عندما تكون بلاد الغرب اعز و أءمن لك من بلدك..مقتل المغترب اليمني عبد الملك السنباني..تفاصيل

ما لم يتوقّعه الشاب اليمني عبد الملك السنباني هو أن تنتهي رحلته الطويلة، التي قطعها من الولايات المتحدة الأميركية إلى اليمن، في ثلاجة الموتى. فبعد أكثر من سبع سنوات من مغادرته اليمن، قرّر السنباني العودة إلى بلاده ولقاء أسرته التي تعيش في العاصمة صنعاء. لكنّ الفرحة التي غمرتها وهي تنتظر ابنها المغترب لم تدم طويلاً، إذ قُتل على يد قوات اللواء التاسع "صاعقة" التابع إلى المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً في بلدة طور الباحة بمحافظة لحج جنوبي البلاد.

وقد سبق مقتل عبد الملك ترويج دعائي نشرته وسائل إعلام موالية للمجلس الانتقالي، أبرزها صحيفتا "الأيام" و"الأمناء"، يفيد بإلقاء القبض على "حوثي" بحوزته مبلغاً ماليا بالدولار الأميركي. فأحدث ذلك صدمة وغضباً على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد نقلت الصحيفتان على شبكة الإنترنت رواية قيادات في اللواء، تحدّثت فيها عن توقيف الشاب وإيداعه سجن اللواء التاسع للتحقيق، لكنّه خرج بعد يومَين جثة هامدة إثر تعرّضه إلى التعذيب وإصابته بطلق ناري.

 

وفي منشور، قالت تسنيم أنور في رثاء شقيقها عبد الملك: "كيف أبدأ الكلام ولم تكن لي مجرّد أخ، كنت صديقي وحبيبي والحياة كلها، أخي يا وحيدنا وسند أمي وخواتي كسرت ظهري، لو بس خليّتني أشوفك بس (سمحت لي فقط برؤيتك) قبل ما تسير". وتابعت في منشورها: "أكثر من سبع سنوات وأنا منتظرة هذه اللحظة. كنت منتظرة هذه اللحظة بفارغ الصبر، سبع سنين ولا قالت لك أميركا حاجة وتجي بلادك ويقتلوك، قتلوك وموّتوني".

وأثار مقتل عبد الملك غضباً واستنكاراً واسعاً، وكانت مطالبات بالقبض على القتلة ووقف معاناة المسافرين في نقاط التفتيش من قبل مسلّحي المجلس الانتقالي، فضلاً عن نهب وممارسات تضييق مناطقية يتعرّض إليها المسافرون، خصوصاً الذين يتحدّرون من المناطق الشمالية للبلاد.

من جهته، كتب الصحافي أحمد جعفان الصبيحي: "جعلوا من الجنوب ساحة للتقطّع والاغتيالات والعصابات المدججة والمنفلتة من كلّ القوانين والأعراف والأخلاق الإنسانية". أضاف: "يجب أن تكون المحاسبة شاملة للقتلة ومن يموّلهم ويوفّر لهم الغطاء السياسي والمؤسسي، الذين قتلوا الشاب عبد الملك السنباني في إحدى النقاط التابعة للواء التاسع صاعقة على طريق طور الباحة. ومن الواضح أنّهم لا يكترثون لحياة أيّ شخص يقع بين أيديهم ولديهم تهم جاهزة ومعلّبة لمن يسوقه قدره على طريقهم، ولا تنقصهم الجرأة المستمدة من قادتهم في لواء الصاعقة وما يُسمّى الحزام الأمني والانتقالي لارتكاب أبشع الجرائم في حقّ أي إنسان؛ يدفعهم إلى ذلك شعور بأنّهم بعيدون عن المساءلة والقانون وحتى الأعراف الإنسانية والقبلية ولا حول ولا قوة إلا بالله".

ونشر ناشطون يمنيون تدوينات على نطاق واسع تطالب بالقبض على القتلة وتقديمهم إلى العدالة، كذلك نشروا تسجيلات فيديو من يوميّات بثّها عبد الملك على صفحته على موقع "فيسبوك" حول رحلة العودة إلى اليمن. وفي هذا الإطار، كتب الصحافي سامي الكاف: "إذا استطاع الناس تحويل قضية الشاب #عبدالملك_السنباني إلى قضية رأي عام، فهي بداية حقيقية لتشكيل وعي إنساني جمعي من شأنه أن يُمهّد الطريق للسير باتجاه رافض لكلّ هذا العبث اللاإنساني الذي يطبق على أنفاس الجميع في #اليمن".

أمّا الصحافي مصطفى راجح، فكتب: "إذا لم يعتقلك الانتقالي في مطار عدن، فستتلقفك نقطة في طور الباحة وتنهب روحك وحقائبك! قبل أسابيع اعتقلوا شاباً عائداً من أوروبا في مطار عدن. واليوم قتلوا هذا الشاب عبد الملك السنباني العائد من أميركا". أضاف راجح: "على كلّ يمني عائد من الخارج أن يمرّ بغابة الموت هذه، حيث يمكن أن تُعتقل أو تُقتل، ليس لأنّك مطلوب سياسياً لسلطة تفرض سيطرتها وتنفّذ قرارها، بل لأنّك مجرّد عابر سبيل في مناطق تتنازعها الفوضى والانفلات وتعدّد أمراء الحرب!!".

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص