بقلم المستشار/ مسعد صالح الأقطع
باحث ومحلل سياسي
تأتي الأهمية الاستراتيجية والجيوبوليتكيتة
(المضايق والجزر ) للبحر الأحمر المسمى سابقا البحر اليماني ، لما يتميز به من موقع إستراتيجي هام حيث يعتبر من أهم الطرق البحرية الإستراتيجية في العالم كونه يربط بين الشرق والغرب ، ويمثل أقرب الطرق المختصرة للملاحة البحرية والتجارة الدولية، كما يعتبر مركز تحكم عالمي استراتيجي لعبور المشتقات النفطية الي كل بلدان العالم ، وكذلك يربط بين العديد من البحار والمحيطات ، وما يميز البحر الأحمر وجود مضايق تتحكم في إدارته منها في شمالة قناة السويس في جمهورية مصر العربية وفي جنوبه مضيق باب المندب التابع للسيادة اليمنية، ومن حق اليمن حماية المياه الإقليمية اليمنية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وإستلام الرسوم القانونية من السفن التجارية التي تمر من الجانب اليمني في المضيق كون الضفة الأخرى في الجانب الجيبوتي لا يوجد فيها عمق لمرور السفن منها ، وللأهمية الاستراتيجية السابقة تم في أواخر السبعينات تأسيس اتفاقية رابطة الدول المطلة على البحر الأحمر ، وكانت في أيام الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي عام 1976م، وكان الهدف منها تشكيل تعاون مشترك لتلك الدول المطلة لتحقيق اهداف سيادية وامنية واقتصادية لتلك الدول وبما يحقق الحماية الإقليمية للبحر الأحمر والتي تقع حمايته على عاتق الدول المطلة على البحر الأحمر وفقا للاتفاقية المشتركة، والتي نصت على تعزيز التعاون المشترك وإيجاد آلية مشتركة ومواقف موحدة من قبل الدول المطلة على البحر الأحمر للمساهمة في أمن وإستقرار الملاحة الدولية في البحر الأحمر ،ومنع الاطماع الاستعمارية والتدخلات الأجنبية ومنها العسكرية أي كان نوعها التي تلغي حق السيادة للدول المطلة على البحر الاحمر ،ونتيجة لتلك الاطماع الاستعمارية لقوى الاستكبار العالمي لمحاولة النفوذ في البحر الأحمر منذ عقود والتي كانت وفقا لخطط صهيونية مسبقه هدفها تمزيق شمل دول رابطة البحر الاحمر ، وانتهاك السيادة الإقليمية للدول المطلة على البحر الأحمر وخلط الأوراق من قبل اللوبي الصهيوني وأدواته في المنطقة العربية والقرن الافريقي، بما يحقق مصالح الصهيونية العالمية لغرض حماية أمن الكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين ورسم استراتيجية مستقبلية لإقامة دولة يهودية في القرن الافريقي برئاسة يهود الفلاشة على أساس وضع شوكة في حلق القارة السمراء للاستحواذ على ثرواتها ، وما حدث من عدوان أمريكي وبريطاني صهيوني مؤخرا على اليمن في شهر يناير 2024م ، كان نتيجة وقوف اليمن قيادة وشعبا الي جانب المقاومة الفلسطينية بقيادة سماحة السيد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ، والقيادة السياسة ممثلة بأبن اليمن البار الرئيس مهدي المشاط القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية ، وذلك اسنادا للمقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الصهيوني على قطاع غزة الذي ارتكب أبشع المجازر بحق المدنيين والإنسانية جمعاء ، وردا على العدوان الأمريكي والبريطاني الصهيوني فقد أعلنت القيادة اليمنية بأن كل المصالح الامريكية والبريطانية والصهيونية في المنطقة أصبحت هدفا مشروعا للقوات المسلحة اليمنية أينما كانت في البحر الأحمر و خليج عدن او البحر العربي المسمى سابقا البحر اليماني ولأول مرة يشهد الشعب اليمني قيادة تحافظ على السيادة اليمنية للمياه الإقليمية اليمنية من خلال سعى قيادة صنعاء لإحياء إتفاقية رابطة الدول المطلة على البحر الأحمر للحفاظ على الحقوق السيادية ومواجهة الاطماع الصهيونية وقوى الاستكبار العالمية، حفظ الله اليمن وأهله وقيادته المؤمنة.