رياضة الأشخاص ذوي الإعاقة في بلادنا تواجه بالكثير من العوائق والصعوبات التي تحد كثيراً من إنتشار قاعدة رياضة ذوي الإعاقة بل تكاد تكون غير ذات إهتمام وفي مقدمة تلك العوائق البنية التحتية وتوفير الملاعب والأماكن المخصصة لممارسة الألعاب الرياضية الخاصة بذوي الإعاقة التي تحتاج أماكن وإمكانيات. يعاني كل رياضي من انعدامها وأن توفرت فهي بشكل محدود أو نادر وهو ما لا حكم له ناهيكم عن قلة المشاركات على المستوى المحلي أو الخارجي وعلى الرغم من وجود كادر رياضي متميز يريد فقط الفرصة، وقبلها الإعداد والتجهيز المناسب قبل أي مشاركة من أجل رفع الجاهزية وتعلم اهم التقنيات اللازمة.
لماذا نتجاهل ؟
عندما نقول أن اليمن شاركت في دورة الألعاب البارالمبية الثانية عشر بطوكيو 2020 بعد انقطاع 29 عام عن الألعاب البارالمبية في برشلونة عام 92م دورة الألعاب البارالمبية الخامسة، فهذا يعني إهمال واضح وغير مبرر من الجهات المعنية والمختصة بالرياضة ومع ذلك تواجدت بعثة اليمن البارا لمبي وكان تواجدها حديث الجميع وقدم اللاعبين مستوى جيد مقارنة مع الإمكانيات الممنوحة لهم .
وعندما نقول أن اليمن شاركت في دورة الألعاب الباراآسيوية الرابعة في هانغتشو 2023م بالصين لأول مرة منذ إنطلاق الدورة في العام 2010م فهو أمر غير منطقي أومقبول ومع ذلك تواجدت اليمن في الدورة الرابعة رغم كل المعاناة التي واجهت كل من مثلوا اليمن الى درجة ان البعثة شاركت دون بدل سفر أو بدل مظهر أو مصاريف جيب على الرغم من طرق كل الأبواب وبذل كل الأسباب لكن الجميع إعتذر ونأى عن تقديم ما يمكن تقديمه، مع كل التقدير لمن بادر بالاهتمام ولكن لم يسعفه الوقت في تقديم ما يمكن تقديمه.
ومع ذلك توجهت البعثة الى هانغتشو إيماناً منهم أن ذلك واجب وطني ومهمة تقع على عاتقهم ورصيدهم هو حب اليمن وتذاكر السفر وبدل الإقامة الممنوحة لهم من اللجنة البارالمبية الآسيوية كدعم استثنائي قدم لهؤلاء الأبطال نظير وضعهم .
ميدالية تاريخية لليمن بطعم الذهب!
في هذه الدورة البارا آسيوية الرابعة والأولى لبعثة المنتخب كان أقصى ما يطمح له الجميع أن يصل كل لاعب إلى معرفة الأرقام القياسية والمهارات والقدرات التي وصل اليها لاعبي القارة الصفراء أكبر قارات الأرض وفيها من عملاقة هذه الألعاب الرياضية الخاصة بذوي الإعاقة الكثير ممن حققوا أرقام قياسية لهم ولبلادنهم أيضاً .
لكن مع كل ذلك أثبتت العزيمة اليمنية تواجدها وبكل قوة وجدارة في هذه المنافسات وخاصة في لعبة الجودو حيث أستطاع لاعب اليمن "شجاع نشوان" من تحقيق الميدالية البرونزية من أعناق أبطال آسيا ليقول لهم أنا هنا ، اليمن هنا وعلى الرغم من تواضع الإعداد التي خاضها "نشوان" وبإشراف بطل اليمن للجودو ومن تطوع في تدريب اللاعب "شجاع" الكابتن "علي خصروف" الذي تفاءل بمستوى "نشوان" وقدراته قبل المنافسة رغم حسب قول "خصروف" أن اللاعب "نشوان" كان بحاجه لخوض معسكر إعدادي قبل هذه الدورة بوقت كافي ومع ذلك يقول "خصروف" كنت على تواصل باللاعب "شجاع" منذ وقت مبكر وكل مااتمناه هو إجتياز الدور الأول لتحقيق إنجاز لليمن في هذه الدورة . وهو ما تحقق بالفعل .
وتألمت كثيراً وأنا اقراء منشور على صفحة الكابتن "علي خصروف" يقول فيه (للعلم أنه لم يتم دعم البعثة بريال واحد، حتى ان المعسكر التدريبي كان على حسابنا انا واللاعب، شكرا لشجاع والله المستعان على كل من خذل البعثة الي مثلت اليمن) .
بل أنه من المؤسف أن يشارك اللاعب ببدله رياضية تم إستعارتها من قبل اللجنة المنظمة للبطولة وليس فيها علم واسم اليمن ، وعند التقاط الصور غير اللاعب بدلته حتى يظهر فيها علم اليمن كونها قديمة غير مطابقة للمواصفات فاكتفى بالتصوير يها أثناء التكريم لان فيها علم اليمن .
الأمل مستمر ...
تقول "أمل هزاع" القائم بإعمال اللجنة البارالمبية ورئيس البعثة المشاركة سنظل نسعى بكل ما لدينا من جهد من أجل تكاتف كل الجهود لدعم رياضة الأشخاص ذوي الإعاقة لأنه لا يمكن أن نرتقي بهذا المجال مالم تتكاتف كل الجهود.
وتضيف "هزاع" رياضية ذوي الإعاقة تحتاج إلى تكييف تلك الألعاب لمواءمة نوع الإعاقة وما يستلزم ذلك من قوانين ومدربين تناسب كل إعاقة و الطموحات كبيرة ولن تتحقق إلا من خلال التوجه الصادق من الجميع وتوفير الإمكانيات والبني التحتية والوسائل المعينة والاجهزة الرياضية التي تحتاج إليها رياضة الأشخاص من ذوي الإعاقة.
وأشارت "هزاع" إلي أنه لدينا الكثير من الأمور التي يجب أن نحضر لها جيداً كوننا قادمون على تظاهره عالمية لم يتبقى لها من الوقت الكثير على الرغم من محاولتنا المستمرة في إيجاد إعداد وتجهيز مبكر للاعبين وهو مهم إضافة إلى أهمية هذه المشاركات الأخيرة والتي أكتسب لاعبينا فيها الكثير من المعرفة والقواعد إلا أننا في اللجنة البارالمبية نوجه الدعوة لكل رجال الاعمال والجهات الخاصة الوقوف إلى جانبنا وتقديم الدعم الذي يمكنا من الظهور المشرف واللائق وعلى إستعداد ان نعمل كشركاء دائمين لمن يرغب بذلك، وأنا على ثقة أن الأولمبياد العالمي القادم في باريس2024 سيكون فيه الكثير من المفاجئات التي تسعد الجميع بإذن الله .
سنظل نبحث عن الانجاز.
يقول الكابتن "ليبان الجماعي" مدرب العاب القوى في اللجنة البارالمبية حقيقة لا يمكن أن نغفلها وهي عندما نمثل اليمن في المحافل الرياضية تكون أعناقنا تعانق عنان السماء لا لشيء إنما لإيماننا بأن لدينا القدرة الكبيرة على المنافسة والتحدي والمثابرة ، وهي أمور ربما يفتقد لها من نقابلهم في مضمار المنافسة وخاصة أصحاب الإمكانيات ممن تم توفير كافة أنواع الدعم اللامحدود لهم إبتدأ من التغذية وانتهاء بالأعداد والتجهيز .
ويضيف لذا فأن معاناة اللاعب ومدربه كبيرة جداً فعملنا هو بشكل طوعي وعلى حسابنا الخاص، ومع ذلك نصر على المشاركة لأنه لدينا ما يمكن ان نحققه لأن اليمن تستحق منا الكثير .
الأعداد المبكر .. الأساس للمنافسة .
يقول الكابتن "علي خصروف" مدرب الجودو للاعب "شجاع نشوان" الإنجاز متاح في الإستحقاقات القادمة وذلك من خلال توفير الإمكانيات حتى ولو بالحد المتوسط ويتمثل في وجود معسكر تدريبي قوي وتوفير كافة الإحتياجات والأدوات اللازمة حتى نصل باللاعب الى (الفورمات ) المناسب للمشاركة والمنافسة القوية ورفع علم اليمن عالياً.
وفي الأخير.. وليس أخيراً.
نتمنى على كل مسئولي ورجال أعمال وجهات خاصة ومهتمين أن يسخروا ولو الجزء اليسير من وقتهم وإعطاء الاهتمام والرعاية لرياضة ذوي الإعاقة والمهم أن نشعر ولو بقليل من الواجب، وأن يستشعروا المسؤولية الملقاة على عاتقهم وأن يعملوا من أجل الرقى برياضة الأشخاص ذوي الإعاقة ليس من أجلهم ولكن من أجل اليمن .