على ارصفة الموت وثنايا البؤس يقضي مرضى الفشل الكلوي في اليمن ايامهم التي غادرتها العافية وحلت في تفاصيلها مغردات الوجع والالالم.
واضحى واقعهم زاخرا بالمعاناة واليأس والحسرة وراحوا يتنقلون من مدينة لاخرى بحثا عن جلسة غسيل صناعية تنقذهم من حر الموت وحجيم المرض.
فالانتظار محذوف من قاموسهم ..والتأخير عن تلك الجلسات الاسبوعية معناه الموت المحقق.
مع بدء الحرب على اليمن في العام 2015 واتساع دائرة الصراع تفاقمت معاناة مرضى القصور الكلوي في اليمن وساءت احوالهم الصحية وتدهورت اوضاعهم المعيشية وباتوا يصارعون الموت
ساهم النقص الحاصل في الامكانيات الدوائية وشحة المحاليل والارتفاع الجنوني في اسعار الادوية وتوقف بعض مراكز الغسيل الحكومية عن العمل في وفاة الكثير من مرضى الفشل الكلوي في الحديدة وتعز واب وغيرها من المناطق اليمنية
ثلاث سنوات من الحرب والحصار غيرت ملامح الحياة في اليمن وساءت الظروف المعيشية عند غالبية افراد الشعب اليمني وخلالها داهم الموت اعداد كبيرة من مرضى الفشل الكلوي الذين طال انتظارهم على ارصفة وساحات مراكز الغسيل الحكومية
يوجد في اليمن 28 مركزا للغسيل الكلوي جميعها تكافح من أجل الاستمرار في العمل وتقديم خدماتها الصحية واجراء جلسات الغسيل الكلوي للمرضى الذين وصل عددهم وفقا للاحصائيات الرسمية الي خمسة وعشرين الف مريض ومريضة في عموم المناطق اليمنية..
تصل تكاليف جلسة الغسيل الواحدة 50 دولارا"،
ولهذا لاتنحصر مشاكل مرضى الفشل الكلوي فقط في شحة المواد والمحاليل الطبية بل أيضا في تكاليف الأدوية التي يتوجب عليهم شراؤها من الصيدليات الخاصة بأسعار باهظة تفوق قدراتهم الشرائية التي تراجعت على نحو مأساوي مع استمرار الحرب والحصار الذي ألقى بقرابة 80 في المئة من السكان إلى دائرة الجوع والفقر ..
يشكو مرضى الفشل الكلوي من تأخير جلسات الغسيل، في عدد من مراكز الغسيل الكلوي والتي توقف بعضها عن العمل لاسباب عديدة ابرزها النقص الحاصل في الامدادات الطبية وشحة المحاليل والنفقات التشغيلية ما أدى إلى وفاة عدد منهم في محافظات إب وتعز والحديدة وغيرها ..
يُستخدم غسيل الكلى لعلاج مرضى الفشل الكلوي المزمن عبر استخدام جهاز غسيل الكلى لتنقية الدم. وتستغرق الجلسة بصورة عامة ما بين 3 - 5 ساعات وتتكرر ثلاث مرات أسبوعياً.لذا تعمل بعض المراكز غسيل الكلوي على مدار الساعة.
يقوم مركز الغسيل الكلوي بمحافظة الحديدة الاكثر عددا في مرضى الفشل الكلوي بتقديم خدماته بشكل مستمر في خمسة نوبات لتقديم 145 جلسة غسيل كلوي يومياً، ومع ذلك لا يمكن تجنب حدوث تأجيلات غير متوقعة لهذه الجلسات بسبب قِدَم الأجهزة وكثرة تعطلها".
أثر التدهور الحاصل في النظام الصحي بسبب الاوضاع الصعبه التي تمر بها اليمن من حرب وحصار على حياة 7500 مريض ومريضة من مرضى الفشل الكلوي وجعلهم عرضة للوهن والالم وضيق الحال وباتوا يواجهون خطر الموت ..
في نوفمبر الماضي، توقف مركز غسيل الكلى في محافظة إب وسط البلاد عن العمل، بسبب النقص في الإمدادات الطبية والنفقات التشغيلية، ما أدى إلى حرمان أكثر من 500 مريض من الرعاية الطبية، حسب منظمة الصحة العالم
تكررت النداءات والمناشدات مؤخرا من مرضى الفشل الكلوي في اليمن للمنظمات الانسانية المحلية والدولية لاانقاذهم من الموت المحقق،
و اطلقت مراكز الغسيل الكلوي في تعز والحديدة واب وذمار والمحويت وغيرها من المراكز الحكومية النداءت الانسانية لاغاثتها كي لاتتوقف عن اداء دورها الانساني المتمثل في انقاذ حياة مرضى الفشل الكلوي الذين تقطعت به السبل وعاث المرض بحياتهم قبل اجسادهم
سارعت بعض المؤسسات والشركات التجارية ورجال البر والمنظمات الانسانية لتلبية تلك النداءات وذلك للتخفيف من معاناة مرضى الفشل الكلوي وانقاذ ارواحهم المرهونه باجراء عمليات الغسيل الاسبوعية.
كما وجهت وكالات الأمم المتحدة نداء إنسانيا لتوفير 322 مليون دولار لدعم القطاع الصحي في اليمن وسد الثغرات الناشئة عن انهيار المؤسسات الصحية. لكن التعويل على استجابة المانحين لهذه الاحتياجات يظل محدودا
تقع مراكز الغسيل في عواصم المدن اليمنية و يتطلب الوصول اليها الكثير من التكاليف المالية التي باتت تثقل كاهل المرضى وتحملهم اعباء مالية كبيرة وبسببها مات الكثير من المرضى لعجزهم عن توفير تكاليف السفر والتنقل
يعتبر التأجيل غير المتوقع أمراً صعباً لمريض الفشل الكلوي القادم من الارياف والقرى والمناطق البعيده أو من يجدون صعوبة في توفير تكاليف الاقامة و الغذاء بسبب بقائهم لفترة أطول لاجراء جلسات الغسيل الاسبوعية .
وبمرور الايام يصر مرضى الفشل الكلوي في اليمن على الانتصار في معركتهم ضد مرض الفشل الكلوي الذي بات يفتك باليمنيين .
25 الف مصاب بالفشل الكلوي تم تسجيلهم في احصائيات رسمية بينما غير المسجلين قد يصلون الى قرابة50000
إضافة تعليق