الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تكليف محقق خاص بالبحث في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها "يؤذي البلاد بشدة".
وأضاف ترامب في تصريحات لشبكتي سي إن إن وسي إن بي سي أن "القرار يضر بالولايات المتحدة بشدة، ويجعلها تبدو منقسمة على نفسها و مضطربة وغير موحدة".
وكان ترامب قد وصف القرار على حسابه على موقع تويتر بأنه "أكبر حملة اضطهاد لشخصية سياسية في تاريخ الولايات المتحدة".
وأضاف ترامب "رغم كل التصرفات غير القانونية التي مارستها هيلاري كلينتون في حملتها الانتخابية، والتي انتهجتها إدارة أوباما لم يُكلَف أبدا أي محقق خاص بتحري الأمر".
وجاءت تصريحات ترامب بعد ساعات من قرار وزارة العدل الأمريكية تعيين المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) روبرت مولر محققا خاصا للنظر في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية ) التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ( أو أي علاقة محتملة بين حملة دونالد ترامب وموسكو.
وشغل مولر منصب مدير اف بي آي بين عامي 2001 و2013 في عهد الرئيس السابق باراك أوباما ومن قبله جورج بوش الابن.
وقال مساعد وزير العدل رود روزنشتاين إن: "الصالح العام اقتضى الاستعانة بشخص من الخارج للنظر في سير التحقيق" و"نظرا للظروف الحالية الاستثنائية، وُضع هذا التحقيق تحت سلطة شخص يتمتع بدرجة ما من الاستقلالية".
وشكل القرار مفاجأة كبرى للبيت الأبيض إذ لم يُحط ترامب علما باختيار محقق خاص لتولى التحقيق في الملف إلا بعدما وقعه مساعد وزير العدل روزنشتاين.
وحظي هذا الاختيار بترحيب من السياسيين في الحزب الديمقراطي وكذلك في الحزب الجمهوري، الذي ينتمي له ترامب.
وتعالت الأصوات المطالبة بتعيين مدع خاص للتحقيق في مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية بعد إقالة ترامب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي الأسبوع الماضي.
أربع نظريات تفسر إقالة ترامب لرئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي
قبول المهمة
وأعلن مولر، 72 عاما، الذي سيحظى بسلطات واسعة لإجراء التحقيقات، عن قبوله أداء المهمة، قائلا:"قبلت هذه المهمة وسأكرس جميع إمكانياتي لتنفيذها على أكمل وجه".
ومن المتوقع أن يعلن مولر استقالته في وقت لاحق من شركة محاماة خاصة يعمل بها، لتجنب تضارب المصالح.
يذكر أن مكتب التحقيقات الفيدرالي والكونغرس ينظران في مزاعم بشأن اتصالات أجرتها حملة ترامب الانتخابية مع روسيا.
وترى هيئات استخبارات أمريكية أن موسكو حاولت التدخل في سير الانتخابات الرئاسية لصالح الجمهوريين، وعملت على مساعدة ترامب.
ردود الفعل
وفور الإعلان عن اختيار مولر، قال زعيم المعارضة الديمقراطية في الكونغرس تشاك شومر إن مولر "هو الشخص الأنسب لتولي هذه المهمة"، فيما أكد رئيس لجنة الرقابة في مجلس النواب، جيسون تشافيتز، إن مولر يمتلك "مؤهلات لا خلاف عليها".
وجاء هذا التحرك في وقت يواجه فيه البيت الأبيض أزمة كبيرة في أعقاب إقالة جيمس كومي، ومزاعم حول طلب ترامب إنهاء تحقيق في الاتصالات بين مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين وروسيا.
واضطر فلين للاستقالة من منصبه في فبراير / شباط الماضي بعد أنه أعطى معلومات خاطئة لنائب الرئيس عن اتصال له مع سفير روسيا قبل تولى ترامب الرئاسة رسميا.
تحليل أنتوني زيركر مراسل بي بي سي في واشنطن
يؤكد مساعد وزير العدل رود روزنشتاين، بإصداره قرار تعيين محقق خاص، أن الظروف المحيطة بالموضوع ليست فقط غير طبيعية بل هي غير مسبوقة أيضا، إذ لم يشهد تاريخ الولايات المتحدة إدارة تواجه هذا الكم من التحديات الداخلية في هذه المرحلة المبكرة من ولايتها، ولم تكن هناك اتهامات بهذه الخطورة بخصوص ضلوع جهة خارجية في التلاعب بنتائج الانتخابات الأمريكية.
وعلاوة على ذلك، لم يكن هناك رئيس في تاريخ الولايات المتحدة مثل دونالد ترامب.
الآن وبالتزامن مع دخول ملف الاتهامات بتلاعب روسيا بالانتخابات الأمريكية مرحلة أخرى يقود مولر دفة التحقيق وهو الذي يُشهد له بالنزاهة والصيت الحسن في واشنطن منذ كان يعمل مع جيمس كومي مدير إف بي أي الذي أقاله ترامب.
ويعي مولر جيدا كيفية التعامل مع حملات الضغط التي تجري في دهاليز السياسة الأمريكية، كما أنه على اطلاع بكيفية قيادة المركب في مواجهة الأمواج العاتية.
ويمكن أن تخرج لجان التحقيق المستقلة بأي نتائج غير متوقعة، ومع وجود مولر على رأس اللجنة فإن فرص ذلك تزداد بشكل كبير.