في صباح 30 أكتوبر 1961، شهد العالم أقوى انفجار في التاريخ عندما فجّر الاتحاد السوفيتي قنبلة هيدروجينية أطلق عليها "قنبلة القيصر"، بلغت قوتها بين 50 و58 ميغاطن، ما يعادل نحو 3000 مرة قوة القنبلة التي دمرت هيروشيما.
القنبلة، التي أُلقيت من طائرة "توبوليف 95"، انفجرت على ارتفاع 3700 متر فوق موقع التجارب في أرخبيل "نوفيا زيمليا"، محدثة سحابة ارتفاعها 67 كيلومتراً.
أثر الانفجار كان هائلاً، حيث شوهد الوميض على بعد ألف كيلومتر، وتسببت موجة الصدمة التي دارت حول الأرض ثلاث مرات بتدمير المنشآت الخشبية لمئات الكيلومترات. وفيما تعطل الاتصال اللاسلكي بالقطب الشمالي لمدة ساعة تقريباً، استمر الوميض النووي لما يقرب من 70 ثانية، وظلت السحابة النووية مرئية على مسافات شاسعة.
ورغم مزاح الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف حول عدم زيادة قوة القنبلة إلى 100 ميغاطن، فقد كشف عن مخاوف بيئية حالت دون ذلك، وفتحت التجربة الباب لتأكيد إمكانية صنع قنابل بقوة تصل إلى 200 ميغاطن.
جاءت هذه التجربة بعد أن بدأ الاتحاد السوفيتي تطوير الأسلحة النووية الحرارية منذ أواخر الأربعينيات، وأجرى أول تجربة له في 1953.
في أغسطس 1963، وقّع الاتحاد السوفيتي مع الولايات المتحدة وبريطانيا معاهدة تحظر التجارب النووية في الفضاء والمياه وسطح الأرض.
ومنذ ذلك الحين، نفذ الاتحاد السوفيتي تجربة نووية واحدة تحت الأرض في 1990، وأعلنت روسيا التزامها بالوقف الطوعي لهذه التجارب