دواء للكلاب والقطط قد يكون علاجًا للسرطان- هل فعال؟

دواء للكلاب والقطط قد يكون علاجًا للسرطان- هل فعال؟

ي عالم البحث عن علاجات فعالة للسرطان، يظهر دواء غير متوقع على الساحة يطلق عليه اسم "فينبيندازول"، وهو  شائع الاستخدام في علاج الكلاب والقطط.
وسلطت الدراسات الحديثة الضوء على إمكانية استخدامه لعلاج الأورام البشرية، لكن الجدل الطبي حول فعاليته ومخاطره لا يزال قائمًا، فهل يمكن أن يكون هذا الدواء البسيط حلاً فعّالًا لتحديات السرطان المعقدة؟
هل الشيح يقضي على الخلايا السرطانية؟
افحص وسادتك فور الاستيقاظ- علامة صباحية للسرطان تظهر عليها
السرطان- الأسباب والأعراض والعلاج
اختبار تحليل البول.. ثورة في الكشف المبكر عن السرطان
هل السكر يسبب السرطان؟
ما هو فينبيندازول؟
فينبيندازول، المعروف تجاريًا بأسماء مثل Panacur وSafe-Guard، هو دواء مضاد للطفيليات يُستخدم لعلاج الحيوانات من الديدان الأسطوانية والشريطية والطفيليات مثل الجيارديا، ويعمل الدواء عن طريق تعطيل انقسام الخلايا في الطفيليات، مما يوقف نموها ويقضي عليها.
وأشارت الدراسات الحديثة إلى أن الآلية نفسها قد تكون فعّالة في وقف نمو الخلايا السرطانية لدى البشر، وفي دراسة أجريت عام 2020، تبين أن الدواء أبطأ نمو سرطان الرئة في فئران التجارب، بينما أظهرت دراسات أخرى تقلص الأورام في حالات بشرية محددة، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
اقرأ أيضًا: لقاح روسي جديد لعلاج السرطان.. ثورة علمية أم آمال وهمية؟
حالات واعدة لعلاج السرطان الجديد
تم استعراض حالات مثيرة للاهتمام من المرضى الذين استفادوا من الدواء:
- رجل عمره 83 عامًا مصاب بسرطان الغدد الليمفاوية في مرحلته الرابعة، شهد تحسنًا ملحوظًا بعد تناوله فينبيندازول يوميًا.
- رجل آخر عمره 63 عامًا مصاب بسرطان الخلايا الكلوية، لاحظ انكماش الأورام في الكلى والبنكرياس بعد استخدام الدواء مع علاجات أخرى.
وأشاد جو تيبينز، وهو مريض سرطان رئة أمريكي، بفينبيندازول واعتبره سببًا رئيسيًا في تعافيه، إلا أنه كان يتلقى أيضًا علاجًا مناعيًّا في الوقت ذاته، مما يضع علامة استفهام حول ما إذا كان الدواء وحده هو السبب.
الجدل حول الأمان والفعالية لدواء فينبيندازول
رغم الأمل الذي تقدمه هذه الحالات، لا يزال هناك قلق كبير بشأن استخدام فينبيندازول دون إشراف طبي،فلم يخضع الدواء لتجارب سريرية واسعة النطاق على البشر، وهو المعيار الذهبي لتحديد سلامة وفعالية أي علاج.
في كوريا الجنوبية، تسبب الاستخدام المفرط للدواء في نخر معوي لدى بعض المرضى، وهو حالة خطيرة قد تؤدي إلى وفاة جزء من الأمعاء.
وفي أكتوبر 2024، توفي رجل بريطاني يبلغ من العمر 45 عامًا بسبب فشل الكبد بعد تناوله الدواء.
الدكتور جيسون ويليامز، الذي يعمل على علاجات تجريبية للسرطان، أكد أن فينبيندازول قد يكون سلاحًا ذا حدين، وفي بعض الحالات، قد يعزز نمو السرطان إذا لم يتم استخدامه بشكل صحيح.
فينبيندازول لعلاج السرطان في مقابل العلاجات التقليدية
يتميز فينبيندازول بتكلفته المنخفضة التي لا تتجاوز 9 دولارات أسبوعيًا، مقارنة بالعلاجات الكيميائية التي تصل تكلفتها إلى عشرات الآلاف، كما أن آثاره الجانبية، مثل اضطرابات المعدة والانتفاخ، أقل حدة مقارنة بالعلاج الكيميائي الذي يسبب تساقط الشعر والتعب والقيء.
رغم هذه المزايا المحتملة، تظل العلاجات التقليدية مثل العلاج الكيميائي والعلاج المناعي أكثر موثوقية؛ لأنها مدعومة بأدلة علمية وتجارب سريرية.
مخاوف بشأن فينبيندازول لعلاج السرطان
الجمعيات الطبية وخبراء الصحة حذروا بشدة من استخدام فينبيندازول كعلاج بديل للسرطان، قالت كارولين جيراغتي، ممرضة متخصصة في أبحاث السرطان:
"لا يوجد دليل كافٍ على أن فينبيندازول يمكن أن يعالج السرطان، الادعاءات غير المدعومة عبر الإنترنت مضللة وقد تسبب ضررًا للمرضى".
وزارة سلامة الغذاء والدواء في كوريا الجنوبية أصدرت تحذيرًا بشأن استخدام الدواء، مؤكدة أن الجرعات العالية منه قد تؤدي إلى تلف في الدم والأعصاب والكبد.
العقبات أمام اعتماد فينبيندازول كعلاج بشري
ولتحويل فينبيندازول إلى علاج معتمد للسرطان، يجب أن يخضع لثلاث تجارب سريرية كبرى على الأقل، وهو أمر مكلف ويستغرق وقتًا، وحتى الآن، اقتصرت الدراسات على تجارب معملية ودراسات حالة فردية، مما يجعل الأدلة غير كافية لاعتماده كعلاج رسمي.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص