ياسر علي معوضة قصة مع معاناة الحياة والمرض .. وبحر من الالام والهموم والاحزان والياس على مدى سنوات طويلة ... احد ساكنين دار الشفقة .. تلقى العلاج والرعاية الصحية والنفسية والاهتمام في الدار فاصبح قصة نجاح مؤثرة يجب ان نقف عندها كثيرا ....ولم تكن هذه القصة هي الوحيدة بل هناك العديد من قصص النجاح والانطلاق من الياس الى الحياه في هذا الدار....
*بداية المأساة* :
ياسر علي معوضة من ابناء محافظة اب يبلغ من العمر 37 عاما تعرض لفشل كلوي منذ اكثر من خمس عشرة سنه.. ولم يكن هذا مرضه الاول الذي اصيب به ..حيث تأكد لنا ان ياسر بدا معاناته في الحياه بعد ان فارق اباه الحياة في العام 1998 م فما كان منه الا ان انتقل الى سوق العمل باحثا عن عمل يستطيع من خلاله ان يصرف على اخوانه الذين يبلغ عددهم ثمانية اطفال .. فتنقل بين عدة اعمال كانت معظمها شاقة ومتعبة ارهقته وجعلته يتعرض لكل انواع المعاناة والتعب والحرمان . لم يذق طعم الراحة ولم يعرف الا السهر والهم وقهر الرجال , فكان يفقد صحته يوما بعد اخر , اصيب بعدة امراض من الضغط الى اللواز ثم رومتيز في القلب ثم اصيب بمرض الكلى اوصله الى تدهور في وظائف الكلى ثم فشل كلوي في احدى كليتيه ...
ضاقت عليه الارض بما رحبت خاصة وانه تعرض لكل انواع البؤس والشقاء والامراض..تدهورت صحته وزادت همومه ومخاوفه على اخوته الذين ان توقف يوم واحد عن العمل ستتشرد اسرة بكاملها .
*عودة الامل* :
اثناء ما كان ياسر يسكن في غرفة صغيره (مكتمة تماما ) بمقر العمل الخاص خلط الاسمنت بمحافظة اب . هذه الغرفة الصغيرة لا تكفي لمد الرجلين ولا تعرف الضوء ابدا – بل حتى لا تصلح للاستخدام الادمي .. وفي هذه الغرفة عاش ياسر مع مرضه الذي بدا يأخذ منه الحياة والصحة شيئا فشيئا فتدهورت حالته اكثر .. فقد الامل بالحياة تماما ولم يكن يعلم حينها ان القدر يخبئ له مفاجئات في المستقبل.. حتى بعث الله له صاحبا يدله على مؤسسة تقوم برعاية مرضى الفشل الكلوي والسرطان في العاصمة صنعاء ( انها مؤسسة الشفقة لرعاية مرضى الفشل الكلوي والسرطان ) وفيها دار لتسكين المرضى القادمين من المحافظات الاخرى .. الذين لا يجدون ماوى ورعاية وسكن وتغذية .. حينها فقط بدا ياسر يشعر بالأمل في الحياه.... فما كان منه الا ان شد الرحيل وانطلق مسرعا الى دار الشفقة لرعاية مرضى السرطان والفشل الكلوي بالعاصمة صنعاء
يؤكد لنا ياسر انه وعند وصوله دار الشفقة تغيرت حياته تماما وانبهر بحسن المعاملة والتعامل الراقي من قبل ادارة الدار والمؤسسة - ناهيك عن حسن الرعاية والسكن والتغذية والخدمات التي يقدمها الدار له ولكل الامراض ,والاجمل في كل ذلك الرعاية النفسية والصحية التي كان لها الدور ايضا في تحسن حالته المرضية والنفسية
بدأت حياة ياسر الصحية تتحسن يوما بعد اخر وهو في الدار. وبعد ان بعث الله له مؤسسة الشفقة التي انقذته من موت محقق بدا بجلسات غسيل الكلى في مستشفى الثورة وكانت المؤسسة تدفع له قيمة المواصلات الى المستشفى بشكل دائم ,بعدها بدأت المؤسسة تنصحه وتقدم له كل التسهيلات والرعاية بعمل زراعة كلى .. وفعلا وبتوفيق من الله قام بعملية زراعة كلى مجانا .. اخوه الاصغر هو الذي تبرع له بإحدى كليتيه في عام 2013 برعاية وتمويل فريق طبي مصري في مستشفى الثورة ونجحت العملية تماما ..
تنفس ياسر حينها الصعداء وبدا ينطلق للحياة بصدر رحب وبحياة جديدة يملأها الحب والسعادة والامل
*تحقيق الاحلام* :
ورغم ان ياسر شفي من امراضه الا انه لم يستطع ترك دار الشفقة بل كان يذهب اليه باستمرار لأنه كان له بمثابة البيت الذي ولد فيه من جديد .. بل انه البيت الذي اعاد له الامل بالحياة له ولكثير من المرضى .. ولم يشعر بسعادة وحب واحترام وكانسان الا في دار الشفقة
لم يتوقف ياسر عند ذلك فحسب – بل بدا يفكر بالزواج فلاقي صعوبة في تقبل المجتمع بتزويجه - كونه تعرض لكل تلك الامراض - لكن المرأة التي اختارها وقفت الى جانبه - هي واخيها - كونهم يعرفون من يكون ياسر معوضة في اخلاقه وقيمه ومثابرته وهمته في الحياه وفعلا اقام ياسر عرسه في شهر مارس 2016 م واصبح يعيش حياة زوجية سعيدة يملأها الحب والمودة والسكن وقد رزقه الله بطفلة اكملت فرحته وعمقت تمسكه بالحياة اكثر.
إضافة تعليق