عبد الجليل علي الشجري عبد الجليل علي الشجري
أملائكة رحمة أنتم أم عذاب؟
عندما كنت صغيرا كنت أتجول في إحدى المستشفيات الخاصة ذات يوم في تعز وأذكر أنني كنت في بداية العقد الثاني من عمري وكنت شديد الرغبة في التعرف على كل مبهم . ذات يوم سمعت أحدهم يقول لبعض الدكاترة بحنق شديد وصوت مرتفع وضجيج يعم كل ساحة المستشفى . سمعته يقول للطبيب أنت ماعندك ضمير ولارحمة أنت لست طبيبا .انت يجب أن تعتزل مهنة الطب .وفي العادة يجد الطبيب نفسة دائما في موقف شديد الحروجة أمام الأمراض الذين يتواجدون في كراسي وطواريد المستشفى .فلا أجد الا الطبيب يتمتم ببعض الكلمات لهذا الرجل الذي فقد أباه بسبب روشتة خاطئة ودائما مايعمد الأطباء في هذة المواقف إلى إضهار الحجج والبراهين بل ويخلقون ألف تبرير لتمرير كل أخطاءهم .ومن هذة القصة التي لن أنساها .قرأت عن الأطباء أثناء دراستي الجامعية باأنهم "ملائكة الرحمة" ولكن وجدت واقعا معاكسا لكل الذي قرأت عنهم . فوجدت أن الكثير من المرضى يتذمرون من كل الأطباء لا لشئ الا سوى أنهم يأكلون أموال الناس بالباطل دون رحمة أو ضمير . وهذا ماجعلني أحرك أناملي لاأكتب سوالي عنكم أيها الأطباء "املائكة رحمة أنتم أم عذاب"  الكثير من المرضى  يذهبون لاأجل الإطمئنان على أجسادهم التي أعياها المرض وماإن يسمعون بشهرة طبيب لديه الخبرة الكافية لتشخيص أمراضهم  إلا وتجدهم يتراصون في طوابير كبيرة لاأجل قطع سند الحجز الخاص بتدوين إسمهم ضمن قائمة المرضى. وماإن يسمعون سكرتير الطبيب ينادي باإسمهم إلا ويتفاءلون بحصولهم على طبيب يشخص مرضهم الذي عجز بعض أطباء سابقين عن إيجاد علاج مناسب لمرضهم . بداية دخول المريض ومقابلتة للطبيب يعمد الطبيب إلى طرح العديد من الأسئلة (أخذ القصة المرضية) التي من خلالها يعرف دواعي المرض والتشخيص المناسب الذي يعطي الفحوصات المناسبة لمعرفة النتائج وتقرير العلاج المناسب لهذا المرض .. وهنا يأتي السوأل الذي يجب أن يعرفه كل الأطباء المنتشرين على طول الرقعة الجغرافية لبلادي اليمن . أملائكة رحمة أنتم أم عذاب ؟ عندما تعرفون أن هناك أمراض يعانون من وضع إقتصادي مؤسف وحالتهم الصحية بسبب ذالك تتفاقم يوما بعد يوم لتظهر لنا أجسادهم النحيلة التي تؤكد مرضهم وعيشهم في بيئة تغيب فيها الأجواء الصحية التي تقلل من فرصة التماثل للشفاء . ومع هذا يأتون إليكم بعد أن باع بعضهم ذهب زوجتة وباع الأخر أرضية كانت هي أخر مايملك بل أن البعض يعمد إلى الشحت على أبواب المساجد وأرصفة الشوارع لاأجل الوصول إليكم ولكنكم ياأطباء المادة لاترحمون فقرهم وأجسادهم النحيلة. أملائكة رحمة أنتم أم عذاب؟ حينما لاتفرقون بين أرملة مسكينة وكهل عاجز وفقير لايجد المال الكافي لشراء قيمة العلاج . إنني أرى كل يوم روشتات طبية لاتتناسب مع المرض ولاأعرف حتى فك شفرة حروفها لاأجل عدم شراء الأدوية الا من مشافيكم والتي تقدر بعشرات الألاف لكل مريض   لقد وجدتوا الإجابة لسؤالي ..! حينما وجدت روشتات طبية بعشرات الالاف لاأجل رفع مستوى دخ1لكم . ووجدتها حينما تكتبون روشتات لاتقرأ وعلاجات ليست لها قيمة لشرائك عديمة النفع وكل هذا فقط لاأجل المال .. لقد فقدتم ضمائركم وفقدتم جانب الإنسانية من حياتكم حينما ظلمتم ذالك المسكين واخرجتموه بعد أن نفذ كل مالدية من مال بل وصل به الحال إلى رهن بعض المحتويات التي معة لاأجل العلاج ."ولو كان يعرف أن أغلب ماكتبتم له ليس له أهمية لمكث في البيت حبيس المرض فاإما ان يموت وإما ان يكتب له طهور وعمر جديد" لقد وجدتوا الإجابة لسوألي...؟ حينما أراكم في طواريد المستشفيات تطاردون مناديب الشراكات الدوائية لاأجل النسب المفروضة لكم .. وهل بعد كل هذا نطلق عليكم إسم "ملائكة الرحمة"؟ هذا السوال يجب أن تحملوة في قلوبكم قبل أن تقررون أي روشتة طبية وعلاجات غير ضرورية . إين هي الرحمة؟ عندما أرى وجوة شاحبة تتألم من المرض ومنكم أيها الاطباء الذين ماتت ضمائركم وماتت أخلاقكم وضاعت قيمكم التي يجب أن تكون من اولويات مهنتكم . أطباء يتاجرون باالناس وبالفقراء منهم ولايفكرون باأن هناك رقيب عليهم يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور . واقولها صراحة . كل المستشفيات الخاصة منها والحكومية تفتقر للأخلاق والإنسانية والرحمة . تحتاج عقولكم واجسادكم إلى العلاج الروحي والنفسي قبل أن تعالج الناس والمرضى . وبالاخير ستظل لعنات المظلومين والفقراء ودعواتهم تلاحقكم إلى منازلكم وسترون مايحل بهم من إبتلاء قد حل بكم وباأطفالكم . لن تكونوا ملائكة الرحمة إلا حينما تعملوا بضمير وتقرروا الروشتات باإنسانية ورحمة . وبالأخير ساأترك السوال لكم لعلكم تقرأون ماكتبت واذ لم تقرأون ماأكتبه لكم . فستقرأون ذالك في عيون وألسنة المرضى حينما تجدون دعواتهم تلاحقكم إلى مضاعجكم . وهل ياترى سنرى ملائكة الرحمة أم أن العذاب الذي يحصل منهم للمرضى سيجعلهم بنظر الجميع ملائمة العذاب؟
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص