ورأى مراقبون في اتساع دائرة الوساطة لإنهاء الأزمة دليل بارز على ضعف حجج المقاطعة وعدم اقتناع الدول ذات الوزن السياسي الكبير بها، فيما اعتبرها آخرون بأنها "مخرج دبلوماسي اتخذته بعض الدول للحيلولة من حرج الاصطفاف مع هذا الطرف او ذاك".
وكان لافتا ومثيرا للسخرية في بعض الأحيان على مواقع التواصل الاجتماعي، تمركز غالبية دول المقاطعة ضمن مربعات الدول التي تعتبر بالعرف الدبلوماسي دولا ذات حضور سياسي ضعيف وغير مؤثر للغاية في مشهد الساحة السياسية والإقليمية والدولية.
الكويت
وكانت على رأس الدول التي تبنت دور الوسيط دولة الكويت التي أجرى أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح جولة شملت السعودية والإمارات المقاطعتين لقطر، ثم توجه إلى الدوحة لتقريب وجهات النظر.
وفي وقت لم تسفر الزيارة عن أي نتائج ملموسة حتى اللحظة لإنهاء الأزمة، أعلن وزير خارجية الكويت، صباح خالد الصباح، أن بلاده لن تتخلى عن مساع رأب الصدع وإيجاد حل جذري للخلاف الخليجي.
وقال إن الكويت تؤكد "استعداد الأشقاء في قطر لتفهم حقيقة هواجس ومشاغل أشقائهم والتجاوب مع المساعي السلمية تعزيزا للأمن والاستقرار"، مبينا أن بلاده ترغب في حل الخلاف "في نطاق البيت الخليجي الواحد".
تركيا
ومنذ بداية الأزمة عرضت تركيا أن تكون وسيطا بين أطرافها، حيث عرض الرئيس رجب طيب أردوغان على الزعماء الخليجيين استعداده للمساهمة في إيجاد حل للتوتر الحاصل .
جاء ذلك بعد أن أجرى أردوغان اتصالات، مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، فضلا عن الرئيس الروسي فلادمير بوتين.
ودعا الرئيس التركي، إلى إنهاء الحصار المفروض على قطر، مؤكدا في الوقت ذاته "أن المنطقة لا تحتمل المزيد من التوترات، وعلى الأطراف حل الأزمة قبل انتهاء شهر رمضان".
أمريكا
وعلى الرغم من التباينات الواضحة في الموقف الأمريكي، إلا أن رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب ابلغ أمير قطر استعداد واشنطن للمشاركة في مساع حل الأزمة.
كما دعا وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، الدول المقاطعة لتخفيف الحصار عن قطر، وقال إن "الحصار يؤثر على المعركة التي تقودها بلاده ضد تنظيم الدولة، وأن واشنطن تتوقع أن تتخذ دول الخليج خطوات فورية لتهدئة الوضع فيما بينها".
فرنسا
من جانبه أجرى الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون اتصالين خلال 24 ساعة، مع أمير قطر، أعلن خلالهما استعداد بلاده للتوسط لحل الأزمة الخليجية، مستعرضا المساع الدولية لحل الأزمة.
وأكد ماكرون أهمية حل الأزمة من خلال الحوار بين أطرافها من أجل الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، مشددا على أن بلاده تؤيد كل المبادرات الداعية إلى تهدئة التوتر بين مختلف الأطراف .
باكستان
ولم تقف باكستان هي الأخرى على خط الحياد، حيث أعرب رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، عن استعداه للوساطة من أجل حل الأزمة الدبلوماسية الراهنة بين قطر ومقاطعيها الخليجيين.
وقال شريف، في تصريح صحفي، إنه سيبذل جهودا لإنهاء التوتر بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي، كخطوة أولى لجهوده في هذا الإطار، معبرا عن انزعاجه حيال التوتر في المنطقة، مؤكدا أن إسلام آباد ستفعل ما في وسعها لحل الأزمة بالطرق الدبلوماسية.
ويخطط شريف لإجراء زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، نهاية حزيران/يونيو الحالي، لتحقيق التفاهم بين أطراف الخلاف، ومن المتوقع أن ينتقل شريف من السعودية إلى قطر والكويت، لإجراء مباحثات في الإطار ذاته.
السودان
كما عرضت السودان، بذل جهود تهدئة ومصالحة لحل الأزمة القائمة ، وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان إنها وإذ "تعرب عن بالغ قلقها لهذا التطور المؤسف بين دول عربية شقيقة" تدعو "إلى تهدئة النفوس والعمل على تجاوز الخلافات".
وأعرب الخارجية عن استعدادها الكامل لبذل كل جهوده ومساعيه مع كافة الأشقاء لتهدئة النفوس ووقف التصعيد وإصلاح ذات البين، لإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي بما يحقق المصالح العليا لشعوب المنطقة، وفقا للبيان.
المغرب
بدوره أعلن المغرب، أمس الأحد، عن استعداده لـ"بذل مساع حميدة من أجل تشجيع حوار صريح وشامل" بين أطراف الأزمة الخليجية، داعيا جميع الأطراف إلى "ضبط النفس والتحلي بالحكمة من أجل التخفيف من التوتر وتجاوز الأزمة".
وقالت خارجية المغرب، إنها "تفضل حيادا بناء لا يمكن أن يضعها في خانة الملاحظة السلبية لمنزلق مقلق بين دول شقيقة"، مؤكدة أن الرباط مستعدة لبذل مساع حميدة من أجل تشجيع حوار صريح وشامل على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية".
العراق
وكان العراق آخر بلد عربي دخل على خط عرض الوساطة حتى وقت كتابة هذا التقرير، حيث عرض الرئيس العراقي فؤاد معصوم، الاثنين، استعداد بلاده للعب دور وساطة في الأزمة الخليجية، حسبما صرح لصحيفة "الحياة" اللندنية.
وقال معصوم "مستعدون لبذل كل جهودنا من أجل تقريب وجهات النظر والوساطة لحل أي مشكلات أو خلافات بين الدول الشقيقة سواء الخليجية أم غيرها، مدفوعين بعامل الصداقة والعلاقات التاريخية والمصالح المشتركة".
وقطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين، الاثنين الماضي، العلاقات الدبلوماسية مع قطر، واتهمتها بـ"دعم الإرهاب"، في أسوأ صدع تشهده المنطقة منذ سنوات، بينما لم تقطع الكويت وسلطنة عمان علاقاتهما مع الدوحة.
ولحقت بقرار المقاطعة كل من الأردن ( مقاطعة جزئية ) ، وجزر القمر، والمالديف، وموريتانيا، واليمن، وحكومة طبرق الليبية الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر.
إلى ذلك كانت روسيا، وبريطانيا، وإيران، وألمانيا، والجزائر، والصومال، ومالي، أبرز الدول التي دعت إلى حل الأزمة الخليجية عن طريق الحوار.
إضافة تعليق