أطلقت جوجل مؤخرًا نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد "PaliGemma 2"، الذي يتمتع بقدرة متقدمة على تحليل الصور وفهم محتواها بشكل أعمق. يمكن للنموذج التعرف على الأشخاص والأشياء داخل الصور، فضلاً عن توليد أوصاف دقيقة تشمل الأفعال والمشاعر التي قد يعبر عنها الأشخاص في الصورة.
وقالت جوجل في منشور عبر مدونتها: "نموذج PaliGemma 2 لا يقتصر على التعرف على الأجسام فحسب، بل يقدم أيضًا تعليقات تفصيلية تتعلق بالعواطف والسياق العام للصورة، مما يجعلنا نقترب من تطوير نماذج ذكاء اصطناعي قادرة على فهم العالم المرئي كما يفعل البشر".
تفتح هذه التقنية آفاقًا واسعة للتطبيقات المتنوعة في مجالات مثل التجارة الإلكترونية والرعاية الصحية والتعليم، لكن في الوقت نفسه تثير تساؤلات حول دقة هذه التكنولوجيا وتأثيراتها في المجتمع، خاصة فيما يتعلق باستخدامها في مجالات حساسة مثل التوظيف.
كيف يعمل نموذج PaliGemma 2؟
يعتمد PaliGemma 2 على نماذج "Gemma 2" المفتوحة المصدر ويتميز بقدرة على معالجة المعلومات المرئية وتحليلها، مما يجعله أداة قوية للمطورين والباحثين.
أبرز مميزات النموذج الجديد:
أداء قابل للتطوير: يتوفر النموذج بثلاثة أحجام مختلفة، ما يتيح تحسين الأداء حسب نوع المهمة. التعليق التوضيحي التفصيلي: يقدم أوصافًا دقيقة تشمل الأفعال والمشاعر والسياق العام للمشهد. تطبيقات متنوعة: يتيح معالجة مهام معقدة مثل التعرف على الصيغ الكيميائية وقراءة النوتات الموسيقية وحل المسائل الرياضية، بالإضافة إلى توليد تقارير طبية من صور الأشعة.
مع أن هذه القدرات المتقدمة مثيرة، إلا أن جوجل لم تسمح بعد باستخدام ميزة اكتشاف المشاعر بشكل مباشر، ما يستدعي تعديلات دقيقة للنموذج، ما يثير قلق بعض الخبراء حول إمكانية توفير هذه التقنية بشكل مفتوح.
شكوك حول دقة قراءة المشاعر
بينما يقدم الذكاء الاصطناعي إمكانيات كبيرة في العديد من المجالات، تبقى فكرة قراءة المشاعر البشرية بدقة مثار جدل. حيث يرى الخبراء أن المشاعر أكثر تعقيدًا من أن تتمكن الآلات من فهمها بشكل كامل، وهو ما يشير إلى أن هذه التقنية ما زالت في مراحلها الأولية وتواجه تحديات كبيرة.
وقالت ساندرا واتشر، أستاذة أخلاقيات البيانات والذكاء الاصطناعي في معهد أكسفورد للإنترنت: "المشاعر البشرية معقدة ولا يمكن اختزالها في بيانات يمكن للآلة تحليلها. محاولة الآلات لقراءة مشاعرنا قد تكون أشبه بمحاولة التنبؤ بالمستقبل من خلال كرة بلورية".
تستمر الأبحاث في هذا المجال، وسط تساؤلات كبيرة حول فعالية هذه الأنظمة وقدرتها على تحقيق نتائج دقيقة وموثوقة.