طالب رئيس الوزراء، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، الباحثين اليمنيين والعرب -على حد سواء بالاجتهاد وشحذ الهمم لإحداث نقلة نوعية في المجالين التكنولوجي والتقني، لتأكيد حضور الأمة وحجز مكانة متقدّمة في هذا المسار وفروعه المختلفة.
وأكد رئيس الوزراء، خلال مشاركته في المؤتمر الدولي الأول للتكنولوجيا الذكية وأنظمة وخدمات "إنترنت كل شيء"، الذي بدأ أعماله اليوم في جامعة العلوم والتكنولوجيا بصنعاء، ضرورة التفكير الجمعي لإنجاز شبكة رقمية على المستويين الوطني والقومي لتبادل المعلومات والبيانات، تكسر الاحتكار الأوروبي لهذه التقنية التي يستخدمها كأداة للسيطرة والابتزاز والتجسس على شعوب العالم.
ولفت إلى أن إيجاد شبكة رقمية عربية ليس بالأمر المعجزة، وإنما يحتاج إلى إرادة صادقة ودعم للباحثين العرب، وإمدادهم بالدعم المادي والمعنوي، لترجمة هذه الغاية، وهو ما أنجزته الصين عملياً.
وقال: "هناك جهات متعددة في الكرة الأرضية، اليوم، تتنافس في مختلف المجالات، ومنها السباق التكنولوجي والتقني، والجميع يسعى للتخلص من الاحتكار التقني للولايات المتحدة الأمريكية التي -نحن كعرب ومسلمين- لدينا إشكالية معها لدعمها للمشروع الصهيوني في المنطقة على حساب شعوب المنطقة وأمنها واستقرارها".
وعبّر رئيس الوزراء عن الشكر لجامعة العلوم والتكنولوجيا على تنظم المؤتمر الأول للجانب التكنولوجي، بالاشتراك مع جهات محلية وخارجية وباحثين وخبراء دوليين.
واعتبر هذا النشاط جزءاً أصيلاً ومهماً لنشاط أي مؤسسة أكاديمية، إضافة إلى الجانب البحثي .. وأضاف: "يساهم البحث العلمي في تطوير الذات الأكاديمية للأستاذ الجامعي، وكذلك في تحسين أدائه وقدراته العلمية والمنهجية، كما أنه ميزة لكل مؤسسة علمية على مستوى العالم، وليس على مستوى اليمن، خاصة البحث في التخصصات والمجالات النادرة".
وقدّر عالياً تنظيم الجامعة للمؤتمر وغيره من الفعاليات والأنشطة العلمية والثقافية التي أتحفت بها الوسط الأكاديمي طيلة الأعوام الثلاثة الماضية.. مبيناً أن الجامعة تظل بمناهجها وخططها الدراسية وبرامجها البحثية وتطويرها لجانبها الأكاديمي بفروعها الثلاثة، من عوامل نجاحها الرئيسية التي استطاعت الجامعة أن تحققها حتى اللحظة.
وعبّر الدكتور بن حبتور، في ختام كلمته، عن الأمل في نجاح المؤتمر، وحث الباحثين على التعمّق في الأبحاث التي ستتم مناقشتها، بما يساعد على كسر الحصار المفروض على اليمن من قِبل أعداء الوطن الذي ما يزال العدوان والحصار والعبث به مستمرا.
من جانبه، أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، حسين حازب، أن انعقاد المؤتمر العلمي الأول للتكنولوجيا الذكية يأتي في إطار الإنجازات التي تحققها الجامعات اليمنية الحكومية والأهلية بالتوازي مع الانتصارات في مختلف الميادين والجبهات.
واعتبر المؤتمر جزءاً من الحراك والنشاط العلمي والبحثي الذي يجري في الجامعات اليمنية منذ مطلع يناير الماضي، وفي إطار خطة الوزارة التي أعلنت عام 2021م عاماً للبحث العلمي في المجالات الطبية والهندسية والتقنية والعلوم الإدارية والإنسانية.
وأشار الوزير حازب إلى أن عقد المؤتمرات، بمشاركات محلية وعربية ودولية، يؤكد للعالم أن حكومة صنعاء هي الشرعية .. مبيناً أن المؤتمرات تأتي في إطار تنفيذ الرؤية الوطنية في محورها للتعليم ودعم وتشجيع الابتكار والبحث العلمي .
وأكد أن الوزارة بصدد تنظيم أربعة مؤتمرات علمية خلال الفترة المتبقية من العام الجاري، منها المؤتمر العلمي الثاني للتعليم الإلكتروني .. منوهاً بجهود جامعة العلوم والتكنولوجيا وطاقمها الإداري والأكاديمي في إعداد وتنظيم المؤتمر.
وفي المؤتمر، الذي حضره وزراء الاتصالات وتقنية المعلومات مسفر النمير والتعليم الفني والتدريب المهني غازي أحمد علي محسن والنقل عامر المراني والدولة الدكتور حميد المزجاجي ونائب وزير التعليم العالي الدكتور علي شرف الدين، اعتبر رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا، الدكتور عادل المتوكل، انعقاد المؤتمر باكورة تدشين الفعاليات والأنشطة العلمية وورش العمل التطويرية التي تسعى إليها الجامعة للعام 2021م -2022م للمساهمة في الارتقاء بمستوى التعليم العالي والبحث العلمي، وخدمة المجتمع في اليمن.
وأكد أن المؤتمر ينسجم مع الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة في محور التعليم، الهادفة إلى تطوير وتحديث التعليم لضمان تجويد مخرجاته المعوّل عليها النهوض بمستقبل الوطن، فضلاً عن كونه يمثل إضافة نوعية للجهود الرسمية لتطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في اليمن.
واشار رئيس الجامعة إلى أن المؤتمر سيتخلله تكريم الباحثين المتميزين بالبحث العلمي من اعضاء هيئة التدريس بالجامعة كتقليد سنوي تقيمه الجامعة لتشجيع البحث العلمي والنشر لدى الكادر الأكاديمي ..مؤكداً أن البحوث الجامعية التي تنجزها الجامعات أحد أهم مؤشرات الجودة والتميز في سلم تصنيف الجامعات محلياً وإقليمياً ودولياً .
بدوره، أوضح عميد كلية الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات في الجامعة رئيس اللجنة التنظيمية، الدكتور بلال الفهيدي، أن المؤتمر الذي يشارك فيه خبراء وباحثون من 18 دولة عربية ودولية يهدف إلى الترويج للعمل البحثي والأفكار المبتكرة للعلماء الأكاديميين والخبراء في كافة أنحاء العالم، بتغطية أحدث الأعمال البحثية في الهندسة المتقدمة والتقنيات الذكية.
ولفت إلى أن المؤتمر سيناقش في يومين أكثر من 55 بحثاً علمياً عبر باحثين محليين ودوليين، تم اختيارهم من بين 131 بحثاً مقدماً من أكثر من 121 دولة ولجان تحكيم، بقوام 151 محكماً داخلياً وخارجياً للأبحاث، بمتوسط ثلاثة محكّمين لكل عمل بحثين.
وذكر أن المؤتمر سيسلط الضوء على تطبيقات الحوسبة والاتصالات لضمان التنمية الاجتماعية باستخدام أنظمة وإنترنت الأشياء الذي يدخل فيها "المستخدمون، الباحثون، الربوتات، الآلات، والنظم البيئية، المستقبلية، في إطار ترجمة رؤية الجامعة في الريادة الإقليمية والتميز العالمي التي تسعى إليها".
وألقيت كلمتان عن المشاركين من نائب عميد كلية مجتمع صنعاء، الدكتور أحمد فرحان، وعن المنظم المشارك لمؤسسة رايتكس الماليزية، الدكتور محمد عرفات الرحمن، أشارتا إلى أهمية انعقاد المؤتمر بمشاركة محلية وعربية ودولية للإسهام في النهوض بواقع التكنولوجيا الذكية وإنترنت الأشياء في اليمن.
ويناقش المؤتمر خمسة محاور: "التقنيات الذكية، وإنترنت الأشياء، وتحليل بيانات الانترنت، والذكاء الاصطناعي، وصناعة القرارات باستخدام الاستشعار عن بُعد، ومعالجة اللغة والصوت والفيديو، وإدارة عمليات الحوسبة السحابية وعلم البيانات، وكذا الحوسبة المدمجة، والأنظمة الفيزيائية الالكترونية لإنترنت الأشياء، والتطبيقات الناشئة لإنترنت كل شيء".
حضر افتتاح المؤتمر رئيس مجلس الاعتماد الأكاديمي، الدكتور أحمد الهبوب، ورئيس الهيئة العليا للعلوم والابتكار، الدكتور منير القاضي، ووكيل وزارة التعليم العالي الدكتور غالب القانص ورئيس مجلس إدارة الجامعة، رائد الشاعر، ونائبه، جهاد شكر، ومدير مركز تقنية المعلومات، الدكتور فؤاد حسن، ورؤساء الجامعات الأهلية، وقيادات وكوادر الجامعة وباحثون وممثلو الجهات المعنية والجهات ذات العلاقة.
إلى ذلك كرّم رئيس الوزراء ووزيرا التعليم العالي والبحث العلمي والدولة المزجاجي وقيادة جامعة العلوم والتكنولوجيا الباحثين الفائزين بجائزة الجامعة للبحث العلمي في المجالات: "الطبية، والهندسية، والإدارية، والإنسانية" للعام 2019 -2020م، بجوائز مالية، ودروع تذكارية، وشهادات تقديرية، كما تم تكريم أعضاء هيئة التدريس المتميزين بالبحث العلمي والنشر.