كشفت معركة طوفان الأقصى مع الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة الفضيحة الأخلاقية للصهيونية العالمية والامبريالية الامريكية ومخاطرها على شعوب العالم وقضاياه العادلة ومنها القضية الفلسطينية التي تمثل القضية الأولى عالميا للدول العربية والإسلامية وشعوب العالم الحر والتي سعت أمريكا وحلفائها عبر اللوبي الصهيوني وتصريحات نتنياهو من منصة الأمم المتحدة بعدم وجود دولة وأرض إسمها فلسطين فكانت معركة طوفان الأقصى بمثابة أحياء للقضية الفلسطينية بعد 80 عاما من المفاوضات العبثية.
ولذلك كانت معية الله وقدرته مع مظلومية أهالي قطاع غزة بإيمانهم بالله ثم بقضتهم الفلسطينية العادلة وثباتهم على أرضهم رغم ما حصل فيها من تجريف وتقتيل وتنكيل وتدمير ممنهج جعل شعوب العالم الحر تقف مع مظلوميتهم وقضيتهم العادلة في مواجهة الصلف الصهيوني.
وما تشهده الولايات المتحدة الامريكية من خروج المظاهرات والاعتصامات في الجامعات والمعاهد الامريكية في اكثر من 68 جامعه أمريكية كانت بمثابة ورقة ضغط قوية على القيادة الامريكية الصهيونية لوقف جرائم الحرب والابادة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، الامر الذي جعل اللوبي الصهيوني يستخدم البلاطجه المؤيدين للكيان الصهيوني وبحماية الشرطة الامريكية للاعتداء والاعتقال لبعض المعتصمين من الطلبة الفئة المثقفة في حرم الجامعات الامريكية المؤيدين لوقف جرائم الحرب والابادة في قطاع غزة كونهم يمثلون الجيل الجديد الصاعد المدافع عن القيم والأخلاق العالمية وحقوق الانسان ، والتي ظلت الولايات المتحدة الامريكية تدعي كاذبة أنها حامية للقيم وحقوق الانسان والديمقراطية في العالم ولكنها تعرت وكشف الله سترها في عقر دارها بالاعتداء على طلبة الجامعات الامريكية المطالبين بإيقاف الحرب على قطاع غزة .
وكذلك بسبب مشاركتها في جرائم الحرب والابادة على الشعب الفلسطيني ، واعتراض أمريكا بحق الفيتو في مجلس الامن على قرار الاعتراف بدولة فلسطين مستقلة كاملة السيادة والتي حصلت على إجماع دولي على حل الدولتين على حدود 67م .
وقد مثل إعتصام الطلبة في الجامعات الامريكية والجامعات في دول الغرب صحوة ضمير عالمية لموجهة فكر العقلية الصهيونية أمام شعوب العالم ،حيث يدعو الجيل الجديد الصاعد قيادات الدول المتصهينة الي خلع ثوب الصهيونية المقيتة وعودتهم الي الصواب والرشد و لبس ردائهم الحقيقي من خلال معتقداتهم الدينية السماوية كلا بحسب معتقده التي تحرم الاجرام والقتل وتدعوا الي التعايش والسلام في العالم ،وعدم الاستحواذ على أرض وثروات الغير من العالم الضعيف .
كما يمثل الموقف المشرف لمحور المقاومة في المنطقة دورا محوريا والذي وضع معادلة تاريخية لمواجهة الصلف الصهيوني وكشف ضعف وهشاشة الالة العسكرية الصهيونية وانهيارها أمام المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وربط المصير بالمصير للقضية الفلسطينية العادلة حتى يتم إيقاف الحرب والعدوان والحصار على قطاع غزة وإعادة الاعمار للمدن التي دمرها الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين، وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة و قد كانت هذه أهم شروط القيادة اليمنية الثورية والسياسية لإنهاء التوتر نهائيا في البحر الأحمر ومضيق باب المندب التابع للسيادة اليمنية وذلك من خلال وقف الحرب على قطاع غزة وسحب البوارج الحربية الامريكية والبريطانية وحلفائها من مياه البحر الأحمر وأيضا وقف العدوان الأمريكي والبريطاني على السيادة اليمنية عندها سينتهى التوتر تلقائيا ، على أن تكون حماية مياه البحر الأحمر المسمى سابقا البحر اليماني على عاتق الدول المطلة كل دوله بحسب حدودها البحرية المعترف بها وبذلك يمثل موقف القيادة اليمنية الثورية والسياسية الثابت أنموذجا مشرفا للامة العربية والإسلامية وشعوب العالم الحر لوقوفه الي مساندة القضية الفلسطينية ومظلومية أهالي قطاع غزة ، حفظ الله اليمن وأهله وقيادته المؤمنة.
* باحث ومحلل سياسي