الحرب اليمنية التي كانت من المقرر أن تنتهي في غضون أسابيع أو أشهر حسب ما صرح به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للصحافة العالمية، ولكن الوضع أصبح يتعقد يوماً بعد يوم، وعام بعد عام ولايسير لحل قريب أو انفراجة في الأزمة، بالأخص أن الأطراف المتصارعة لاتزال تتمتع بقوة وورقات ضغط ميدانية وسياسية مما تجعلها تحاول الاستمرار بالقتال على الأرض من أجل كسب مكاسب أكبر واستغلالها في المفاوضات الجارية.
وبعد ضعف كبير أبداه عبد ربه منصور هادي الرئيس اليمني السابق وتراجع مناطق نفوذ الشرعية لصالح جماعة الحوثي والانفصاليين في الجنوب وانقسام كبير في السلطة التشريعية والتنفيذية، واقتتال داخلي أدى لسقوط قتلى بدأت ضغوط دولية وإقليمية لتغيير القيادة اليمنية انتهى المطاف باستقالته من منصبه بعد سنوات من الفشل وتم تشكيل مجلس القيادة الرئاسي لاستقطاب جميع القوى الموجودة على الأرض وكسب رضا الجميع لمواجهة تهديدات ميليشيا الحوثي والتي ستحكم اليمن. ونصب السيد رشاد العليمي رئيساً لهذا المجلس بصلاحيات رئيس الجمهورية اليمني.
وبدأ العليمي توسيع علاقاته مع الدول العربية والخليجية على وجه التهديد حيث كانت أول زياراته للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت وصولاً لمصر ولقائه بالسيد السيسي وبدأ بتعريف نفسه وإظهار شخصيته للمجتمع الدولي بصفته رئيساً للمجلس القيادة الرئياسي وقد أصبح مكان عبد ربه منصور ويمتلك صلاحياته الكاملة.
وتشير الأنباء إلى أن الهدف من هذه الرحلات ليس مجرد تفاهمات والتوقيع على اتفاقيات شراكة وتعاون والتنسيق لمكافحة الإرهاب وادارة البحر الأحمر بل أيضا هناك أنباء تتحدث بأن هناك محاولات لكسب رضا وتلقي دعم لاعب كبير في المنطقة ألا وهي إسرائيل.
وتتحدث المصادر أن مصر ستكون البوابة اليمنية للدخول في التطبيع مع دولة إسرائيل وفي المقابل سيكون هناك دعم إسرائيلي سياسي (في المجتمع الدولي) وعسكري (بالقوة الجوية والعتاد المتطور) لدولة العليمي مما سيجعله يملك ورقة ضغط قوية في الميدان اليمني.
وتدور أنباء خلف الكواليس عن زيارة سرية قام بها السيد العليمي في مقر السفارة الإسرائيلية في القاهرة مع إيدان رول نائب وزير الخارجية الإسرائيلي وبحضور السفيرة الإسرائيلية أميرة أورون ونائب رئيس الاستخبارات المصري السيد ناصر فهمي.
وتشير الأنباء حول انضمام اليمن بقيادة العليمي لركب الدول المطبعة ولكن بعد انتهاء الحرب والقضاء على ميليشيا الحوثي وفي هذا السياق علق السيد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي في مقابلة صحفية قبل عام أن هناك احتمال للتطبيع والاعتراف بدولة إسرائيل، وكانت آنذاك الأنباء تتحدث عن مفاوضات بين الشرعية ووفد إسرائيلي وعن حصول تقدم كبير في المفاوضات.
وستحصل إسرائيل بموجب هذه المفاوضات على سفارة في العاصمة صنعاء وستتعامل الدولة اليمنية معها مثل باقي الدول بعد الانتهاء من الحرب من دون أي ملاحظة لما سيحدث آنذاك وسيكون على إسرائيل مساعدة الشرعية والاعتراف بها دولياً وارسال اسلحة ومعدات ودعم جوي كثيف لحكومة العليمي وقواته.
والأيام القادمة ستظهر لنا، هل نشهد غارات إسرائيلية في اليمن أم لا؟ وهل ستحل عقدة الصراع المحتدم منذ 7 سنوات ؟