يرتاد المحلات يوميا ويبتسم كل لحظة ،لكنه طفل صغير في بداية عقدة الثاني وأعتقد في الثالثة عشر من عمرة ،ومما يعجبني فيه أنه يمتلك أسلوب جميل في إقناع الجميع لشراء حبات اللوز(حبة العزيز)الذي يحملها يوميا على كتفه قاصدا السوق .
يدفعني الفضول دائما لمعرفة تفاصيل شريحة بعض الفقراء وهذا ماجعلني أتحدث لهذا الطفل وأعطية الكثير من الأسئلة وبداية الأسئلة قلت له:(لماذا أنت خارج أسوار المدرسة )أستغرب بضع ثواني باحثا عن الإجابة المناسبة وعلامات الفقر تبدو على وجهه .
نظر إلى الأسفل ورفع بصرة البرئ وقال :كلنا لاندرس أنا وأخوتي وكلنا نطلب الله لكي نوفر قيمة الإيجار ومصاريف الأكل والشرب وكانت دموعة على وشك ان تتساقط لولا أن قلت له ربك بيفرجها عليكم إصبروا والله حسيبكم .
لقد رأيت علامة الفقر في وجهه الشاحب ،وتلك البنطلون القصير المرقع ،وعلية شميز قصير لايكاد يكمل تغطية كل جسمة،ومع هذا يبتسم ويبهرك باأسلوب إقناعة لكل الذين يتواجدون في طريقة في كيفية شراء حبات اللوز منه وما ان تمر الساعتين الا وقد أكمل بيع اكثر من عشرين كيس صغير بقيمة مائة ريال ثم بعدها يمضي طريقة نحو البيت ..
هذا الطفل اليافع خارج أسوار المدرسة بسبب الأوضاع الصعبة التي تعيشها أسرتة وهو من محافضة إب وإسمة "محمد"حتى أنني عندما سألته عن إسم أبية لم يفصح لي بذالك خوفا من أن يقال عنهم أنهم فقراء لاانه يبدوا انه من أسرة عفيفة لاتسأل الناس إلحافا ..
بائع اللوز "محمد" فقد العلم والتعلم وأجبرته الحياة المريرة والظروف الصعبة والزمن الإستثنائي الذي لايرحم أحد على العيش خارج أسوار المدرسة وخوض تجربة حياة صعبة للغاية ..
خارج أسوار المدرسة بسبب الفقر الذي أحرمة الطفولة والإستمتاع بااللعب مع الأطفال وعيش الطفولة كبقية الاطفال الذين يعيشون في حارته .
بدلا من أن يحمل حقيبتة الدراسية قاصدا المدرسة أجبرتة الضروف على حمل بعض أكياس اللوز(حبة العزيز)لاأجل إنقاذ أسرة فيها أكثر عشرة أطفال يتوزوعون في كل شوارع وأزقة مدينة القاعدة لاهثين بكد وتعب لاأجل الحصول على رغيف العيش..
كنت أتمنى أن يكون "محمد"يعيش كبقية الأطفال الذين يعيشون في الحي الذي يقطن فية لكن وهل تبقى الأماني الا أحلام في زمن لايعطي للأماني حقها ولا للطفولة معنى يجعلها تتمتع بنشاطها وخوضها اللعب والضحك الذي يجب أن يكون حاضرا فيها.
"وهل يدرك الأغنياء حقيقة هولاء الاطفال لكي يرثوا لحالهم ويعطونهم بعضا مما أغناهم الله؟
هل يعرف ذالك الغني الذي يسكن الفلل ويرتدي أفضل الثياب والتي تقدر بمئات الالاف ويركب أفخم السيارات ان هناك فقراء عزيزين دفعتهم الضروف باإجبار أطفالهم على العيش بواقع لايتناسب مع أعمارهم؟
وهل سيكون الطفل محمد وبقية أطفال العائلات ذوي الفاقه والعيلة يوما ما في المدرسة يلعبون ويكتبون وللحقائب الدراسية يحملون؟
يجب ان يجيب على هذة الأسئلة أولئك الذين يمتلكون الأموال ويهدرونها في الفنادق والملاهي والتمتع بكل جديد ..
محمد لاتيأس
كافح لاأجل بيتك الفقير ولاأجل أبوك العثير وأمك العفيفة الطاهرة التي أنجبت جسد شريف كجسدك البرئ الذي إنحرم من الطفولة وعاش حياة القهر والنصب!!!
محمد إجتهد اليوم لاأجل شقيقاتك اللاتي لم يتزوجن أحد بسبب فقرهن وغيابهن عن قصص الحب والغرام وحياة الأسواق بسبب عفتهن ومكوثهن في البيت كل الأوقات وينتظرن الفرج من رب السموات .
محمد تأتيني كل يوم لتقول لي "إشتري مني فتح الله عليك"وتبتسم عندما أعطيك بعض العشرات في وجهي وكأنك تقول لي أنقذت اليوم بشرائك مني هذا الكيس طفلا صغيرا يبكي في وسط بيت صغير بجانب أم شريفة وشيخ عثير ..
بائع اللوز ....خارج أسوار المدرسة !!
فهل هناك من يرحم الطفولة ويعطيها أغلى معانيها ؟
وهل ستكون اليمن بلد غني يجعل من شريحة الفقراء يعيشون كما يعيش ذوي الدخل المحدود؟
إضافة تعليق