كشفت جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتجويع والحصار الخانق والمميت في حق أهالي قطاع غزة في فلسطين المحتلة خلال الخمسة الأشهر الماضية حجم الفضيحة الأخلاقية والإنسانية التي كشفت الستار عن مخططات الصهيونية العالمية وبدعم ومشاركة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإلى جانبهم بعض دول الغرب.
كون اللوبي الصهيوني يعتبر عصابة مختلطة أيدلوجية دينية صهيونية يهودية ومسيحية ذات مال ونفوذ ، وليعلم العالم أجمع أن من يدير دول الغرب هي مافيا اللوبي الصهيوني ، حيث تقوم بإدارة مفاصل صناع القرار للقيام بالهيمنة والنفوذ وفرض ثقافة العنف بالقوة العسكرية المفرطة على دول وشعوب العالم الضعيف والاستحواذ على أراضيهم وثرواتهم ، بناء على مخططات برتوكولات حكماء صهيون، ومن تلك الأهداف الصهيونية توفير الحماية والدعم للكيان الصهيوني الغاصب الأرض فلسطين المحتلة .
وما نشاهده يومياً من جرائم حرب وإبادة جماعية وحصار وتجويع وتنكيل بحق الشعب الفلسطيني وبالخصوص على أهالي قطاع غزة من قبل الكيان الصهيوني دليل على فرض ثقافة العنف بالقوة العسكرية المفرطة، ونتيجة للمواجهة البطولية والصمود من أهالي قطاع غزة وفصائل المقاومة الفلسطينية الباسلة وبإسناد محور المقاومة في المنطقة العربية ، والتي قامت بواجبها القوات المسلحة اليمنية بإستهداف السفن والبوارج الأمريكية والبريطانية والصهيونية في البحر الأحمر المسمى سابقاً البحر اليماني ومضيق باب المندب وخليج عدن والبحر العربي، وكان الموقف اليمني سبباً لفشل الهدف الأول للصهيونية العالمية في فرض ثقافة العنف ، بعدها لجأ اللوبي الصهيوني لإستخدام الهدف الثاني وهو نشر ثقافة الخوف عن طريق وسائل الإعلام المختلفة بما فيها التجويع والتنكيل والحصار لأهالي قطاع غزة ، وإستخدام أدواتهم من قادة الدول والشخصيات المؤثرة لإيصال رسالة للطرف العربي الفلسطيني ومحور المقاومة لنشر ثقافة الخوف بينهم .
ونظراً لصمود المقاومة الفلسطينية المؤمنة وثبات الشعب الفلسطيني على أرضه وثبات موقف محور المقاومة في المنطقة في الاسناد والمدد يمثل هذا الصمود رداً عملياً في وجهة الصهيونية العالمية، عندها يلجأ اللوبي الصهيوني لإستخدم الهدف الثالث والأخير وهو يمثل إنحداراً من الأعلى إلى الأسفل للبحث مخرج من المأزق الذي وقع فيه عن طريق أسلوب الوساطات والتفاوض عبر الدول التي لها علاقة مباشرة مع الطرفين لإيجاد الحول المناسبة التي تكفل وقف الحرب وحل الدولتين وفقا لحدود ١٩٦٧م .
وهذا يعتبر انتصاراً للشعب الفلسطيني ومقاومته الفلسطينية الباسلة ولمحور المقاومة في المنطقة ، ومنها الموقف التاريخي اليمني المشرف والذي بسببه تعرضت اليمن للعدوان الصهيوني الأمريكي البريطاني ، ومع ذلك سيظل موقف الشعب اليمني والقيادة الثورية والسياسية ثابتاً في نصرة القضية الفلسطينية ، ولذلك تدرك الصهيونية العالمية من خلال فتاوى كنائسهم بأنهم ليسوا مسلطين على المؤمنين ، وإنما هم مسلطين على من تخلى عن مبادئه الإسلامية أو نافق في دينه، حفظ الله اليمن وأهلة وقيادته المؤمنة.
* باحث ومحلل سياسي