عماد الصالحي
تمر قوات الاحتلال الصهيوني بمرحلة عصيبة..فإلى جانب فشلها في تحقيق نصر عسكر بغزة يحفظ لجيشها ماء وجهه، فشلت أيضا في تأمين سفنها التي تمر من البحر الأحمر، ما دفعها إلى تغيير مسارها عبر طرق أكثر صعوبة وكلفة.
وعلى ما يبدو، فإن إسرائيل وبسبب قلة الحيلة، وحالة الانقسام الداخلي والتهديدات الأمنية الداخليه التي باتت تحيط بها..قررت القيام بمغامرة غير محسوبة،"كالغريق الذي يتعلق بقشايه"كما يقول المثل..حيث قامت بعقد اتفاقات عبر دويلة الامارات لتفعيل دور مرتزقتها في الجنوب والساحل الغربي مع مرتزقة المجلس الانتقالي وطارق عفاش.للتصعيد في باب المندب ومحاوله حمايه سفن العدو التجاريه من ضربات المقاومه..وهذه أضغاث احلام تمنًي نفسها بها فاذا كان اولئك الذين سارعت للاعتماد عليهم اليوم عجزوا من حماية انفسهم ومن مطاردات الجيش واللجان الشعبيه وبدأوا منصورين في بضع كيلوات في المخا.فكيف بامكان هؤلاء الواهمون ان يحموا اسرائيل وكيانها الغاصب من ضربات طويلة المدى للجيش اليمني ومحور المقاومه.
ونعتقد ان مثل هذا الهرطقات ليست سوى للاستهلاك الاعلامي وضمن غرفه عمليات اعلن عنها خبراء وعسكريون مقرها اسرائيل مهمتها الرئيسيه محاولة تغطيه فشل اسرائيل عسكريا واستخباراتيا.
المساعي الجدية والجديدة من الإمارات والولايات المتحدة لتسليح الفصائل المدعومة من أبو ظبي في اليمن لمواجهة عمليات صنعاء واثناءها عن قرار مواجهه الكيان الغاصب الى جانب اخوانهم في فلسطين ..
فقرار الدعم والمناصرة للشعب الفلسطيني لم يكن نتاج تأثر بموقف أو استعراض للعضلات، بقدر ما عكس أن التوجه نابع عن إيمان صادق وقناعة راسخة لدى القياده السياسيه اليمنيه بأن مواجهة العد الصهيوني أمر لا مفر منه.
وجاء تثبيت المعادلة في وقت شهد الكثير من الحراك الترهيبي الذي قادته أمريكا لتعيىة مناخ الإبادة الذي يمارسه الكيان في غزة والضفة، ما دلل – حسب الكثير من المراقبين والتحليلات الدولية – على أنه ليس من الوارد أن تتراجع صنعاء عن القرار، خصوصاً مع ما يعيشه الشعب الفلسطيني
وهنا نستطيع القول إن الجيش اليمني فتح أبواب جهنم على إسرائيل وكسر وحطم كل تلك القيود والقوانين التي تحمي إسرائيل وتفتك بهذه الأمة سواء في فلسطين أو في غيرها من الدول العربية والإسلامية،انطلاقا من توجيهات حكيمة ومواقف نابعة من إطالة اسلاميه وإيمانية لقائد الثوره السيد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي على إن استهداف الجيش اليمني للسفن الصهيونية وقصفها بالصواريخ والطائرات المسيّرة يعد موقفاً جهادياً إيمانيا نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم والمعتدى عليه من قبل إسرائيل وهو الموقف الحق الذي يمثل الإسلام ويجسد الآيات القرآنية إلى مواقف عملية على أرض الواقع فهو موقف الحق بكله في مواجهة الباطل بكله.
وإذا كانت أمريكا أعلنت أمام العالم مساندتها لإسرائيل على لسان وزير دفاعها في كل المجالات وهم في الموقف الباطل الذي لا شرعية له على الإطلاق فإن اليمن يرى أنه من الواجب الشرعي عليه أن ينصر شعب فلسطين بكل ما يستطيع وقد فعل وهو مستمر في ذلك حتى وقف العدوان على غزة بل حتى تحرير فلسطين.
طارق المشبوه..
يتزامن ذلك مع تحركات مشبوهة ل"طارق عفاش" باتجاه احياء احلام باقتحام الحديدة والسيطرة عليها..ومحاوله بسط نفوذه لخدمه أسياده واجنده الكيان وحلفائه..وهو ذلك العميل السابق الذي لم تكن مواقفه هذه المفاجئة..وما اجتماع طارق بأفراد من الموساد الاسرائيلي في جيبوتي بعد اتفاقات امريكيه اماراتيه بالتعاون.وفتح جسر بري بين الامارات واسرائيل وذلك تمهيدا او استدراك لأي عمليه اغلاق للملاحه على اعقاب ضربات صنعاء.
وهو ما كشفت عنه صحيفة روسية والتي أوضحت أن البنتاغون قد يجهز المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات طارق صالح بالأسلحة، للمساعدة في كبح تحركات أنصار الله في مضيق باب المندب.ومنع سيطرتهم عليه..
كما أشارت إلى أن احتمالية التسليح الإماراتي للانتقالي الجنوبي يمكن أن ولايفرق ان كان هذا التسليح قد ينسف بجهود السلام ويقوض التوصل لاتفاق شامل في اليمن.
يأتي هذا بينما كان المجلس الانتقالي الجنوبي قد أعلن في وقت سابق استعداده للتعاون في حماية المصالح الغربية في باب المندب، حال تقديم الدعم المناسب له وتأهيل القوات التابعة له.
كل ذلك محاولات دائما ماتلجأ اليها الولايات المتحده في الوقت الضائع عبر الدفع بمرتزقة محليين وعملاء كما هو حاصل اليوم لمحاولة انقاذ الكيان الصهيوني من مستنقع الحرب والخسائر التي تكبدها نتيجه شنه الحرب على غزه ونشر سفن للسيطرة على البحر الاحمر وتهديده ممر التجاره العالمي.لكنه بالمقابل نال نصيبه من العنجهيه والغطرسه عبر ضربات القوات المسلحه اليمنية..فأمريكا تواصل انتهازيتها وتبحث عن كبش فداء عبر تحريك بيديها لعملائها السابقون على نحو يبيض مواقفها الداعمة للعنصرية.
غير أن تشكيلات المرتزقة التي أغرقت الإمارات والسعودية في مشاكلها طوال تسع سنوات من الحرب على اليمن، لن تنقذ إسرائيل ـ على ما يبدو ـ من الغرق في البحر الأحمر وباب المندب.