شهدت رحلات الفضاء الأولى تجارب مثيرة وغريبة باستخدام الحيوانات كجزء من الأبحاث العلمية لدراسة تأثير انعدام الجاذبية، حيث لعبت بعض الحيوانات دور رواد فضاء مجهولين. في تجربة فرنسية مبكرة، كان من المفترض أن يصعد قط يُدعى "فيليكس" إلى الفضاء، لكنه هرب قبل لحظات من الإطلاق، ولم يعثر عليه لاحقاً. فاختار الفريق العلمي قطّة أخرى تدعى "فيليسيت" كبديلة له، والتي انطلقت على متن الصاروخ "فيرونيك آجي 47" من صحراء الجزائر يوم 18 أكتوبر 1963، وقضت 5 دقائق في حالة انعدام الوزن قبل أن تهبط بسلام بعد 13 دقيقة من إطلاقها.
وكانت "فيليسيت" واحدة من العديد من الحيوانات التي أُرسلت إلى الفضاء، حيث انضم الفرنسيون إلى كل من السوفييت والأمريكيين في تجارب مشابهة، إذ استخدموا الكلاب، القطط، القرود، وحتى الجرذان لاختبار تأثيرات الفضاء.
ومن أبرز قصص هذه التجارب الكلبة "لايكا"، أول كائن حي أرسلته روسيا إلى مدار الأرض عام 1957 على متن المركبة "سبوتنيك 2". ورغم التخطيط لبقائها أسبوعاً في الفضاء، توفيت "لايكا" بعد بضع دقائق من إطلاقها بسبب الإجهاد وارتفاع الحرارة.
ورغم التحديات التقنية، وُضعت لاحقاً تماثيل ونُصب تذكارية لها في موسكو لتخليد ذكراها.
وكان اختيار الحيوانات للرحلات الفضائية يتطلب أن تكون صغيرة الحجم وسهلة التدريب على تحمل الاهتزازات الشديدة والدوران المتكرر أثناء الصعود.
فقد أرسل الاتحاد السوفيتي الكلاب إلى الفضاء، بينما فضلت الولايات المتحدة إرسال القرود، التي شاركت في حوالي 30 رحلة فضائية بين عامي 1948 و1985.
ومع أن هذه التجارب أسهمت في تمهيد الطريق للبشرية نحو الفضاء، إلا أنها كانت محفوفة بالخطر، حيث واجهت الحيوانات معدلات وفاة عالية، خاصة في الأربعينات والخمسينات، إذ فقدت الولايات المتحدة أكثر من نصف الحيوانات التي أرسلتها في تلك الحقبة أثناء الانطلاق أو بعده بوقت قصير.