بدعوة من الرابطة الثقافية في طرابلس عقد لقاء حواري تحت عنوان "طوفان الأقصى الأبعاد والتحديات" مع عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين الشيخ علي ابو شاهين في قاعة المؤتمرات في الرابطة الثقافية طرابلس، بحضور معالي وزير الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى ممثلا بالإعلامي روني الفا، ممثل الوزير سليمان فرنجية الاستاذ رفلي دياب، اللواء أشرف ريفي ممثلا بالأستاذ ماجد عيد, ممثل النائب ايهاب مطر الحاج يحيى حداد، النائب طه ناجي ممثلا بالدكتور محمد ناجي، رئيس الرابطة الثقافية الصحافي رامز الفري، ممثل التيار الوطني الحر الاستاذ سامر الرز، ممثل الحزب السوري القومي الاجتماعي الاستاذ احمد الحسن، ممثل حزب العمل الاشتراكي السيد احمد الشهال، ممثل الجماعة الإسلامية في طرابلس الاستاذ احمد البقار، مسؤول المؤتمر الشعبي اللبناني المحامي عبد الناصر المصري، رئيسة الحزب ١٠٤٥٢ الأستاذة رولا مراد، أمين عام حركة التوحيد الاسلامي الشيخ بلال شعبان، مسؤول حركة المرابطون في الشمال الاستاذ عبد الله الشمالي، مسؤول التنظيم القومي الناصري الاستاذ درويش مراد، ممثل التيار الإسلامي المقاوم السيد بسام مراد ، رئيس الاتحاد العمالي العام النقيب شادي السيد، ممثل اتحاد أرباب العمل النقيب موفق السباعي، نقيب الفنانين في الشمال الاستاذ عبد الرحمن الشامي، رئيس لجنة الأسير يحيى سكاف الاستاذ جمال سكاف، ممثل نقابة محرري الصحافة اللبنانية الصحافي احمد درويش، ممثل حركة التلاقي والتواصل الاستاذ محمد الاسعد، الدكتور محمد علم الدين، السفير أحمد كردلي، الأستاذة راوية كردلي، ممثل جمعية الوفاق الثقافية الاستاذ وهبة الدهيبي، د فراس أمانة الله ، ممثل نقابة الممثلين الفنان خالد الحجة ، وممثلي الفصائل الفلسطينية، ومشايخ وفعاليات من مدينة طرابلس ومخيمات الشمال.
وافتتح اللقاء الحواري بكلمة ترحيبية بالحضور قدم لها الاعلامي عماد العيسى والذي تحدث عن أهمية معركة طوفان الأقصى والتي تعتبر محطة فاصلة في تاريخ الصراع المتواصل مع المحتل الصهيوني على أرض فلسطين وأنها تأتي في سياق معركة التحرير ضمن معادلة مراكمة القوة.
وفي كلمته توجه عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشيخ علي أبو شاهين، بالتحية لأهل طرابلس الفيحاء والمقاومة التي احتضنت الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية منذ أكثر من 70 عاماً، وقدمت ولاتزال المزيد من الشهداء على طريق مقارعة العدو وعلى طريق التحرير ونصرة القضية الفلسطينية.
كما تناول أبرز التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، مستعرضاً أهم الإنجازات التي تحققت ولاتزال من خلال معركة طوفان الأقصى والتي أظهرت قدرات المقاومة في ضرب المنظومة الأمنية والعسكرية للاحتلال، وأن التخطيط لتلك المعركة كان على درجة عالية من الدقة والسرية. كما أكد أن ثبات المقاومة في الميدان وتحقيقها المزيد من الإنجازات والتصدي للعدو على محاور القتال واستمرارها في إطلاق الصواريخ نحو المستوطنات والبلدات المحتلة، ومواصلة استهداف تحشيدات العدو بقذائف الهاون والقذائف المضادة للدروع والأفراد وإيقاع خسائر كبيرة في صفوف جنوده وآلياته، بل وصولاً حتى لتمكن مجاهدي سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين من إسقاط طائرة مسيرة ومتطورة للاحتلال، وفي ظل عجز العدو عن تحقيق أي إنجازات أو ضرب بنية المقاومة وبيئتها الشعبية الحاضنة، يؤكد فشل العدو بعد شهرين من العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني لاسيما في غزة في تحقيق أي هدف سوى الإيغال مزيداً في الدم الفلسطيني عبر المجازر والقتل اليومي الذي تمارسه آلة القتل الصهيونية.
وقال الشيخ علي أبو شاهين إن غزة اليوم تدافع عن غزة وكرامة الأمة في وجه العدوان الصهيوني وبغطاء ودعم أمريكي وغربي، ورغم حجم الألم والمجازر المتواصلة فنحن واثقون من النصر بإذن الله وبسواعد المجاهدين الثابتين في الميدان وبصمود شعبنا الذي يسطر اليوم أروع الملاحم والبطولات.
كما أكد أبو شاهين أن معركة طوفان الأقصى وما يجري اليوم، ليس حدثاً عابراً، بل هو محطة هامة ومفصلية في سياق معركة التحرير، واستكمال لما حققته المقاومة من إنجازات مهمة وعلى كل المستويات العسكرية والميدانية والأمنية، وتوجيه ضربة قوية لهذا العدو وتسجيل نصر واضح لا لبس فيه، ولا سيما بعدما كشفت فشل هذا العدو وأفقدته قدرة الردع وكشفت عجزه.
وقال بأن الإدارة الأمريكية والغرب وبعدما شعروا بأن قاعدتهم الاستعمارية المتقدمة المتمثلة بالكيان الصهيوني أضحت في خطر جيشوا حاملات الطائرات والبوارج الحربية لحماية هذا الكيان الذي ثبت عجزه أمام المقاومة رغم قلة الإمكانات.
وقال بأن هناك محددات أساسية يجب الإشارة ومنها المواقف الغربية التي اندهش منها البعض ومن حجم هذا التأييد لكيان الاحتلال، وهذا محدد أساسي في تقييم ما يجري الآن ومستقبل المنطقة، وهذا ما كنا نقوله نحن في حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين كمنطلق فكري، ولكن الآن نراه فعلاً واقعاً في السياسة وفي الميدان، وأن هذه العلاقة العضوية تؤكد دور كيان الاحتلال في المنطقة الذي تم صناعته بقرار غربي، منذ وعد بلفور وما قبله والتحضير له وما بعده، وأن هذا الكيان لم تأت كوليد للصدفة بل للتخلص من عبء المسألة اليهودية في الغرب وترسيخ هذا الكيان كما أكدنا كقاعدة متقدمة لحماية المصالح الغربية وضمان شرذمة وتشتيت دول منطقتنا العربية وعدم وجدتها والسيطرة على مقدراتها.
وأوضح أبو شاهين أن ما حصل في معركة طوفان الأقصى أعاد كشف حقائق الأمور كما هي وأن الغرب يستميت للدفاع عن اسرائيل التى صنعها وزرعها في قلب الوطن العربي والإسلامي، لحماية مصالحه فيما ثبت عجز الكيان عن حماية نفسه عن بسالة المقاومة الفلسطينية. د وهنا كانت الصدمة بالنسبة للغرب.
كما أشار إلى أن التمادي الإسرائيلي، والانتهاكات للمسجد الأقصى، والاعتقالات على مدار الوقت، وقتل الأطفال، والاعتداء على النساء وحصار غزة، وتجاهل العالم للشعب الفلسطيني وحقوقه وقضيته العادلة، أوجب على شعبنا أن يقلب الطاولة ويؤكد للجميع أن الحقوق الفلسطينية لا يمكن أن تسقط بالتقدم وبمرور الوقت مهما كان حجم المؤامرة والتأييد الغربي للعدو الصهيوني ومهما بلغ حجم التطبيع والتخاذل والتراجع من قبل بعض الأنظمة العربية الرسمية.
وأكد أن معركة طوفان الأقصى جاءت من أجل تغيير هذا الواقع ولجعل القضية الفلسطينية من جديد أولوية لكل العالم، وأنه كان لابد من توجيه عملية أكثر من نوعية تكون فوق المعتاد، وبالتالي عندما حصلت هذه المعركة، التحقنا بها نحن في سرايا القدس منذ اللحظات الأولى على الرغم من أننا خرجنا من معركتين حاول الاحتلال الاسرائيلي أن يستفرد بنا بهما ولكنه عجز عن تحقيق أي من أهدافه، وشاركت سرايا القدس في هذه المعركة مع كتائب عز الدين القسام، التي خططت لهذه العملية النوعية، وضمن هذا العمل المتقن وهذا الانجاز التاريخي الذي قدموه للشعب الفلسطيني،
وتابع: في معركة وحدة الساحات ومعركة ثأر الأحرار قال العدو مشكلتي مع الجهاد الاسلامي وأريد تصفيتها، واليوم يقول أريد تصفية حركة حماس وتصفية حركات المقاومة، ونحن نقول العدو بأنك فشلت بالأمس أمام فصيل واحد وهو الجهاد الإسلامي الذي واجهك مجاهدوه بكل شجاعة واقتدار، فكيف بهذا العدو اليوم أن يكسر شوكة المقاومة الموحدة في الميدان؟! وهذه الأهداف المعلنة للعدو دليل إفلاس وتخبط في ظل الفشل الأمني والميداني والعسكري المتواصل منذ معركة طوفان الأقصى. وأضاف بأن الشعب الفلسطيني اليوم لايزال صامداً ومستعداً أن يضحي من أجل كرامته وعزته وإيمانه بعدالة قضيته رغم كل عمليات القتل والتجويع والحصار، وأنه يفشل اليوم كل مؤامرات التهجير، وأمام صمود شعبنا وثبات المقاومة اضطر الاسرائيلي ان يرجع خطوة الى الوراء، وما شهدناه من تبادل للأسرى ومن هدن إنسانية بعد كل التهديد والوعيد الإسرائيلي يؤكد على ذلك، وأن كل ما حصل في هذا السياق تم بشروط المقاومة.
وأكد أبو شاهين على أهمية مواصلة التحركات الشعبية المناصرة لغزة ورفضاً للمجازر الصهيونية المتواصلة بحق شعبنا لاسيما في غزة والضفة، كنا أوضح أن التحركات الشعبية في عواصم عربية وغربية شكلت عامل ضغط مهم أجبر بعض حكومات تلك الدول على تبديل مواقفها أو أقله جعلها أقل حدة في تأييدها للمحتل الصهيوني، داعياً إلى مواصلة تلك التحركات بكل قوة وزخم.
كما أكد على أهمية ما يجري ضمن ساحات مقارعة المحتل لاسيما في لبنان وعواصم غربية أخرى وهو ما شكل وبشكل عامل دعم للمقاومة ولأهلنا في غزة بوجه العدوان المتواصل.
وفي الختام أكد أبو شاهين بأنه لا خوف على المقاومة في غزة والضفة وأن الجميع شاهد سرعة رد المقاومة وسرعة حضورها في الميدان عند انتهاء الهدنة وعندما تنصل الاسرائيلي من دفع الثمن وعاد واستأنف العدوان، وبتقديرنا بأن ذلك يحصل ضمن احتمال محاولة الضغط من خلال المفاوضات على الوسطاء الذين لا يزالون يبذلون الجهود وذلك ضمن حالة الوهم التي يعيشها كيان الاحتلال وبأنه قادر على إخضاع المقاومة لشروطه، ويريد أن يحسن شروط التفاوض، وهتا نؤكد بأن شعبنا الفلسطيني لا يزال صامداً ومقاومته ثابتة والشروط بالنسبة لنا واضحة ولن نتراجع في مواضيع مطالبنا، ولاسيما بالنسبة لجنود الاحتلال وأن الكل مقابل كل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وأن وقف إطلاق النار ووقف العدوان هو أولوية قبل الحديث عن أي صفقة تبادل للأسرى.
وقال بأن العدو إذا كان يخطط من جديد للعودة إلى الوراء إلى نقطة الصفر، ليطرح مشروعه وهو القضاء على المقاومة وفرض التهجير على شعبنا فنؤكد لهذا العدو وجميع داعميه بأن هذا الأمر لن يحصل وأن خيارنا الوحيد فيه هو الصمود والقتال والصبر ولا يوجد خيار آخر.
هذا وفي ختام اللقاء الحواري
كانت هنالك مداخلات وكلمات من الحضور حول معركة طوفان الاقصى. كما توجه الشيخ علي أبو شاهين بالشكر للرابطة الثقافية على الدعوة لهذا اللقاء.