خبيرة عالمية تتحدث عن كيف سيتحول الشرق اليمني الى وادي السيليكون

قالت الخبيرة العالمية في التنمية والاعلام سوسن بن شيخ أن اليمن يمتلك قوة بشرية رائدة تستطيع القيام بمشاريع عملاقة في مختلف المجالات.

وكتبت بن شيخ مقال حول دعم التنمية في مختلف المناطق اليمنية بما فيها المناطق الشرقية.

السلام نيوز ينشر نص هذا المقال في السطور التالية

ماذا لو كانت واحة الابتكار القادمة ليست في كاليفورنيا... بل في شرق اليمن؟

دعوة لإعادة تخيّل مستقبل اليمن — لا من بوابة الإغاثة، بل من بوابة الريادة الاجتماعية.

مقالتي ليست عن الحرب، بل عن الإبداع المحلي، الشباب الطموح، والنساء الرائدات اللواتي يصنعن التغيير بأبسط الإمكانيات وأكبر الأحلام، وإرادة تصنع المعجزات...

🚀 اكتشف رؤية إنشاء أول "مركز للإلهام والابتكار الاجتماعي" في المكلا — حاضنة تُطلق شرارة التغيير، وتدعم الحلول من داخل المجتمع.

📖 اقرأ المقال وشاركه — لعلّه يغيّر نظرتك عن اليمن… أو يشعل فيك شرارة حلم جديد.

المقال موجود في الأسفل وفي التعليق الأول

==

لديَّ حلم — وليس من قاعة اجتماعات أو مقرٍّ لإحدى المؤسسات الغربية الكبرى يبدأ هذا الحلم، بل من الزوايا المنسية من هذا العالم؛ من تلك الأماكن التي قلَّما يلتفت إليها أحد

وهذا الحلم يبدأ في اليمن. وكل شي يبدا بحلم.

لكن ليس اليمن الذي ترويه العناوين — ذلك المختزل في الحرب، والمجاعة، والانهيار. بل اليمن الذي عرفته، وسرت في شوارعه، وعملت فيه لأكثر من عقد. اليمن الذي يؤمن به قلبي...هو اليمن المليء بالإصرار، والإبداع، والكرامة.

لستُ يمنية، لكنني تشرفت بالعمل في هذا البلد العظيم. وصدقًا، لم أشعر يومًا بهذا القدر من التفاؤل كما أشعر منذ أن بدأتُ العمل في اليمن.

لقد قُدتُ عشرات المشاريع في اليمن، وتعلمت درسًا واحدًا ظل يتكرر دومًا:

التغيير لا يأتي من القمة، بل ينبت من الجذور.

ولهذا أنا هنا... لا لأقدّم "مساعدة"، ولا لأستدرّ الشفقة، بل لأدعم الريادة الاجتماعية.

لأن الوقت قد حان لنتوقف عن النظر إلى اليمن كـ"مشكلة"، ونبدأ في رؤيته كـ"شريك" في بناء المستقبل.

🔵 أعظم ثروة في اليمن: شعبه — شبابه ونساؤه

من خلال عملي في هذه المنطقة، هناك حقيقة واحدة لا تتغير:

ثروة الحقيقية لا تكمن في النفط، ولا في الأرض، ولا في الساحل... بل في الإنسان.

وخاصةً في الشباب والنساء.

في اليمن أكثر من 70٪ من السكان تحت سن الثلاثين. وبرغم الفقر، والحرب، والخذلان السياسي، لا يزال هؤلاء الشباب يقاومون.

هم ليسوا "جيلًا ضائعًا"، بل هم الجيل المُصمِّم الذي يرفض الاستسلام.

رأيت ذلك بعيني — في ورش مأرب، وجلسات المكلا، ومجموعات الشباب في المهرة.

جيلٌ يفيض بالأفكار، بالشغف والحماس، وبرؤية جريئة لمستقبل أفضل.

هم لا يريدون أن يُنقَذوا، بل أن يُمنَحوا: المساحة، الأدوات، والثقة لبناء شيءٍ خاصٍّ بهم. لا يريدون الإغاثة. بل الفرصة لا يريدون الهروب. بل يريدون البناء.

يريدون أن يحلوا المشكلات — لا أن ينتظروا أحدًا ليحلها عنهم

أما النساء... فلهن الحكاية الأعظم.

في أحلك الظروف، كنّ عماد العائلة والمجتمع. كنّ الراعيات والمنظمات والمعلمات والمزارعات وحاميات الكرامة.

واليوم، لم يَعُدن مجرد معيلات — بل أصبحن صانعات تغيير بارزات.

إنهن يُطلقن المشاريع الصغيرة ، ويقدن التعاونيات الزراعية، ويدرّبن نساء أخريات، ويدافعن عن تعليم الفتيات، ويدخلن مجالات كانت في السابق محظورة عليهن — ويعدن تشكيلها، في كثير من الأحيان، في ظل ظروف صعبة للغاية..

لقد كان لي الشرف العظيم أن أوجّه عشرات المشاريع التي تقودها نساء. وإن كان هناك شيء واحد تعلمته، فهو الآتي:

تمكين المرأة اليمنية ليس رفاهية. وليس عملاً خيرياً. إنه واحد من أذكى الاستثمارات التي يمكن أن نقوم بها من أجل مستقبل البلاد.

لأنه عندما تتمكن المرأة، لا يتوقف التأثير عندها. بل يصل إلى أطفالها، وجيرانها، ومجتمعها — والتأثير المتسلسل هذا لا يمكن قياسه بالأرقام وحدها. هذه هي القوة الكامنة غير المروية لليمن. لقد حان الوقت للبناء بالاعتماد عليها.

ما لا يعرفه كثيرون: ليس كل اليمن في حرب

عندما تُذكر "اليمن"، تتبادر إلى الأذهان صورة نمطية: قصف، جوع، وانهيار.

لكن هذه ليست القصة الكاملة — وحان الوقت أن نرويها بشكل موسّع.

وبصفتي شخصًا عمل على الأرض لسنوات، يمكنني أن أقول: ليس كل اليمن في حرب.

نعم، دمر الصراع أجزاء كبيرة من البلاد. لكن هناك مناطق — غالبًا ما يتم تجاهلها — ما زالت مستقرة نسبيًا، فاعلة، ومليئة بالحياة. في هذه المناطق، تعمل المؤسسات، وتُعبَّد الطرقات، ويصل الإنترنت عالي السرعة إلى المدن.

في حضرموت، على سبيل المثال، تُعدّ المدن الساحلية مثل المكلا نابضة بالحياة، بمؤسسات فاعلة، وأسواق مزدحمة، وموانئ نشطة. أما في المهرة، على الحدود مع سلطنة عُمان، فالمجتمع المدني نشِط، والجامعات تعمل، والناس يتطلعون إلى مستقبل أفضل.

وفي سيئون وتريم، نجد مركزين تاريخيين يزدهران بالعلم، والثقافة، والتجارة.

هذه ليست مناطق "كوارث" كما يُصوّرها البعض، بل هي مناطق جاهزة للتنمية والاستثمار.

🔵 شرق اليمن — حضرموت والمهرة: بوابة عظيمة للنهضة

عندما نتحدث عن مستقبل اليمن، نادرًا ما يُذكر الشرق.

لكن ربما... هذا بالضبط ما يجعله المكان المثالي للانطلاق.

حضرموت والمهرة — أكبر المحافظات مساحة، وأكثرها استقرارًا.

ترتبطان بحدود طويلة مع سلطنة عُمان، وتطلان على بحر العرب، وتمتلكان منفذًا مباشرًا إلى الأسواق الخليجية.

المهرة بالفعل جزء من منطقة التجارة الحرة العُمانية، وهذا يُسهّل تصدير منتجات يمنية عالية الجودة، مثل: العسل، الأسماك، الأعشاب، والمشغولات اليدوية.

كل هذا الإنتاج المحلي موجود — جاهز، وينتظر فقط البنية التمكينية التي تحوّله إلى اقتصاد نابض بالحياة.

على سبيل المثال، المكلا، عاصمة حضرموت، تملك مطارًا دوليًا، ميناء نشطًا، كهرباء مستقرة، وشبكة طرق جيدة —

وهي بنية تحتية نادرة في بلد يواجه تحديات متراكمة.

لكن القيمة الحقيقية ليست في الموقع... بل في الإنسان.

حضرموت والمهرة غنيتان بشباب متعطّشين للتعلّم، وبتعاونيات فاعلة، ومجتمع مدني نشط، وجامعات واعدة.

الناس هنا تجّار بطبعهم، مبدعون، ويملكون ثقافة إنتاج. كل ما ينقصهم هو المنصة المناسبة. 🔧

وما هو أهم من ذلك: لا تزال الروابط الاجتماعية متماسكة. الناس يساعدون بعضهم، والكرم جزء من الهوية. وهذا هو الحاضن الحقيقي لأي نهضة.

🔵 لماذا الريادة الاجتماعية هي الحل؟

بعد أكثر من عشر سنوات من الأزمات، لم تعد اليمن بحاجة إلى "مساعدات مؤقتة"، بل إلى تفكير جديد — تفكير يحفظ الكرامة، ويحترم الأفكار المحلية، ويمنح الناس الأدوات لبناء مستقبلهم بأيديهم. لفترة طويلة، ظلّت المساعدات الدولية هي الإطار الوحيد الذي يرى الناس من خلاله الأمل في هذا البلد. لكن نموذج المساعدات، رغم ضرورته في لحظات الكوارث، لم يُصمَّم لبناء قدرة محلية طويلة الأمد. غالبًا ما يخلق التبعية بدلًا من الاعتماد على الذات. يقول للناس: انتظروا المساعدة — بدلًا من أن يثق بقدرتهم على أن يكونوا هم أنفسهم المساعدة.

اليمنيون سئموا الانتظار. لا يريدون صدقات — بل فرصًا. يريدون أن يحلّوا المشكلات التي يعيشونها، ولديهم بالفعل أفكار. ما يفتقرون إليه ليس الرؤية، بل الدعم، والوصول، والبنية التحتية — المنظومة التي تساعد الأفكار على النمو. وهنا يأتي دور ريادة الأعمال الاجتماعية

الريادة الاجتماعية ليست رفاهية، بل ضرورة.

هي تعني: تحويل التحديات اليومية إلى فرص — للابتكار، للدخل، وللتغيير المستدام.

في بلد:

• لا تتوفر فيه وظائف كافية

• تغيب فيه مؤسسات الدولة

• ولا يصل إليه الدعم الدولي كما ينبغي

ورغم كل ذلك، ما زال الناس يريدون أن يبدعوا، يخدموا، ويكبروا. ريادة الأعمال الاجتماعية تمنح الناس سببًا للبقاء، للاستثمار في مجتمعاتهم، وللإيمان بقدرتهم على إحداث التغيير. إنها تبني الكرامة، لا التبعية. وتُبقي المواهب — خصوصًا من فئة الشباب — منخرطة في مجتمعاتها بدلًا من أن تُجبر على الهجرة أو الاستسلام.

لهذا، تُعد الريادة الاجتماعية جسرًا للعبور من مرحلة "النجاة" إلى مرحلة "التنمية".

وهذا ليس مجرد تنظير... بل واقع رأيته بعيني:

نساء أطلقن مشاريع من مطابخهن.

شباب بنَوا حلولًا رقمية لبلداتهم.

روّاد درّبوا غيرهم بلا أي تمويل — فقط بالإيمان والإرادة.

🔵 كيف نُحقق هذا؟ نشاء مركز الإلهام والريادة الاجتماعية — المكلا

💡 وادي السيليكون ليس مكانًا، بل فكرة.

فكرة تقول: "نعم، ممكن. فلنبتكر ونبني."

الشرق اليمني يستطيع أن يكون وادي السيليكون... لكن بروح الريادة الاجتماعية.

ليس وادي المليارديرات، بل وادي الناس — وادي الهدف، والمجتمع، والبناء من الداخل.

ولهذا، أطلق اليوم حلمًا كبيرًا:

"مركز الإلهام والريادة الاجتماعية" في المكلا

مساحة للعمل المشترك، التدريب، الإرشاد، ودعم المشاريع الاجتماعية.

📍 مركز مفتوح للشباب من كل أنحاء اليمن، شمالًا وجنوبًا.

📍 مساحة للنساء، للنازحين، للمبدعين.

📍 نقطة انطلاق لأفكار في مجالات: التعليم، الزراعة، الصحة، البيئة، والرقمنة.

💼 مكان آمن، متصل، ومجهز — لمن لا يملكون حتى مكتبًا أو إنترنت لمتابعة أحلامهم.

📶 والمكلا جاهزة: مطار، ميناء، إنترنت، قرب من سلطنة عُمان، وبيئة ترحب بالتعاون. و التقيتُ برائدات و رواد بإمكاناتهن المحدودة يحاولن صناعة المعجزات.

🟢 لقد قابلتُ الفتيات اللواتي يحلمن بإنشاء نوادي برمجة في سيئون.

🟢 والفلاحين في المهرة الذين يبحثون عن حلول بيئية.

🟢 النازحون في تعز الذين يبنون مهارات جديدة ويُدرّبون غيرهم.

🟢 ونساءً حوّلن المنتجات اليدوية إلى مشاريع صغيرة.

إنه يحدث... فعليًا.

ما نحتاجه الآن هو: الهيكل. الدعم. والإيمان.

لا نريد برنامج إغاثة جديد — بل منصة انطلاق.

منصة لتنمية المواهب، ودعم الابتكار، وصناعة المستقبل.

🔵 دعوتي لكم: لنبنِ هذا معًا

هذه دعوة مفتوحة — إلى الداعمين، الشركاء، الحالمين:

لنجعل من اليمن منارة لما هو ممكن.

لنجعل من شرق اليمن مكانًا لا يثير شفقة العالم، بل يُلهمه ويتعلّم منه

ولنبدأ الآن.

انضموا إليّ لتحويل هذا الحلم إلى واقع.

 

 

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص