أ/حسين الوادعي أ/حسين الوادعي
اعطونا بدائل ونحن نترك القات
"اعطونا بدائل ونحن نترك القات... نحن نتعاطاه لأنه لا يوجد بديل". هذه أشهر عبارة على لسان مدمني هذا المخدر الوطني واسع الانتشار. لكنها عبارة مخادعة مثل خداع القات لعقول وقلوب ونفسيات المدمنين. أولا: هذا العذر يصور القات وكأنه "الأصل" او " الثابت" الذي لا بد من أيجاد بديل له لينتهي. لكننا نعرف أن القات في حقيقته حدث طاريء في حياة اليمنيين، وهو في حد ذاته حل "بديلا" للكثير من الزراعات والأنشطة المهمة لليمنيين القات اصبح "بديل" البن والعنب والفواكه. فإذا اردت "استبداله" فما عليك إلا الرجوع "للأصل" الذي أطاح به القات وحل محله. اما بالنسبة للبدائل الأجتماعية لتعاطي مخدر القات فيتذرع المدمنون بعدم وجود: حدائق او دور سينما او منتزهات، لهذا يلجأون للقات كملاذ أخير. وهم في هذا يخدعوننا يخدعون أنفسهم ايضا. فالقات بالنسبة لهم هو الخيار الأول الذي يلغي كل الخيارات. وحتى لو كانت اليمن محشورة بالحدائق والمنتزهات ودور السينما لما ذهبوا لها ولفضلوا التحليق الوهمي مع مخدرهم الأثير. والدليل على ذلك انهم يستمرون في تهريب وتعاطي القات حتى لو غادروا اليمن. البدائل موجودة في اليمن: ريف جميل، ووديان، وشواطيء، ومطاعم، وكافيهات..... ولكن..... المشكلة أن القات يسبب ادمانا نفسيا وجسديا. ولكي يتوقف المدمن عن تعاطيه لا بد له من علاج نفسي ليصبح قادرا على اتخاذ البدائل. لكن بسبب سيطرة القات على العقول والقلوب صار اليمني المدمن يمارس هذه البدائل فعلا ولكن مع تفصيل اضافي: يمارسها وهو يتعاطى القات!! الشواطيء مثلا..بديل هام لقضاء وقت الفراغ في بلد تتمتع بساحل بتجاوز طوله الألفي كيلومتر. وفعلا يذهب المدمنون الى الشاطيء...لكن..... وهم يلوكون كرات القات الخضراء القبيحة في افواههم! قراءة كتاب مثلا بديل ترفيهي فعال للهروب من القات. لكن المدمن يقرأ الكتب فعلا ولكنه لا يستطيع قراءتها دون تعاطي القات. عندما كان لا يزال لدينا ٤ دور سينما في صنعاء قبل سنوات، كان البعض يذهب لها ووجنته منفوخة بالقات. جلسات الأصدقاء الجميلة من اهم الأنشطة الترفيهية عند كل الشعوب. ويجتمع المدمنون فعلا باصدقائهم لكن القات يصبح محور الجلسة وشرطها. الخروج للريف اليمني الجميل بديل مهم للقات..وهم يخرجون له فعلا لكن وهم "يعتلفون" كميات ضخمة من الاخضر القبيح في افواههم وبطونهم. البدائل موجودة، لكن كل نشاط إجتماعي يمكن ان يكون بديلا للقات يحوله المدمنون الى مناسبة لتعاطي القات! حتى مشاهدة المسلسلات الأكثر شهرة على مستوى العالم (لعبة العروش مثلا) لا يشاهدها المدمنون إلا بوجود مخدر القات. مع انها بحد ذاتها ترفيه عالي المستوى لا يحتاج لمخدر إضافي لتستمتع به. القات يدمر كل البدائل ويتحكم في المدمن فلا يمارس أي نشاط إلا تحت سلطته.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص