حالت أمطار غزيرة دون إقامة وقفة احتجاجية للعالقين في مدينة بنجلور الهندية امس..
بيد أن العديد من المرضى والجرحى كانوا قد توافدوا إلى ساحة الوقفة قبيل هطول الأمطار منهم جرحى بترت بعض أطرافهم ومرضى ما زال الوجع يسكن كل تفاصيلهم وأحلامهم ..
لحظات ملؤها القلق والرهبة كانت تطغى على الحضور خشية من أن تبتل جراحهم التي لم تلتئم بعد لكن صلف اليمنية ومماطلتها في إجلاء العالقين دفعهم إلى تكبد المشاق والخروج للمشاركة في الوقفة المطلبية بسرعة الاجلاء ..
البرد يزحف بأقدام خاشعة نحو أجساد المرضى والجرحى ورذاذ المطر يتطاير وكانما هو زجاج في محاجر عيوننا ، نبذل جهود خرافية لمحاولة تغطية الاقدام المبتورة والتي كان انينهم وحسراتهم يفصح عن معاناة والام يشيب لها الولدان ..
كلما يطمح إليه المرضى هو العودة إلى اليمن حيث الأهل والاولاد والاقربون ، الوطن الذي يصر المرضى والجرحى على وصفه على الدوام بالحبيب وبعبارات ملؤها الحب والحنين والشوق الذي يفتقد إليه الكثير من مسؤلي الخطوط الجوية اليمنية ..
كانت أصواتهم المليئة بالوجع تؤكد على ضرورة الاستمرار في الوقفة الاحتجاجية ، يتسائل احدهم بألم جارف والحمى تستولي على تفاصيل اجسادهم كيف سيأتي الآخرين؟ جراحهم سوف تتعفن من الأمطار ، ثم تتلاحق الاهات بالقول لابد من الوقفة ، يجب أن نواصل رفع أصواتنا حتى يتم اجلائنا ، نريد أن نعود إلى الوطن الحبيب ، نعود إلى اولادنا واحبائنا فقد انهكتنا الغربة ، بيد أن الامهم وجراحاتهم لا تسعفهم على مواصلة الحديث ليسود الصمت برهة ويقول أحدهم بكرة نعمل الوقفة ، اليوم خلاص الناس ما بيقدروش يشاركوا .
يخبرنا أحدهم بأن اسمه كان في الرحلة الأولى وكانوا قد تواصلوا معه وأكد الرحلة لكنه فوجئ بإسقاط اسمه من كشوفات الرحلة ويتابع وعينيه تجتاز المسافات إلى طفليه الوحيدين الذين يقيمان عند جدهم العجوز لقد تركتهم وحدهم مع أبي لا يوجد معي اخوات ولا امرأة تعتني بهم لا ادري كيف يعيشون الان ولا متى سأكون مع زوجتي عندهم ..
البؤس والمعاناة المستمرة تتعايش مع اليمنيين المرضى في مختلف الولايات الهندية ، بيد أن كل ذلك الوجع والانين لم يدفع السفارة والقنصلية في الهند إلى اتخاذ مواقف حازمة تجاه المماطلة والتسويف الذي تبديه طيران اليمنية إزاء إجلاء العالقين الذين يعيشون حياة البؤس والفاقة والحرمان والقلق ويمرون بظروف مادية ونفسية صعبة ويتوقون للعودة إلى اليمن الحبيب