نشرت مجلة "بحوث العلاقات العامة الشرق الأوسط" دراسة علمية للباحث اليمني حاتم علي الصالحي، هدفت الدراسة إلى استكشاف نماذج من المبادرات المجتمعية التي وظفت تطبيقات الإنترنت في الحد من تفشي وباء كورونا في اليمن،
وتم اختيار مبادرتين كعينة للدراسة: مبادرة "طبيبي" التي وظفت تطبيق عبر الهاتف المحمول ساهم في تقديم المشورة الطبية والدعم النفسي عن بُعد للمرضى، ومبادرة "أنا طبيب أنا معك"، التي وظفت وسائل التواصل الاجتماعي وتحديدا الفيس بوك في تقديم خدمة الدعم النفسي والاستشارة الطبية والرعاية الصحية عن بُعد للمصابين والمشتبه إصابتهم بكورونا
واستخدمت الدراسة منهج دراسة الحالة، وتم جمع بياناتها باستخدام عدة أدوات منها: المسح المكتبي، واستمارة تحليل مضمون، والمقابلات.
واستعرضت الدراسة السياق التاريخي والمعرفي لتفشي كورونا في اليمن، وتوصلت إلى مجموعة من الننائج، أبرزها: * وردت صور التحاليل والفحوصات والاشعات في قائمة الصور الأكثر بروزا كمرفق بجانب طلبات الاستشارات، وتضمنت التحاليل في الغالب: صورة دم، وفحص الفيرتيين Ferritin، وفحص أنزيمات الكبد، وفحص نسبة البروتين التفاعلي CRP، إلى جانب أشعات الصدر، وجاءت صور الأدوية في المرتبة الثانية، وغالبا ما تضمنت هذه الفئة من الصور أدوية فيتامين (C)، وفيتامين (D)، والأدوية المحتوية على الزنك، وخافضات الحرارة، إضافة إلى بعض الأدوية التي قررها بعض الأطباء كبروتوكول علاجي لوباء كورونا
, كشفت النتائج عن وجود اختلافات في طلبات الاستشارات الوقائية والعلاجية خلال مراحل انتشار الوباء، حيث شهدت فترة بداية انتشار الوباء إقبال كبير على طلب الاستشارات الوقائية من الوباء والتي تضمنت استفسارات حول نوعية الأدوية المقوية لمناعة الجسم،والجرع اليومية والأسبوعية المناسبة للحالات الفردية، بينما شهدت فترتي ذروة انتشار الوباء وانحساره إقبال أكبر على طلبات الاستشارات العلاجية مقارنة بالاستشارات الوقائية. كما أكدت النتائج عدم وجود اختلافات في معدل المنشورات التوعوية تعود لاختلاف المراحل الزمنية لانتشار الوباء،حيث استمرت المنشورات التوعوية بنفس الوتيرة التي بدأت بها في بداية انتشار الوباء ولم تنخفض في مرحلة انحسار الوباء، وهي نتيجة ايجابية – وفقا لما ذكره الباحث- حيث يتطلب مواجهة الوباء استمرار التوعية طالما لم يُكتشف له علاج أو لقاح. وقد أوصت الدراسة وزارة الصحة والهيئات والمراكز الصحية الحكومية بمساندة مثل هذه المبادرات المجتمعية التي ساهمت بدور كبير في الحد من تفشي وباء كورونا، والعمل على إنشاء مبادرات حكومية موازية لها، وتوجيه دعوة للأطباء العاملين في المؤسسات الصحية الحكومية بتخصيص وقت أثناء تواجدهم في المنازل للرد على استشارات المرضى عن بُعد وتقديم الدعم النفسي لهم أثناء انتشار الأوبئة.
كما أوصت وسائل الإعلام الحكومية والخاصة بالترويج لمثل هكذا مبادرات مجتمعية أوقات الأزمات والأوبئة،من أجل نشر المعرفة بها لأكبر عدد ممكن من السكان ليستفيد منها الجميع، ولاسيما أولئك الذين يقطنون الأرياف حيث لاتتوفر لديهم مراكز ومستشفيات قريبة من أماكن سكنهم، ما يجعلهم أحوج الناس للوصول إلى هذه المبادرات، والحصول على الاستشارات الطبية
ووجهت الدراسة توصية للجهات الحكومية عند وقوع الكوارث والأزمات الصحية بنشر الحقائق والمعلومات أول بأول، ومكاشفة المواطنين بأضرارها وأعداد المتضررين، وعقد مؤتمرات صحفية دورية لنقل الحقائق والمستجدات الطارئة؛ لأن ذلك يساهم في مواجهة الشائعات ووأدها قبل مولدها. الجدير بالذكر أن هذه الدراسة تعتبر الدراسة الثامنة في رصيد الإنتاج العلمي للباحث الصالحي، وجميع دراساته منشورة في مجلات علمية محكمة في تخصص الإعلام والاتصال.