أ/حسين الوادعي أ/حسين الوادعي
أسئلة الأطفال هي أسئلة الفلاسفة والعلماء.
ما هو الله (طبيعة الخالق)؟ هل له خالق (مشكلة السبب الأول دون مسبب)؟ لماذا يخلق الظلم والحروب (مشكلة الخير والشر)؟ لماذا يخلقنا ضعفاء ويحاسبنا (مشكلة القدر)؟ هل ما نراه حقيقي (نظرية المعرفة)؟ هل نحن موجودون أو نتوهم ذلك (مشكلة الحقيقة والموقف الطبيعي)؟ تظل مشكلة الله والقدر والخير والشر والحقيقة تؤرق الأطفال وتشعل أسئلتهم للآباء الذين غالبا ما يجيبون عليها بطريقة تقضي على العقلية النقدية للاطفال. من ينسى هذه الأسئلة يتحول لإنسان عادي، ومن يتمسك بأسئلة طفولته يصبح فيلسوفا. كل مشكلات وقضايا الفلسفة هي نفس أسئلة الأطفال اليومية. أسئلة العلماء أيضا هي أسئلة الأطفال: لماذا تسقط الأشياء بدلا من أن تصعد (الجاذبية)؟ لماذا شعلة النار صفراء وحمراء (خصائص المادة)؟ لماذا لدينا شعر ولماذا للرجال شوارب وحلمات (نظرية التطور)؟ لماذا نموت (الخلية والشفرة الوراثية)؟ ما اصغر شيء في العالم (الذرة وما بعدها)؟ هل قوانين الطبيعة حتمية أم احتمالية (نظرية الكم)؟ إذا تأملت في اهم اكتشافات العلوم ستجدها بدأت بأسئلة الأطفال. كيف ينتقل الضوء؟ ما هي سرعته؟ هل هناك ما هو أسرع منه؟ اين تختفي الطاقة بعد استخدامها؟ وهل تختفي فعلا؟ ولماذا يمكن أن يحدث لو شطرنا شعاع الضوء أو نواة الذرة... الخ. الذين تخلوا عن أسئلة الأطفال هم ملايين العاديين ، والذين تمسكوا بها هم من اصبحوا نيوتن اينشتاين وماكس بلانك ونيلز بور وشرودنغر وغيرهم من أنبياء العلم والعقل.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص