزعج وتؤرق الكثير من المتربصين بوحدة اليمن من دول أخرى عربية منها وخارجيه فعمدت الى استخدام كل المخططات والوسائل الرامية الى تفكيك وحدة اليمن بحجة الحق في تقرير المصير. .والمعيب في ذلك أن وجدت هذه القوى الخارجية أذانا صاغية لها داخل اليمن تعمل علي تحقيق اهدافها الاستعمارية البغيضة مستخدمة في ذلك طرق ومسميات مختلفة مثل( تقرير المصير، فك الارتباط. . ) وهذه كلها مغالطات وسياسات مكشوفة الهدف منها تحقيق الانفصال الكامل  بين الشمال والجنوب... .

فصحيح أنهم استطاعوا اقلاق السكينة العامة في المحافظات الجنوبية فظهرت اصوات مخدوعة تنادي بفك الارتباط. .صحيح أنهم زرعوا الفتن وأججوا الصراعات..ونشروا الرعب والخوف والهلع في شوارع عدن. ..صحيح أنهم ادخلوا جماعات القتل والارهاب والتكفير الى جنوبنا الغالي. ...ورغم كل اساليبهم وعدوانهم البغيض ومخططاتهم الهدامة الا انهم لن يستطيعوا تحقيق الانفصال المزعوم. ..فشعبنا ورجاالنا في الشمال والجنوب ومعهم كل القوى الوطنية ستكون لهم بالمرصاد.. ..الامر الاخر أن اليمن عبر قراءة التاريخ والجغرافيا يمنا واحدا ولا يقبل التجزئة والارتهان لمخططات ومشاريع الخارج .

ان الناضر والمتفحص لجغرافية اليمن شمالا وجنوبا من صعدة الى المهره ومن حضرموت الى صنعاء وفي كل محافظات الجمهوريه يجد أن الجغرافيا واحده والمكان واحد وكذا تشابه الأسماء لبعض المناطق والمعالم التاريخية والاثريه ومن هذه  المناطق شبام حضرموت وشبام كوكبان التابعة لمحافظة المحويت والمحادده لمحافظة صنعاء وشبام غراس التي توجد في بني حشيش ...ولو فتشنا لوجدنا الكثير والكثير من هذه الاسماء المتشابهه فمنها ريدة الموجوده في عمران وريدات الاخرى في حضرموت وهي ريدة المعاره وريدة الدين وريدة أل عبد الودود ...ومن هذا  التشابه والجغرافيا الواحده ايضا العدنات فهناك عدن ابين وعدن لاعه الموجودة في حجه ....وغيره وغيره ..فالجغرافيا مليئة بواحدية الجغرافيا ...ناهيك عن واحدية الانسان اليمني شمالا وجنوبا وعبر التاريخ وواحدية الثورات ايضا خير دليل على هذه الوحدة التي وجدت في الروح قبل الجسد وفي الوجدان قبل المكان  ..فالشعب واحد والمكان واحد والجغرافيا واحده والتاريخ خير شاهد على هذه الواحديه وعلى وحدة اليمن قديما وحاضرا ومستقبلا .وستسقط كل المؤامرات التى تحاك اليوم للنيل من الوحده وتقسيم اليمن والتي كان أخرها طرد بعض أبناء المحافظات الشماليه من عدن وبطريقة استفزازيه تجاوزت العرف والاخلاق والقيم والانسانيه ..وهذه كلها اساليب من صنع الغزاة والعملاء. وهي اساليب لاتمت لشعب المحافظات الجنوبيه بصلة. .فهو شعب حر أصيل مضياف وحدوي مقدام يرفض كل هذه الاعمال الشيطانية المأجورة بمال الغزاة والمستعمرين.

 ...محاولات كثيره لاستهداف وحدة الشعب ومؤامرات داخليا وخارجيا ....ولكن هيهات ان يتحقق لهم اهدافهم الخبيثة .. لأنهم لم يقراوا التاريخ جيدا....ولدلك فإن علم الجمهورية اليمنية سيظل يرفرف عاليا وسنظل نحتفل بعيد الوحدة اليمنية المباركه عاما بعد عام وجيل بعد جيل لانها ثابتة في الوجدان ثبات الجبال.....،

بقلم / وهيب عقلان

10/5/ 2017